صفحة الكاتب : حميد آل جويبر

أما آن لـ "عطوان " ان يحترم القلم
حميد آل جويبر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 اثنان ، ولا اقول كاتبان،  لا أظن قـَسَم ربّ العزة بـ " القلم وما يسطرون" مرّ على آذانهما رغم التظاهر باعتناق الاسلام دينا ، وربما التزام الجانب المشوّه من هذا الدين واعني به الفكر التكفيري الوهابي المتشدد . احدهما قذفته احدى قاطرات امبراطورية اموال النفط المسحوبة من افواه الجياع في مملكة الأمراء ، فجعلته حاكما على صحيفة باذخة وسط طبقات الضباب المتراكمة ، ليحرك جزءا - على قدر المستطاع - من ماكنة الاعلام الساحرة التي تقول للحق "كن" فيصبح باطلا باذن الله ، وتقول للباطل "كن" فيكون حقا باذن الله . وهذا الاعلام الذي لا يخفى صنيعه الرخيص على ذي لب ، استطاع بقدرة قادر ان ينفخ بكلماته التامات الناضحات بزيت الجزيرة في ارواح ما يشبه  الاقلام فيحولها الى نفايات اقزام ، تـُؤمَر فتطيع ، وتـُكلف فتكتب ، وتقبض فتتنفس الصعداء ، وتدعى لمهرجان الجنادرية فتسبح باسم الملك الحكيم الكريم. ولن تحتاج الى عظيم جهد تبذله لتتعرف على محتويات محفظة الاقلام الاقزام هذه ، فالامر في غاية البساطة اذ يكفيك ان تتناول اي عددين متتالين من صحيفة الشرق الاوسط اللندنية بلونها الاخضر وهو لون الدولار الاميركي ، لتتقافز امامك اسماء ايرانية وعراقية ومصرية وطبعا سعودية و... و... و... اذا عدت بجذورها الى وراء الوراء ستجدها متفرعة من الشجرة الملعونة في القرآن الكريم . فهم في الغالب يمارسون حياتهم اليومية في لندن وهي اعرق عواصم العالم المتحضر في تطبيق الديموقراطية ، لكنهم جميعا يرون القشة في عين الآخر ولا يرون الخشبة في اعين مملكتهم الكريمة الباذلة ، ورحم الله القائل " وما انتفاع اخي الدنيا بناظره .... اذا استوت عنده الانوار والظلم ".  أما الآخر المولود قبل اكثر من ستين عاما في احدى مخيمات اللاجئين بقطاع غزة ، فحسبه ان انطلاقته الاعلامية كانت من منصة جريدة المدينة السعودية، ولاحقا عندما تضيق بمجونه الاراضي المقدسة فان خير من يتلاقفه في عاصمة الضباب حصن "الشرق الأوسط" الحصين واختُها المدللة " المجلة" . وعندما بقوى ساعده وينمو الريش في جناحيه يصبح – ومايزال – واليا على صحيفة مستقلة بلون ازرق . وصاحبنا هذا الذي لا يكف ابدا عن التحدث من جميع ثقوبه عن المبادىء والديموقراطية والحكومات المدنية والحريات الفردية وكل ما اتت به الحضارة الغربية من مفاهيم ، ملتزم التزاما اخلاقيا لا تنفصم عراه بأخس نموذجين من ابناء آدم ناصبا العداء والشنآن لهذه المفاهيم . فهو ما زال برغم الكوارث التي حلت بالمسلمين اولا وبالبشرية ثانيا ، لا يذكر اسم جزار العراق التكريتي الا ونوّه الى شهادته ومظلوميته في المحاكمة غير العادلة التي اعدها له النظام العراقي الحاكم ، كما انه لا يذكر اسم رمز الارهاب بن لادن الا وسبقه بكلمة "شيخ" توقيرا له واجلالا لمقامه العظيم . وهو ما زال حتى هذه الساعة يمسك بخاصرته من آثار طعنة نجلاء بسبب النهاية "المؤسفة " التي انتهى اليها الاثنان شهيدي الاسلام والحرية صدام و اسامة على يد الاميركان . ولا يخفى على المتتبع ان شهيد تنظيم القاعدة المجاهد جدا ، كان قد رد الفضل اثناء حياته المعطاء لكاتبنا الحر، ومنحه في وسط جبال تورا بورا لقاء صحفيا موسعا قيل ان الاثنين تبادلا خلاله نظرات الاعجاب وعبارات الاطراء . كاتبنا الفلسطيني الكبير الذي يشغل منصب محلل استراتيجي في اكثر من قناة فضاحية ، يدير منذ سنوات صحيفة وسط لندن ويدفع تكاليف مكتب ومرتبات عشرين موظفا لديه على الاقل ، ويمتلك بيتا وسط العاصمة وينفق على "عياله" من جيبه النزيه ، وبعد كل هذا يريد منا ان نقول بان زمن المعجزات ولـّى الى الابد غير مأسوف عليه . اذا لم تكن هذه النفقات الباهظة مدعومة من جهة او جهاز كما يزعم صاحب الصحيفة ، فمن سوى المدد الغيبي اوالمعجزة الالهية سيكون قادرا على تغطية هذه النفقات المليونية لاصدار صحيفة يومية لم تستطع حتى الان ان تكسب عملاء للاعلان فيها ما يغطي تكاليف صفحة واحدة فقط . صاحبنا في آخر مقال له يقطر بالسم الزعاف لا يخفي امتعاضه الشديد من قرار الحكومة العراقية اغلاق الباب الذي كانت تهب منه نتانة ما تبقى من جيفة قصاب العراق في تكريت . وكاني به جالسا القرفصاء ممسكا بكوفية فلسطينية مرقطة باللونين الاحمر والابيض ، جلبها من مخيم دير البلح عام سبعة وستين يمسح بها دموعه التي طبعا من خلائقها الكِبـْرُ على قرار الاغلاق الجائر . واللوم كل اللوم على الدكتاتور الجديد نوري المالكي الذي تطاول مرة أخرى – بعد توقيعه قرار الاعدام - ولم يستأذن صاحبنا قبل ان يجور من جديد على عظام الشهيد ابي الشهيدين الذي اعدم بعد محاكمة صورية دامت اكثر من سنتين ودافع عنه خلالها باعة ضمير من شتى انحاء العالم ونقلت بالصوت والصورة . ادعو من صميم قلبي كويتبَنا الذي لا تبدو عليه أي دالة على الحكمة والتبصر وهو يحل ضيفا كريما على الخيمة السابعة من عمره ، ان يحمد الله بكرة واصيلا ان النظام "العميل" لايران والولايات المتحدة في آن، سلم جثة حبيبك لذويه في تكريت من غير سوء ، ولو انه عومل بالمثل كما تصرف هو مع شهداء العراق النجباء من ضحاياه فان جثته لم تكن – في احسن الاحوال - باحسن حالا من جثة شيخك الذي تحول في الليل البهيم الى طـُعْم ٍغير سائغ لكواسج المحيطات .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حميد آل جويبر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/01/23



كتابة تعليق لموضوع : أما آن لـ "عطوان " ان يحترم القلم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net