نظام الحُكم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أنظمة واحزاب تعددت، تفرقت بآراءها ولم تُحسن سن قوانين ونُظم تخدم بها الإنسانية وتُحقق الغرض من الحُكم وتعيين من يُسيّر أمور الرعية فيؤدي واجبه بأحسن ما يكون.

اختلفوا وتعالت أصواتهم كلٌ يرى الحق له والرأي الصائب ما يقول...
يضيع الوقت وتمضي السنون ولا من مُبادر يلتفت لتطبيق رسالة الحُكم العادلة والشاملة لكل حقوق الرعية..
لم يستطيعوا أن يجعلوا كل شخص بمكانه المناسب وبحسب ماهو قادر على تأديته..
استصعب عليهم إدارة الأمور ومتابعتها لأنهم تشتتوا وقصُرت نظرتهم عن ما ينفعهم بمنفعة الصالح العام..

ولكن أيكون صعبا تحسنة الأداء وإدارة الأمور بشكل أفضل بوجود رسالة كاملة ترسم وتبين نظام الحكم العادل الناجح

هناك من انتبه لوجود هذه الرسالة واستفاد من قسم منها وهم الولايات المتحدة حيث كُتب على البيت الأبيض مقطع من رسالة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام لمالك الاشتر عندما ولاه مصر
فأصبحت وصيته هذه قاعدة انسانية عظيمة
حيث
"اعتمدت الرسالة في الأمم المتحدة كونها من أوائل الرسائل الحقوقية والتي تحدد الحقوق الواجبات بين الدولة والشعب؛ هذا العهد وصل إلى أذن الأمين العام للأُمم المتحدة عبر زوجته السويدية، وقد قال الأمين العام للأمم المتحدة: إنّ هذه العبارة من العهد يجب أن تعلّق على كلّ المؤسسات الحقوقية في العالم، والعبارة هي : "وأشعر قلبك الرحمة للرعية، والمحبّة لهم، واللطف بهم، ولا تكوننَّ عليهم سَبُعاً ضارياً تغتنم أكلهم، فإنّهم صنفان: إمّا أخٌ لك في الدين، وإمّا نظير لك في الخلق"، وهذه العبارة جعلت كوفي عنان ينادي بأن تدرس الأجهزة الحقوقية والقانونية عهد الإمام لمالك الأشتر، وترشيحه لكي يكون أحد مصادر التشريع للقانون الدولي، وبعد مداولات استمرّت لمدّة سنتين في الأمم المتحدة صوّتت غالبية دول العالم على كون عهد علي بن أبي طالب لمالك الأشتر كأحد مصادر التشريع للقانون الدولي وقد تمّ بعد ذلك إضافة فقرات أُخرى من نهج البلاغة غير عهد علي بن أبي طالب لمالك الأشتر كمصادر للقانون الدولي."
ويقول
" المؤرخ المصري توفيق أبو العلم: كان علي بن أبي طالب شخصية خصبة، انه كان مظهراً من مظاهر التكامل الانساني، بعد ان انتخبه المسلمون خليفة للمسلمين، بدأ بتطبيق برنامجه الاصلاحي في إشاعة العدل والمساواة بين أبناء الأمة الإسلامية بصرف النظر عن دينهم ومذهبهم ولغتهم ولون بشرتهم واتجاهاتهم السياسية والاجتماعية. لقد أمر الولاة أن يكونوا رحماء مع رعاياهم كما تجلى ذلك في رسالة الامام عام 656 م إلى والي مصر مالك الاشتر."

فقانون واحد مما سنّه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام لو أُلتفت إليه وطُبق لكانت أحوال البلدان افضل مما هي عليه فعندما يقول المولى علي عليه السلام :

«وأشعر قلبك الرحمة للرعية ، والمحبّة لهم ، واللطف بهم ، ولا تكونن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم ، فإنّهم صنفان : إمّا أخ لك في الدين ، أو نظير لك في الخلق ، يفرط منهم الزلل ، وتعرض لهم العلل ، ويؤتى على أيديهم في العمد والخطأ، فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تُحب وترضى أن يعطيك الله من عفوه وصفحه، فإنّك فوقهم، ووالي الأمر عليك فوقك، والله فوق من ولاك ! وقد استكفاك أمرهم، وابتلاك بهم» نهج البلاغة

صفة واحدة مما ذكره في قوله عليه السلام لو أُحرزت لكان خيرا
فهنا يشير ويؤكد لواليه بأن يتحلى بصفة الرحمة لرعاياه حتى وإن لم يتصف بها فعليه أن يعمل على أن يمتلكها فلم يقل له اعمل بشعورك بالرحمة بل أشار له أن يُشعر قلبه الرحمة حتى وإن لم يكن قلبه رحيما فعليه أن يدربه ويُشعره بالرحمة لمن تولى إدارة أمرهم وبعد ذلك يزيده بالمحبة واللطف
ولا يبخس حق أحد فلكل حق بما يكون وحقوق الإنسانية، ويبين له ان الجميع مُعرض للخطأ فاعف كما تُحب أن يعفو عنك الله، ولا تُضيع حق الله وحق نفسك وحق الآخرين..

رسالة حملت معان كريمة لطيفة، وقوانين تضمن حقوق الأفراد، وتُسير شؤون البلاد فأين نحن عن هذه المآثر والكنوز الثمينة التي تركها لنا رسول الإنسانية وأهل بيته الكرام سلام الله عليهم أجمعين.

فلكل متصدٍ لمسؤولية كبيرة اغنم بهذه الكنوز وسارع قبل انقضاء المدة لتفز بما لم ينله غيرك.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/05/28



كتابة تعليق لموضوع : نظام الحُكم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net