بالتعايش السلمي ... يعم الأمان
سيف علي اللامي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سيف علي اللامي

ان التعايش السلمي، هو طريق القرآن الكريم الأنبياء والائمة الأطهار عليهم السلام في العيش مع الآخر، فإن التمسك والسير على هذا الطريق هو واجب على جميع المذاهب الإسلامية، لأن السير على هذا الطريق يحقن دماء الجميع ومنهم المسلمين ويعم الأمن والأمان، وفيه تنبذ الطائفية الدموية.
ان التعايش السلمي لا يعني الوحدة الإسلامية، فالاخيرة خطأ كبير إن كانت بمعنى الوحدة بين جميع معتقدات المذاهب وهذا خطأ، لأن المذاهب مختلفة في بعض أصولها وفروعها لاختلاف مبانيها العلمية في الوصول لهذه الأمور، لذا فالوحدة هنا خطأ، لأنها تعني خلط المتنقاضات وتنازل عن بعض المعتقدات، وهو طريق الشيطان الرجيم، والسير على طريق الشيطان يؤدي إلى الهلاك والضلال والانحراف عن الحق.
البديل لهذا الخطأ، هو (الناس صنفان إما أخ لك في الدين أونظير لك في الخلق)، فالمشترك الانساني بين المختلفين عقائديا او فقهياًَ هو الرابط، ويليله رابطة الدم والوطن.
هنا المطلوب من المجتمع بصورة عامة هو السير على طريق القرآن الكريم ((التعايش السلمي))، الذي ترفضه أمريكا وإسرائيل ومن يريد القتل وزرع الطائفية بين الشعوب، وهذا ما تريده أمريكا وإسرائيل، حتى يحلو لهم الجو. تبدأ الشعوب تتقاتل فيما بينها وأمريكا تستولي على حقول النفط، وتسرق الأموال ويعم الخراب في هذا البلد، وقد حذرت المرجعية الدينية العليا من الطائفية ودائماً تؤكد بالابتعاد عنها، خطاباً وممارسة وبالرغم من أن معظم السيارات المفخخة والعبوات الناسفة تستهدف المناطق الشيعية إلا أنها تؤكد دائماً على أن السنة العراقيين براء من ذلك وإنما يقوم بها في الأساس عناصر أجنبية.
لهذا علينا بالابتعاد عن الطائفية، حتى لا يعود ما حدث في ازمة 2006-2007، بالطائفية والقتل والتهجير على الهوية، التي راح ضحيتها الأبرياء من الطرفين، لكن الحمد لله سرعان ما انتهت هذه السنوات المظلمة بفضل من الله وأهل البيت عليهم السلام والمرجعية الدينية العليا التي بحنكتها وحكمتها قضت على الطائفية وبقيت تنادي ولاتزال تنادي بالتعايش السلمي والخطاب المعتدل والنقاش الهادئ المبني على الأدلة البعيد عن السب والشتم والتهجم، ودائماً نسمع المرجعية الدينية العليا تناشد المؤمنين أن يتحلوا بمزيد من الصبر وضبط النفس ويتجنبوا القيام بأي عمل انتقامي يستهدف الأبرياء والأماكن المقدسة للآخرين.
مشروع الطائفية الذي انتهى أواخر(2007) اعادته امريكا لكن بسيناريوا جديد (داعش) والذي راح ضحيتها الكثير من الأبرياء وسقوط عدد من محافظات العراق واحتلالها من قبل داعش، والحمد لله بفضل من الله وبفضل فتوى المرجعية الدينية العليا والملبين لها تم القضاء على هذا المشروع الخبيث.
يسأل البعض ماذا تريد امريكا بهذا المشروع؟ ! ان ما تريده أمريكا وإسرائيل، هو تقسيم العراق إلى ثلاث أقسام كردستان سنيستان شيعستان ، حتى تستمر الصراعات بين هذه الأقاليم وتضعف قوة بلدنا العزيز.
أعزائي، الطائفية ليس فقط بين المذاهب أو الأديان بل حتى بين المذهب الواحد الذي سببه الأحزاب وهذا ما نلاحظه في الوقت الحاضر للأسف الشديد من تنازه وتنابز اتباع الحزب الفلاني مع الحزب الفلاني .
تحابوا فيما بينكم وتعاونوا على البر والخير فهذا طريق القرآن الكريم.
قال عز وجل " وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان"
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat