من انتصر في معركة أحد؟
الشيخ د. احمد خضير كاظم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

مازال يظن من يقرأ كتب التاريخ المنهجية فقط ان مشركي قريش الذين حاولوا قتل النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم عدة مرات ( حتى جمعوا من كل قبيلة رجلا فهاجر وتركهم ) انتصروا في معركة أحد؟؟!! نقرأ نصوص من التاريخ تخبرنا ان المشركين بعد هزيمتهم في معركة بدر ...أخذوا يجهزون العدة والسلاح حتى انهم منعوا اهل مكة أموال القافلة  التي خرج بها ابو سفيان و وقفوا أموالها لشراء الدروع والمقاتلين للانتقام و اخذ بثار قتلى بدر  ..ليخرجوا بجيش وعدة لا قبل للمسلمين بها فجمعوا  ثلاثة آلاف من المقاتلين  ... وأرادوا ان يفاجأ المسلمين باحتلال المدينة .... ولكن الأخبار التي جاءت للمسلمين جعلتهم يستعدون ويخرجون ليلاقوا المشركين على بعد خمسة أيام عند جبل أحد... وكان خالد بن الوليد مع عدد من المقاتلين يتحينون الفرصة للالتفات حول المسلمين لكن كان هناك عدد من رماة المسلمين يقفون اعلى جبل أحد يراقبون و يمنعون هذا الالتفاف.... كان الانتصار اول الامر للمسلمين ...والذي أدى تقدمهم إلى أن يؤدي الطابور الخامس للمنافقين دوره في جيش المسلمين في ان يستغل صيحات تنادي بجمع الغنائم وغيرها إلى نزول الرماة من على الجبل والتفات خالد بن الوليد مع مقاتليه حول المسلمين وكان الأمر شديدا على المسلمين حتى انهزم المسلمون و مثلت هند بنت عتبة بجثث الشهداء وسيد الشهداء الحمزة عم النبي رضوان الله عليه.. وانتصر المشركون...

ومازالت هناك العديد من الاسئلة والاستفسارات حول المعركة وأحداثها؟؟!! 

منها لماذا لم يكمل المشركون هدفهم الاول وهو هدف خروجهم للقضاء على النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم. ؟؟ وهم الذين لم يتركوا فرصة الا واستغلوها لقتل النبي وآل بيته وصحابته من المسلمين الاوائل؟؟ 

لم لم يواصل المشركون تقدمهم نحو المدينة للقضاء على المسلمين؟؟ وهذا ابو سفيان قد مرّ به ركبٌ من عبد القيس يريدون الميرة من المدينة،بعد معركة أحد  فقال لهم أبوسفيان: «أبلغوا محمّداً أنّي أردت الرجعة إلى أصحابه لأستأصلهم، واُوقر لكم ركابكم زبيباً إذا وافيتم عُكاظ!». فأبلغوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وهو في حمراء الاسد فقال عليه الصلاة والسلام حسبنا الله ونعم الوكيل 

هل كان هدف المشركين قتل حمزة فقط دون النبي صلى الله عليه وسلم وهم الذين لم يتركوا فرصة لاذى النبي حتى قال (ما أؤذي نبي مثل ما أؤذيت)   ؟؟

وهل ان سنة كاملة من التحضيرات كانت تقنع المشركين ان يعودوا دون تحقيق هدفهم الأساس؟؟؟  وغيرها من الاسئلة....

لكن يبدو أن هناك للقصة تتمة و للرواية جزء آخر لم يسلط عليه الضوء جيدا ليشع في ضوء التاريخ لإيضاح الحقيقية ( حقيقة انتصار المسلمين الاوائل في معركة أحد ) ...

الا وهي غزوة حمراء الأسد ولا اعرف لم يفصلها المؤرخون عن معركة أحد مع العلم انها استمرار لواقعة أحد و وقعت في اليوم التالي للمعركة حيث أمر النبي صلى الله عليه واله وسلم    المسلمين بجمع الحطب واشعالها متفرقة في الليل حتى بلغت خمسمئة نارا مما جعل المشركين الذين كانوا يستعدون للهجوم على المدينة للقضاء على النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم بعد انتهاء اليوم الأول لمعركة احد يظنون أن النبي جهز جيشا اخر من المدينة حتى  حذّر صفوان بن اُميّة أبا سفيان وقال: «إنّ القوم قد حربوا، وقد خشينا أن يكون لهم قتال غير الذي كان، فارجعوا! ياقوم! لاتفعلوا! فإنّ القوم قد حَربوا وأخشى أن يجمعوا عليكم مَن تخلّف مِن الخزرج». .... ودعا رسول الله بلوائه وهو معقود لم يُحلّ من الأمس، فدفعه إلى علي فركب رسول الله

 فرسه على باب المسجد وهو مجروح في وجهه أثر الحَلْقتين ومشجوج في جبهته في اُصول الشَعر، وقد انكسرت رَباعيتُه، وجُرحت شفته من باطنها، وهو متوهّن مَنكِبه الأيمن بضربة، وركبتاه مجحوشتان.

فانطلقوا في سبعين رجلا، حتى بلغوا حمراء الأسد وهي على مسافة ثمانية أميال من المدينة 

والذي حصل فعلا ان النبي جمع فقط من قاتل في معركة أحد وأغلبهم جرحى وقد مزقت ثيابهم وكسرت رباعياتهم .... حيث نادى منادي رسول الله ألا لا يخرجنّ معنا أحد إلا من حضر يومنا بالأمس، فخرجوا على علّتهم وما أصابهم من القرح والجرح الذي أصابهم يوم اُحد مر معبد بن أبي معبد الخزاعي بالنبي محمد حمراء الأسد  وهو مشرك ولكنّه سلْم للإسلام ...ثمّ مضى معبد حتى وجد أبا سفيان وقريشاً بالرَّوحاء وهم مجمعون على الرجوع فسألوه عما وراءه فقال معبد: «تركت محمّداً وأصحابه خلفي يتحرّقون عليكم بمثل النيران، وقد أجمع معه من تخلّف عنه بالأمس من الخزرج والأوس، وتعاهدوا أن لايرجعوا حتى يلحقوكم فيثأروا منكم» فتلزلت الارض من تحت المشركين حتى انسحبوا الى مكة خائفين تاركين المسلمين ورائهم ... وكانت معركة احد يوم السبت لسبع مضت من شوال وكانت واقعة حمراء الاسد لثمان مضيت من شوال للسنة الثالثة للهجرة يوم الاحد وبقي النبي ومقاتلي احد في حمراء الاسد خمسة ايام وعادوا للمدينة في يوم الجمعة ..في حين رجع  المشركون الذين عادوا إلى مكة ليستعدوا لحربا أخرى( حرب الخندق)  

الموضوع السابق غاية ميكافيلي... لا تبررها الوسيلة !!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat