صفحة الكاتب : ياسر كاظم المعموري

نزيف الدم العراقي...الى اين ؟
ياسر كاظم المعموري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
    من يترقب عن كثب الساحة السياسية العراقية يجد انها مبنية على اصول الازدواجية في التعامل مع القضايا ،والنفاق السياسي بات الحبل الذي يعتصم به العاملون في مسرح السياسة ولست هنا لأتصدى الى شخصية معينة او اي مكون مشترك في العملية السياسية انما هي قراءة لما يدور ،فالكيانات السياسية لها ابعاد غير متساوية من حيث المطامع والفكر وايضا نلمس ان هناك تفاوت كبير من عائدات المصطلح الوطني ونسبه لحسب متحصلات المكتسب الشخصي والفئوي والكتلوي ...
   المكون الاول الذي يمثل الاغلبية يفتقر للخبرة الكافية في الثعلبة الحديثة عفوا السياسة الحديثة فهم يتخبطون بين ان يكونوا اسلاميين او سياسيين ،المكاسب تستلب منهم الواحد تلو والاخر من منظور الشراكة في حالة شبه ميؤوس منها لارضاء جميع الاطراف وهذه حالة التنازلات هي التي دعت الاطراف السياسية الاخرى بالتمادي في طلباتها والطغيان في بعض المواقف وما هذه التفجيرات التي تحصد ارواح الابرياء من الكسبة الفقراء والنساء والاطفال انما هي رسائل مكتوبة وموثقة بالدم والمكائد تحاك ضد العراق داخليا واقليميا .
   المكون الثاني المتكون بالطيف السني فهم طلاب كرسي يعتبرون انفسهم ان لهم السلطة على مدى 14 قرن وقد صرحوا بهذا علنا في المؤتمر الذي عقد بتركيا وهو ليس خافيا على احد ، حالة غريبة ان يتسلم زمام الامور غيرهم ليس في العراق وحده بل في كل الدول العربية، وقد أعجبني رد احد الساسة الكبار القدامى عندما سأل في احدى الفضائيات هل اخذ السنة استحقاقهم في الحكومة ؟..أجاب بل اخذوا اضعاف استحقاقهم ، هذه الاجابة صريحة وواقعية ولن يقفوا عند هذا الحد بل ان طموحهم كما ذكرت الكرسي والسلطة مع كل الصلاحيات وبأي ثمن .
   اما المكون الثالث التحالف الكردستاني او ما يطلق عليه بيضة القبان فانهم يعتبرونها فرصة العمر للعب على الحبلين من اجل كسب اكبر عدد من المصالح وتقوية نفوذهم بالدولة العراقية الديمقراطية الحديثة التي تتفتت اوصالها متى شاء القدر لتنفيذ مشروعهم المستقبلي الذي يأملون ان تولد فيه دولة كردستان الحرة وكما افصح عنها الامريكان في خارطة الطريق .
   لم تنظج عند السياسيين المتصدين في الساحة العراقية جذور الوطنية الحقيقية انما ولائهم لكياناتهم واحزابهم وطوائفهم ، الوطني الصحيح الذي يتألم لقطرة الدم التي تراق ، لصرخة اليتيم اذا بكى ، لأنين الارامل اذا جنّ عليهن الليل ، وقد استذكرت حادثة رواها احد الخطباء فقال في عهد الدولة العباسية عندما كان المعتصم خليفة للمسلمين استنجدت امرأة في الشام صائحة (وامعتصماه) وعند وصول الخبر الى الخليفة جهز جيشا لنصرتها وأنتصر لها فما بال هذه الاشلاء التي تنثر يوميا بالعشرات بل في بعض الاحيان بالمئات واذا بالسياسيين يطلون علينا من شاشة التلفاز متقولين ان العملية السياسية تسير بشكلها الصحيح .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ياسر كاظم المعموري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/01/17



كتابة تعليق لموضوع : نزيف الدم العراقي...الى اين ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net