صفحة الكاتب : د . ميثاق بيات الضيفي

لسنا مبالين... فهل ذلك يعقل ؟؟؟
د . ميثاق بيات الضيفي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  كثيرا ما نسمع كلمات مثل: "أنا لا أهتم"، و "هذا لا يهمني" وكل هذا يترجم عن عدم المبالاة، وفي عالمنا توجد عدد كبير من المشكلات غير إن الأكثر فظاعة أنه لا توجد حلول لتلك المشكلات كما ولا يبدو إن هنالك فرج قريب لها، وإحدى المشاكل الرئيسية التي تواجه المجتمع الحديث هي اللامبالاة التي تنتظرنا أينما كنا، مما يدفعنا لان نفكر بشكل متزايد في حقيقة أن الناس بدأوا في الرد بعنف وقوة على بعضهم البعض، بينما السلام واللطف واهتمامهم ببعضهم بدأ بالفعل وسريعا في الانحسار والانحدار.
 عندما تستقر اللامبالاة في قلب الشخص فإنه يتحول إلى شخص قاسٍ بلا روح، وعندما يصبح قلب شخص غير مبال فسيفقد القدرة على الشعور ولا ينقطع الاتصال بين القلب والروح فحسب بل ينقطع الاتصال مع الضمير أيضًا، لذا يجب علينا أن نعلم ذلك الشخص أنه ليس وحيدا وأنه محبوب لأجل شخصه وروحه لا لسبب نفعي ومادي، وإذا لم يحدث هذا فحينئذٍ يصبح مكتفياً ذاتياً ويحدث كل يوم فيه وفي تصرفاته موت داخلي وخارجي، ولذلك لن يكون بإمكانه أن يذق طعم الوفاء، مما يدفعنا لنشعر بالأسف على الشخص غير المبال الذي لم يستطع فهم مديات الحياة وضبطها لتتناسب ومعاييره.
إنه لأمر مؤسف حين نتشبع باللامبالاة وتتحول فينا لتكون ممرض هلع خطير في النفس البشرية، مما تتسبب في عدم اكتراث كامل في الحياة العامة وازائها نكون أقل عرضة للتفكير في أفعالنا وكلماتنا فنحاول الابتعاد عن كل ما يحيطنا بسبية القسوة واللامبالاة مع استحالة اللطف والرفق الحياتي وذلك لان عالمنا قد وصل إلى النقطة التي لا يريد فيها أحد أن يتحمل المسؤولية عن حياة شخص آخر وأصبح ذلك السلوك طبيعيًا فلا أحد يريد مساعدة امرأة أو طفل بحمل حقائب ثقيلة أو مساعدة ارملة أو يتيم من غير تصويره! أو تيسير عبور شخص لشارع أو مساعدة لمصاب بمرض وسقط إمام الناس ولن يتوقف لنجدته إلا إن قام بتصويره وعرض صورته للاخرين! وكل ذلك لانه استقرت في نفوسنا اللامبالاة التي تخفي في حد ذاتها محاولة للابتعاد عن العالم الحقيقي القاسي لدرجة إن الإنسان المبالي اضحى يعد مغفلا بعيون الآخرين، مما يمكنك من أن تشعر باللامبالاة المخفية وراء "قناع" المداراة.
أعتقد أن اللامبالاة والسلبية والعدوان يمكن أن تنشأ في روح وقلب الشخص الذي أصيب بخيبات أمل في حياته وعلاقاته بالمجتمع وذلك سيكون بمثابة رد دفاعي على الأشياء المحيطة به وعلى كلمات وأفعال الآخرين، ولذا يمكن أن تؤدي اللامبالاة إلى تدمير الفرد ككل فهي تتداخل مع وجوده المتناغم في الظروف الحياتية، وتلك المشكلة لم تعد جديدة ولربما تتمحور بسبب آخر هو الأنانية التي تحيطة بنا في كل منعطف والأنانية هي المصدر الرئيسي لعدم المبالاة، وواحدة من النقاط الهامة لها أنها تمكن وتكمن في الخوف، والخوف من كل شيء جديد، والخوف من الغد، والخوف من الفصل من العمل، وانعدام الثقة المستمرة في العالم، وبسبب عدد كبير من تفاعلات الهوس يتناغم الخوف مع اللامبالاة مما يدفعها إلى الارتباط بعدم المسؤولية لاسيما اثر التقدم التقني السريع وتحديدا في شبكات التواصل الاجتماعي لدرجة انه لا يمكننا حتى تخيل من هو القريب منا مما يمنعنا عن الخروج من المنزل لمقاومة اللامبالاة والتي من المحتمل أنها أيضا نشأت كرد فعل على الحروب والفقر والازمات الحياتية والروحية والفكرية وحتى التكنولوجية.
بالنسبة للكثيرين في مجتمعنا اللامبالاة هي موقف معيّن تجاه الحياة، ووفقًا لذلك لا يحتاج المرء إلى القلق المفرط وأنما يستوجب به إن يعمل ويحاول تفعيل السيطرة على العواطف السلبية، فاللامبالاة هي مشاعر تضم المزيد من الناس في العالم وهي متأصلة في كل شخص لكنها تتجلى بدرجات متفاوتة وفقا لسلوكها، وكل شخص فينا لابد إن يدرك انه مسؤول عن الانتشار الواسع للمرض الذي ليس له تأثير سلبي في الشخص  ذاته فحسب وليس أيضا في قسم من الأفراد الآخرين وإنما يؤثر على المجتمع بشكل تام، ولذا من أجل الحد من نمو مشكلة المرض فيجب على كل واحد منا أن لا يدركها فحسب إنما يحاول فعليا العمل على مجابهتها ومقاومتها وبدءًا من أنفسنا.


 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . ميثاق بيات الضيفي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/04/14



كتابة تعليق لموضوع : لسنا مبالين... فهل ذلك يعقل ؟؟؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net