طقوس التقوى بناء على معادلة الصوم
عقيل العبود
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عقيل العبود

التقوى درجة لها رفعة عند الله كبيرة، فهي منزلة لا يصلها المؤمن الا بشقاء النفس وفقا لمنهج من التمارين، أهمها الصبر وإلتحكم بالمؤثرات والشهوات والغرائز.
وتلك مجموعة عبادات عرفانية جميعها تنهض بالروح إلى سياقات مراتبها العليا.
لذلك كلمة تتقون، وردت في مواضع شتى من السور القرانية، وأتمها ما ذكر في قوله سبحانه وتعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (183) سورة البقرة
وكلمة كتب بضم الكاف وفتح الباء إنما يشار بها إلى تثبيت الحقيقة الربانية الخاصة بمقولة الصوم، بإعتبارها ترتبط في معانيها السامية مع نزول القران، وطقوس الشهرالعبادية وصولا الى مرتبة التقوى.
ما يرتبط بقوله سبحانه:
(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ..)
والتقوى سبقتها في الذكر موارد عديدة، وعلى غرار مسمياتها كلمة (المتقون والمتقين)، ولكن ما يراد قوله في هذا الباب، هو إرتباط الكلمة ب لعل التي تفيد في الترجي، املا بنجدة العبد وتطهيره من ذنوب سابقة، ولكن السؤال هنا كيف الطريق إلى فهم معادلة التقوى بناء على فريضة الصوم، وكيف يصل الصوم الى ذات المرتبة؟
هنا اجابة، عملية الصوم كما يبدو ليس بأداء واحد، إنما هو منجز لوظائف عبادية متعددة، هذه الوظائف مجتمعة تصل الى الالتزام بالصوم،
فهو أداء وظيفي مركب وليس مفرد، هذا الأداء بناء عليه إرتبط بمفهوم التقوى،
وهو شقاء يستلزم ضبط النفس بما تشتمل عليه الحواس الخمس، ومنها اللسان، ولأجل هذا الشقاء، كان لشهر رمضان ميزة خاصة ارتبطت بطقس بكتاب الله الذي قراءته تعد واحدة من المؤديات إلى التقوى بناء على مفردات الكمال الخاصة بأسمائه وصفاته سبحانه وتلك رفعة لا يصل اليها الا الذين آمنوا بالآخرة ونبذوا الاطمئنان الى الحياة الدنيا بناء على درجات الإيمان العالية بالدار الآخرة بعيدا عن الغفلة والسهو.
حيث قوله سبحانه (إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غافلون) سورة يونس أية ٧.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat