المرأة ... أنصفها الدين ،وظلمها المجتمع
صفاء داود سلوم
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
صفاء داود سلوم

المرأة منذ الازل كانت وستبقى رغم كل الظروف والنضريات تشكل نصف المجتمع من حيث هي الام,الاخت,الزوجة,وزميلة الدراسة والعمل
لكن المجتمع الطبقي اجحف كثيرا وطويلا بحقها اذ انه ومن خلال الرجل لم يكتف بتقييد حريتها التي تشكل جزء اساسي من شخصيتها باعتبارها انسانة لها امال وتطلعات لكن ومن خلال الاعراف والتقاليد ايظا قد سلبها ارادتها وكبل طموحاتها فهل سترضى المراة بسجن التقاليد وماهي هذه العادات التي اثرت سلبا على المراة وهل تتفق هذه العادات مع تعاليم الدين
العادات والتقاليد
مجموعة من السلوكيات الثقافية التي تخص المجتمع الذي ننتمي اليه ,ترثها الاجيال عن بعضها البعض وتميزها عن باقي المجتمعات حيث يولد الانسان بدون خبرة ثم يبدء بالتاثر بمن حوله فيكتسب منهم عاداته وتقاليده وهي ليست ثابتة بل متغيرة مع تطور الاجيال وتقدم الحضارات وعند ظهور الاسلام اثبت الحسن من العادات والتقاليد والقى السيء منها فلماذا نخلط العادات والتقاليد بالاحكام الشرعية التي نظمت حياة المجتمع بشكل عام وحياة الاسرة على وجه الخصوص وقد اجحفت هذه الاعراف حقوق المراة التي كفلها لها الاسلام حين اعتبرت المراة مخلوقة من اجل المنزل وتربية الاولاد فقط فهل حقا جعل الله واجب المراة بيتها وهل عليها ان تطيع زوجها في كل مايأمرها به حتى وان تعارضت مع اراءها ورغباتها وان ناقشته في رأيه فقد خرجت عن طاعة الله ويكون الضرب حقا عليها ،ما راي الاسلام بهذه العادات التي نشانا وتربينا عليها وكانها جزء مما فرضه الله لتنظيم حياة البشر
حقوق الزوجين في الاسلام
في باب الاستفتاءات على الموقع الالكتروني الرسمي للسيد علي السيستاني www.sistani.org وضح المرجع الديني (دام الله ظله) مفهوم القوامة للرجل وحدودها قائلا:
معنى كون الرجل قواما على المراة هو قيامه بتكفل امورها المعيشية والاعتناء بشؤونها وليس معناه ان لاينفذ لها في نفسها او فيما تملكه ارادة وليس عليها الالتزام باوامره ونواهيه انما عليها التمكين له في الاستمتاع الجنسي وعدم الخروج من المنزل دون اذنه الا اذا كان هناك اتفاق مسبق بينهما
وسألناه هل من واجب المراة خدمة المنزل
-ليس واجب عليها وان كان مستحب ذلك
اذا تزوج رجل من امراة عاملة فهل يجوز له منعها من الخروج للعمل
-لايجوز منعها ان تزوجها وهي عاملة الا اذا اتفق معها قبل الزواج على تركها العمل
وهل يجوز للمراة مناقشة الرجل في مايامرها به ام عليها السمع والطاعة وان رفضت طاعته هل يحق له ضربها
-يجوز لها مناقشته ولايجب عليها طاعة الزوج وطلب رضاه الا في موردين فقط الاستمتاع الجنسي , والخروج من المنزل ولايجوز ضرب المراة فان ضربها وسبب لها احمرار مكان الضرب فوجبت عليه الدية0
لقد منح الاسلام المراة مكانة عظيمة ودور كبير في المجتمع وضمن لها على الرجل الكثير من الحقوق لكني لم اتطرق الا لحقوقها التي سلبها اياها المجتمع وجعل منها ظلا تابعا للرجل وليس لها على نفسها من شيء غير السمع والطاعة
حق المراة في العمل
اما بالنسبة لعمل المراة ,فالاسلام لاينهى عن العمل وليس من المحرم عليها ان تصبح عاملة او مزارعة او تاجرة شرط امر واحد وهو الحشمة والالتزام بما يحفظ كيانها كانسانة ولنا في السيدة خديجة(ع)اسوة حسنة فقد كانت صاحبة املاك وتاجرة معروفة وقد تعرفت بالحبيب المصطفى محمد(ص) من خلال تجارتها وكان الرسول قد اوصى المراة بالعمل في الحياكة حين قال(ص)"علموهن الغزل"وكانت النساء تعمل بمختلف المجالات المتاحة انذاك من زراعة وتجارة او المرضعة-القابلة الماذونة 0000الخ
فحين اقر الاسلام حق المراة في طلب العلم والعمل ضمن حدود الاحكام الشرعية هل اقر الرجل بهذه الحقوق وهل تعاون معها في تنظيم حياتهم الاسرية ومن بينها الاعمال المنزلية التي اقرها الاسلام على انها مستحب قيام المراة بها وليس واجب عليها ام وجد ان مساعدتها بامور المنزل انقاص لكرامته وهل يهتك الله كرامة انسان معاذ الله حين قال(ولقد كرمنا بني ادم)ان العلاقة الزوجية هي علاقة ود ورحمة وليس تسلط واستبداد قال تعال(وجعلنا بينكم مودة ورحمة) وامر الرسول بالرفق بالقوارير فهل هذا هو الرفق الذي اوصاكم به حبيب الله ان لاتمد يد العون لها في المنزل حتى وان كانت مريضة او عاملة فتعود للمنزل لتستانف عمل اخر بينما انت تمتلك متسع من الوقت وتنعم بالراحة والهدوء اي كرامة هذه التي تنتهك حق المراة وتظلمها
السيدة (ص0د) موظفة لديها طفل وهي الان تنتظر مولود جديد سالناها ان كان زوجها يساعدها في الاعمال المنزلية قالت باسى ان وضعي الصحي غير جيد ونصحني الطبيب بالراحة التامة اخذت اجازة من العمل لكن ماذا عن امور المنزل زوجي يرفض ابداء المساعدة واشعر اني اتحمل مسؤولية كل شيء لوحدي
اما السيدة(س0ع) محامية قالت زوجي موظف وحين نعود الى المنزل يجب ان اعد الطعام والا تعرضت لسخطه ثم يذهب هو للنوم او مشاهدة التلفاز بينما ابدا انا بالاهتمام بالمنزل ورعاية الاولاد وهذا يزيد العبء على كاهلي حتى اني لااجد الوقت لتلبية حقوقه الزوجية فهل هذا عدل
مهلا ايها الرجل لقد تماديت كثيرا لاتبخس حق المراة التي كفلها الله لها ولاتتحجج بالدين لان الاسلام لايرضى بالظلم من كل ماتقدم انادي بتحرر المراة من العادات والتقاليد التي تتعارض مع تعاليم ديننا الحنيف وانادي الرجل ان يتحرر من رواسب الجهل والتخلف الذي ارسته في نفسه العادات والتقاليد وان الاولوية هي للدين وليس للاعراف والمهم هو ارضاء الله وليس الناس فان لم تستطيعي استرجاع حقوقك ايتها المراة فاعرفي على الاقل حقوقك وان الاسلام لم يبخس منها شيء0
صفاء داود سلوم
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat