صفحة الكاتب : الشيخ ليث عبد الحسين العتابي

سيكولوجيا السارق
الشيخ ليث عبد الحسين العتابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 إن دراسة سيكولوجيا السارق يُعد من المواضيع التي لم تعط الأهمية اللائقة بها، وذلك لتسليط الضوء عليه، وعلى المؤثرات الداخلية والخارجية على نفسيته، ومن اليقين ان هناك خللاً ذاتياً لديه، ولربما يوجد عنده أكثر من خلل، وهنا لا بدّ ان نقف على مسببات السرقة لديه نفسياً (سيكولوجياً)، ومنها:
1ـ انعدام الأخلاق: فالسارق يقيناً لا يمتلك الأخلاق، نعم من الممكن ان يدعيها، او أن يجاري بعضها لمصالحه الخاصة، لكنه فاقدٌ لها، ولو كان يمتلك الأخلاق لما سرق، ولما أخذ ما لا يملكه، ولما أخذ حق الأخرين.
2ـ انعدام الإنسانية: فالسارق لا يمتلك الإنسانية، لأن في سرقاته أذى للإنسانية، وأذى لإنسان معين مسروق، فهو وإن كان إنساناً بالهيكل الخارجي، إلا أنه لا يمتلك أي ذرة من الإنسانية الحقيقية.
3ـ انعدام العلم: فالعالم، ومن يعلم، لا يسرق، فكل سارق للأمور العلمية هو جاهل يقيناً، وان امتلك اعلى الشهادات، وان حاز أرفع الألقاب العلمية، فما هو إلا سارق وجاهل بكل معنى الكلمة.
4ـ انعدام الدين: فمن يعتقد بالتعاليم الدينية، ويؤمن بالتعاليم الدينية، ويصدق بالتعاليم الدينية، لا يسرق، فإن التعاليم الدينية تجرم السرقة، حتى الأديان الوضعية تجرم السرقة، لذلك فإن السارق لا دين له، وليس شخصاً متديناً، وهو لا يؤمن بحقيقة الدين الذي يدعي الانتماء له، وان مارس شعائره ظاهراً.
5ـ انعدام الاعتقاد بالله تعالى: فلو كان السارق يعتقد بالله تعالى حقيقةً، ولو كان يخشاه كما يخشى رجل الشرطة، لما أقدم على أي سرقة، ولما فعل أي مخالفة، إلا انه لا يعتقد بوجود الله تعالى، بل ليس في قاموسه وجود لله تعالى، وما الله تعالى في حياة السارق إلا اسم فقط يتوارى خلفه ويسخره لمنافعه متى احتاج لذلك.
6ـ انعدام الاستقامة: فالسارق محتال ومتحايل، وملتوٍ، وغير مستقيم، ولا يحب الاستقامة، لذا يلجئ إلى كل التواء واعوجاج لتحصيل مكاسبه الخاصة، ويبتعد عن كل استقامة وعن كل عدل وعن كل مساواة.
7ـ انعدام الأمانة: فالسارق متحين للفرص من جانب، وقناص للغفلات من جانب آخر، وهو ينتظر الغفلة والانشغال لينقض على صيده، فهو كالحيوانات المفترسة التي تبحث عن الغفلة للانقضاض على الفرائس الضعيفة المنشغلة الوادعة.
8ـ انعدام الورع: فالسارق لا ورع ولا تقوى عنده، فهو ينهش لحوم ضحاياه من دون رحمة، فهو وحش كاسر، لا يوقفه ضعف أو غيره، ولا يوقفه شرع أو دين أو أي شيء على الاطلاق.
9ـ انعدام القناعة: فالقناعة كنز لا يفنى، وهي أساس استقرار الإنسان، ومن دونها ينعدم استقراره، ويزول اتزانه، ويزداد قلقه، أما القناعة فهي العلاج لكل ذلك.
إن السارق لا يملك أي قناعة، فهو قلق، وغير متزن، لا يستقر بحال من الأحوال، يغير ويعتدي على غيره بشتى الطرق والوسائل والكيفيات، وينهش من هنا وهناك، ويتخبط كالمجنون.
10ـ انعدام الحياء: فإن الإنسان الطبيعي يستحي من ان يتهم بأي تهمة قريبة كانت أو بعيدة، فالحياء مانع له من عمل ما يشاء، لذا ورد في الحديث: ((إذا لم تستح فاصنع ما شئت)).
أما السارق فهو لا حياء له، لأنه وفي وقتٍ ما ستنكشف سرقته، وتُفضح أكذوبته، فما هو حاله حينها؟
في العموم الغالب ان السارق حينها لا ولن يهتم، وذلك بسبب انعدام الحياء عنده، فمن يفقد الحياء فلا تتأمل منه أي خير ابداً.
تلك عشرة وقفات مهمة لسيكولوجيا السارق، وإلا فإن السرقة مرض، وإدمان، يجب علاجه، والسارق مريض ومدمن، ومرضه النفسي من الأمراض الخطيرة، والتي يجب علاجها بأسرع وقت ممكن، وإلا فإنها ستنتشر وتنشر خلاياها السرطانية في كل مكان، كما وانه يجب تلقيح المجتمعات مسبقاً من هذا المرض الخطير جداً.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ ليث عبد الحسين العتابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/04/03



كتابة تعليق لموضوع : سيكولوجيا السارق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net