جواز السفر ... حق المراة المغتصب
صفاء داود سلوم
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
صفاء داود سلوم

على الرغم من التطور الملحوظ الذي شهده العراق في مجالات عديدة حتى ظن الفرد العراقي ان الظلام الذي كان جاثما على صدره ذهب وتلاشى حيث لاسلاسل تقيده ولا سجان يكتم انفاسه لكن هل حقق العراقي ماكان يصبو اليه ام اصبح وسط بحر تتلاطم فيه الامواج مابين الحرية والتقدم الحضاري من جهة والتخلف والجهل الذي لايزال يسيطر على كثير من العقول بل وتمتد خيوطه للانظمة والقوانين من جهة اخرى حيث تتواصل حلقة اخرى من مسلسل الانتهاكات التي تمارسها القوانين المجحفة بحق المراة اذ ان القرار الذي صدر من قبل وزارة الداخلية العراقية بعدم منح جواز السفر العراقي للمراة العراقية الا بموافقةولي امرها ؟انما هو قانون متخلف اي قانون هذا الذي يعترف بعبودية المراة وتبعيتها المطلقة للرجل ,المراة التي تحررت من قيود الجهل والتخلف لتشارك الرجل في احتلال المناصب السيادية وترتقي معه وله في مجال العلم المعرفة لتكون شريكا له مع تقاسم الحقوق والواجبات باعتبارها نصف المجتمع فالمراة العراقية حاضرة في غياب الرجل او حضوره بل احيانا كثيرة هي من تقود دفة السفينة فهل تستحق المراة العراقية هذا النكران وان يعتبرها الرجل نداً له فيقف حجر عثرة امام تقدمها وامام حصولها على ابسط حقوقها الشخصية باعتبارها فردا عراقيا كاملا ناضجا قادر على اتخاذ القرار وعلى الحصول على جواز السفر بارادتها دون الحاجة لتاييد ولي امرها,ان تأييد هذا القانون معناه اننا لازلنا نتخبط وندور داخل عجلة الجهل والتخلف الذي علقنا فيه منذ عقود مضت وان شعارات الديموقراطية التي ينادون لها ماهي الا حقيقة مزيفة وشعارات بالية واننا قبل ان نطالب بحق المراة علينا بعمل دورات تثقيفية للرجل الذي ظل منطويا على رجولته معترفاً بحقه دون الحق الاخر ,ان المرأة حتى لو تعلمت و تثقفت و احتلت مناصب اجتماعية و أدبية و علمية رفيعة فهي بنظرهم و قبل كل شيء امرأة و أنثى و ضلع قاصر مثلما يقول الرجل ( و الذي ساندته كل الأطر و التوجيهات الاجتماعية و العادات و التقاليد في ظلم المرأة و جعلت منه قيماً يحكم وثاقه و يضغط عليها دون أي مبرر أحياناً ) . أما المرأة و رغم كل ذلك فإنها لا تزال تواصل العمل في كثير من الميادين,إلا أنها تدفع الكثير من شبابها و أعصابها و قناعاتها مقابل أن تحقق بعض ما تصبو إليه و تتمناه و تطلب المساواة مع الرجل منذ سنين و هي لم تحصل عليها بعد ،( فالمساواة هي أن يتساوى الرجل مع المرأة في الحقوق أما المساواة التي يتصورها البعض بأنها قد تحققت فليست مساواة حقيقية ، ماذا يعني أن تعمل المرأة نفس عدد الساعات التي يعملها الرجل ، و من ثم تعود للمنزل و تبدأ القيام بكل أعمال المنزل و هي ملزمة بتدريس الأطفال و السهر على سلامتهم و متابعة مستواهم التعليمي ، و لكن من حق الرجل أن يعترض ويرفض و أن يرفع صوته و ما على المرأة إلا أن تلتزم الصمت و الهدوء حين يكون نائماً أو جالساً أو يتابع التلفاز .
ماذا تسمى كل هذه الممارسات بحق المرأة و هي تتحاشى الصدام و الخلاف ؟ ماذا حمل العمل للمرأة سوى المزيد من المتاعب و الهموم ...نعم إن الحرية الاقتصادية لم تحقق لها الحرية الاجتماعية .
فلماذا يتطلب من المرأة أن تدفع ضريبة نجاحها و ثمن تحقيق ذاتها كإنسانة مثلها مثل الرجل ، و ضمن تلك الخطوط العريضة يجب علينا أن نتذكر دوماً أنه علينا تحرير المرأة من القيود النفسية واناشد جميع المنظمات النسوية والمدافعة عن حقوق المراة ومنظمات المجتمع المدني بالوقوف ضد هذا القرار المجحف ونطالب بسن قوانين على وفق قانون حضاري انساني ومتمدن يليق بالانسان المتحضر
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat