صفحة الكاتب : سلام محمد جعاز العامري

خداع الإعلام تزييف التأريخ
سلام محمد جعاز العامري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

"في الماضي كانت تُمارس علينا سياسات التجهيل؛ الآن نمارس على أنفسنا, سياسة تصديق كل الخداع الإعلامي, النتيجة واحدة." إعلامي أردني.

قام بعض المؤرخون منذ القِدم, على بيع أقلامهم, مقابل حفنة من الذهب, أو للتقرب من الحُكام, فسعوا جاهدين لتزيين, وجوه الحكام الظالمين, مهما كان إجرامهم شنيعاً.

امتاز العصر الأموي, بسب علي بن أبي طالب, عليه و آله الصلاة والسلام, من على المنابر أكثر من ثمانين عاماً؛ بالرغم من مكانته وجهاده ضد المشركين, والأحاديث التي رويت عن الرسول الكريم, صوات ربي وسلامه عليه و آله, تحت راية الإعلام الأموي المُضِل لمسلمي الشام, لتأتي بعد ذلك دولة بني العباس, التي أوغلت في التعتيم الإعلامي, فبعد أن كان شعارها" يا لثارات الحسين, قام حكام العباسيين, بسجن كل إمامٍ من نسل علي, ومن ثم تصفيته, بحجة الثورة ضد الدولة, بينما نقرأ في التأريخ, أن حكام الدولة العباسية من العدول, لكثرة ما يهبون من أموال, على الإعلام وعلماء البلاط.

نتناول هنا شخصية تُمثل الزهد, ولو بجزء يسير من الحقيقة, التي أخفاها التأريخ المزيف, فقد عاصر الإمام موسى بن جعفر, بن محمد بن علي بن الحسين, عليهم الصلاة والسلام, أحد أكبر طغاة بغداد, وهو الخليفة العباسي هارون, فكان ذلك الحاكم, الذي ينادى بأمير المؤمنين, سكيراً ماجنا تًعرض عليه كل لية, 300 جارية عارية, وكان هارون يرى, أن الإمام الكاظم, خَطرٌ على عرشه, لمعرفته التامة أنه الحاكم الشرعي, لكافة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها, فعمد لسجنه بعد جلبه لبغداد العاصمة, ثم دس السم له في بضع تمرات, عن طريق سجانه اليهودي, الذي كان اسمه السندي, في الخامس والعشرين, من شهر رجب عام183هـ, لتطوى صفحة من صفحات الجهاد, ضد الحكام الظالمين.

يزخر تأريخنا الحديث, بأقلام مأجورة تزيف الحقائق, فمن زمن الطاغية صدام, الذي حكم بما يشبه لحد كبير, حكم بني أمية والعباس, ما بين قتل وسجن ونفي وتهجير, لتكتب أقلام عن عدالته, وعروبته وإيمانه, مع وفرة الأفلام الدالة, على إجرامه وحفلاته الماجنة.

ولا يسعنا هنا إلا أن, نعزي العالم الإسلامي, بذكرى استشهاد الإمام موسى, وليس أوضح قلم كتب, بل هو أحدها, لأبي فراس الحمداني." ليس الرشيد كموسى في القياس ولا- مأمونكم كالرضا إن أنصف الحكم."

فهل يعي إعلامنا المعاصر, أنَّ للكلمة الحقة رنين دائم, وللكلمة الزائفة طنين منقطع.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سلام محمد جعاز العامري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/03/31



كتابة تعليق لموضوع : خداع الإعلام تزييف التأريخ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net