صفحة الكاتب : اياد حمزة الزاملي

ماذا بعد الجولان
اياد حمزة الزاملي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تقوم السياسة الأمريكية على تنظير وافكار هنري كيسنجر وهو يعتبر المنظر الأول والرئيسي للسياسة الأمريكية وهو باحث سياسي أمريكي ألماني الأصل وهو من أصول يهودية هرب هو واهله عام ١٩٣٨ من ألمانيا الى الولايات المتحدة الأمريكية خوفاً من النازيين الألمان وشغل منصب وزير الخارجية الأمريكية من عام ١٩٧٣ الى العام ١٩٧٧ وشغل منصب مستشار الأمن القومي ولعب دوراً مهماً وفعالاً في السياسة الخارجية لأمريكا وهو عراب صفقة (كامب ديفيد) عام ١٩٧٨ بين العرب وإسرائيل وهو صاحب تنبؤات مهمة وخطيرة حول مستقبل الشرق الأوسط ويعتبر من جناح الصقور المؤيدين لإسرائيل كونه يهودياً.
وهو صاحب نظرية الحرب العالمية الثالثة التي يرى انها ستقع بين امريكا وحلفائها من جهة والتحالف الروسي الصيني وحلفائها من جهة أخرى وهو يردد عبارته الشهيرة (ان طبول هذه الحرب تقرع ومن لم يسمعها فهو اصم) ويرسم هنري كيسنجر رؤيته السياسية والعسكرية لهذه الحرب فيرى انتصار امريكا وحلفائها في هذه الحرب ويؤكد ان على إسرائيل ان تقتل من العرب اكبر عدد ممكن وعندما يسير المخطط الامريكي الاسرائيلي حسب الخطة المرسومة له فأن نصف الشرق الأوسط سيصبح ملكاً لإسرائيل ويستمر في تنبؤاته ويقول (لقد ابلغنا الجيش الامريكي اننا مضطرون لاحتلال سبع دول في الشرق الأوسط نظراً لاهميتها الاستراتيجية لنا خصوصاً انها تحتوي على البترول وموارد اقتصادية أخرى) ثم يسترسل ويقول ولم يبقى لقيام هذه الحرب الا خطوة واحدة وهي ضرب إيران التي تعتبر العقبة الوحيدة في وجه المخطط الامريكي الاسرائيلي في الشرق الأوسط .
عندما تتحرك الصين وروسيا من غفوتهما سيكون (الانفجار الكبير) والحرب قد قامت ولم تنتصر فيها الا قوة واحدة هي امريكا وإسرائيل وعندها ستبتلع إسرائيل نصف الشرق الأوسط وتحتله ليصبح جزءاً لا يتجزأ من إسرائيل الكبرى وتصبح امريكا هي القوة العظمى الوحيدة المنفردة في العالم تتمتع بالقوة الخارقة ويقول بأن امريكا وإسرائيل قد جهزتا نعشاً لروسيا وإيران وتحويل كل بلاد المسلمين الى رماد واحتلال سبع دول عربية غنية بالنفط .
أطلقت امريكا المرحلة الأولى لتنفيذ مشروعها المشؤوم لاحتلال الشرق الأوسط تحت عنوان (نظرية الفوضى Chaos Theory) وقد تجسدت هذه النظرية على ارض الواقع على عدة اتجاهات
الاتجاه الأول /وهو مشروع مايسمى (الربيع العربي) لاسقاط أنظمة دكتاتورية هي صنعتها وانتهى العمر الافتراضي لها وخلق حالة من الفوضى العارمة في هذه البلاد لتحرق الأخضر واليابس .
الاتجاه الثاني /وهو خلق بؤرة مناسبة لتنظيمات ارهابية تتحرك على ارض رخوة تعيث في الأرض والعباد القتل والدمار والخراب مثل القاعدة وداعش والنصرة وغيرها من هذه الجراثيم التي انتجت في مطابخ الCIA والموساد وتعتبر هذه التنظيمات الإرهابية هي (حصان طروادة) بالنسبة لأمريكا حيث تستطيع احتلال البلدان وبناء القواعد العسكرية فيها تحت عنوان (القضاء على الإرهاب) وقد بينا ذلك في مقال سابق تحت عنوان (بقاء امريكا من بقاء الإرهاب) وخير مثال على ذلك هو العراق وسوريا وأفغانستان حيث تحتل امريكا هذه البلدان وتبني القواعد العسكرية فيها تحت ذريعة القضاء على الإرهاب .
نجحت المرحلة الأولى للمشروع الامريكي الصهيوني في احتلال سبع دول عربية وهي العراق وسوريا وليبيا ومصر في المستقبل القريب أما بالنسبة للسعودية والكويت وقطر والبحرين فأنها تعتبر محميات أمريكية ومحتلة اصلاً منذ زمن بعيد وفيها اكبر القواعد العسكرية في العالم 
الاتجاه الثالث / وهو مايسمى (صفقة القرن) وبطل وعراب هذه الصفقة هو الرئيس الامريكي ترامب و ولي العهد السعودي محمد بن سلمان حيث تم الاعتراف بالسيادة الكاملة للكيان الصهيوني على القدس ونقل السفارة الأمريكية لها 
الاتجاه الرابع /وهو اعلان الرئيس الامريكي ترامب بالسيادة الكاملة لإسرائيل للجولان وهي ارض سورية احتلتها إسرائيل عام ١٩٦٧ والجولان هي مجرد محطة صغيرة في المشروع الامريكي الصهيوني الكبير 
الاتجاه الخامس /هناك محطة أخرى في هذا المشروع المشؤوم وهو تهجير الشعب الفلسطيني من غزة الى الأردن وضم غزة الى الكيان الصهيوني وقد تم الاتفاق بشأن هذه القضية بين امريكا وإسرائيل والأردن وتم وضع اللمسات الأخيرة للخطة ولم يبقى غير ساعة الصفر لتنفيذها وعراب هذه الصفقة ملك الأردن البطل الهمام (بطل حريم السلطان) عبدالله الثاني 
الاتجاه السادس /وهو يعتبر المرحلة الأخيرة والحلقة الأقوى والأصعب في تنفيذ هذا المشروع وهو ضرب الجمهورية الإسلامية في إيران التي تعتبر العقبة الوحيدة والحلقة الأقوى في الشرق الأوسط في وجه المشروع الامريكي الصهيوني أما بالنسبة للدول العربية فأنها لاتملك لاحول ولاقوة وتعيش وتبقى على فضلات امريكا أما بالنسبة لخادم الحرمين الشريفين ومعه محميات الخليج فأنه اشبه بقطيع من الأغنام ومادام خادم الحرمين الشريفين وحاشيته وأمرائه يشربون بول البعير وينتشون به كالخمر فأن الأمة العربية والأمة الإسلامية بألف خير ولاهم يحزنون لأن هناك في بول البعير سر عظيم لايعلمه الا عرب البعران.
ان هناك الكثير من التجارب للشعوب في عالم الجهاد والكفاح والنضال العالمي يستفاد منها محور المقاومة والممانعة مثل تجربة الشعب الفيتنامي في هزيمة امريكا وتجربة حزب الله المبارك عندما تمكن من هزيمة جيش الاحتلال الاسرائيلي واذاقه مرارة الذل والهزيمة والهوان وذلك عام ٢٠٠٦ وأسقط مقولة (أسطورة الجيش الذي لايقهر .
ان إرادة الشعوب أقوى من الظلم والطغيان وان الحق لا يأتي الا من خلال فوهات البنادق وأجمل قصائد العشق تلك التي تكتب بالدم .
قال تعالى ((الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)) صدق الله العلي العظيم 
والعاقبة للمتقين......


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اياد حمزة الزاملي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/03/30



كتابة تعليق لموضوع : ماذا بعد الجولان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net