صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

محاورة صدى الروضتين مع الأستاذ نجاح بيعي  القسم الثاني
علي حسين الخباز

 التركيز على الخطبة الثانية من خطب الجمعة، لما تمتلك من مقابلات مع الواقع والبحث عن الاثر المرجعي للواقع؟

 تبرز أهمية الخطبة الثانية؛ لما لها من مساس في تناول واقع الأمة (الشعب العراقي) وهي تتحرك في ساحة الحياة (السياسية) بحلوها ومرّها، وبما لها وما عليها.. عكس الخطبة الأولى، حيث تمس روح الأمّة وأخلاقياتها، وطالما يتم الربط وبصورة رائعة بين الخطبتين، فتفضي الأولى كمقدمة صغرى الى الثانية، فتكون مقدمة كبرى .
 وتبرز أهمية الخطبة الثانية أيضاً؛ كونها تكشف عن البصيرة النافذة التي تتحلى بها المرجعية العليا في رصدها للأحداث التي تمر على الأمّة (الشعب العراقي)، فهي بقدر ما تدعو - والمُخاطب هنا غالباً ما تكون الطبقة السياسية المُتنفذة - الى أخذ العبر والدروس من الأخطاء السابقة التي أثرت بشكل سلبي على المجتمع والدولة معاً, إلا أنها تُحذّر من الوقوع في الخطأ في المستقبل، وهذا يكشف عن علم ودراية فائقين للمرجعية العليا بما يجري على الساحة المحلية (العراقية) والإقليمية والدولية من أحداث . 
- هل تعد متابعاتك خبرية أم توثيقية أم من أجل مهام توضيحية..؟
  من خلال متابعاتي لخطب الجمعة وتناولها للقضايا المتعددة التي تمس هموم وتطلعات الشعب العراقي بجميع مكوناته, تدفعني الحاجة حقيقة للكتابة .بإمكان المرء ومن خلال رصد خطب الجمعة أن يلمس القضايا الحساسة التي تناولتها الخطبة, وهي غالباً ما تشكل هاجساً يؤرق الناس ويخيفهم, كأن يكون هاجساً، أمنياً، اقتصادياً، احتلالاً، فساداً، أنتخابات، تدخلاً أجنبياً، تنافساً سياسياً.. وهلمّ جراً.. فيكون تناول القضية أو ذلك الهاجس على نحو التوثيق شعوراً منّا للحفاظ على دور المرجعية العليا في هذا المجال والمجالات الأخرى؛ كونها تمتلك السبق في الرصد والمعالجة, وحرصاً منّا لتوصيل هذا المغزى للمتلقي.. وأحياناً تنحو الكتابة عندي نحو التوضيح.ـ لا لِلبس وغموض في موضوعات خطب الجمعة.. وإنما لتبسيط القضية لتكون بمتناول أكثر عدد من الناس الذين لم يكن بمقدورهم القراءة الواعية للخطب.
- الرد على المزايدات السياسية والمزاجية على المرجعية؟ 
  خطب الجمعة وخصوصاً الثانية منها ما هي رد صريح وواضح على مزايدات ومزاجية وأخطاء جميع المُتصدين للشأن السياسي (الطبقة السياسية المُتنفذة) والخطاب ذو وتيرة تصاعدية واضحة للمتتبع، فالمرجعية العليا كانت في بدايات العملية السياسية حينما تعرض مطاليبها المتنوعة التي تمس هموم الناس على (المُتصدين والمسؤولين الحكوميين) فنراها تُخاطبهم على نمط خطاب الأنبياء لأقوامهم, فهي تخاطبهم ناصحة بأدب جم، وغاية في التواضع كأن (أرجو من الإخوة أن يلتفتوا إلى...) و(الرجاء من الإخوة الأخذ بنظر الاعتبار...) وهكذا .
 ولكن إصرار الطبقة السياسية على العناد غير المُبرر مع تقادم الأيام, بعدم الأخذ بإرشادات ونصائح المرجعية العليا, والتمادي بغيّها من أجل المكاسب السياسية والحزبية والمناطقية على حساب مصالح الشعب والبلد, نراها تصعّد من وتيرة خطابها فتشدّد وتضيّق عليهم كذلك, حتى وصفتهم بـ(عدم النضج السياسي) مرة، وأكثر من ذلك، فاتهمتهم بسوء إدارة البلد، وبتكريس الفساد، بل بالفساد ذاته..!
 وأكثر من ذلك، بينت بأنهم سمحوا للدول الأجنبية أن تتدخل بالشأن الداخلي للبلد، وأنهم أصبحوا أداة لتنفيذ الأجندات الخارجية، بل أكثر من ذلك، بأن حمّلتهم مسؤولية تردي أوضاع البلد؛ بسبب الفساد المستشري والمحاصصة السياسية المقيتة, مما سمح لعصابات تنظيم داعش أن تتجرأ وتغزو ثلث العراق والتحكم بمقدراته..!
 وأكثر من ذلك، اتهمت الطبقة السياسية بأن مارسوا (الظاهرة الداعشية) وهذه من أخطر الاتهامات التي بسببها هُدّد الأمن والسلم الاجتماعي لخطر التناحر والتمزق، بل وأكثر من ذلك أن كشفت وعرّت طائفيتهم، وزيف تناحرهم، وصراعهم المُخجل، وبيّنت بأن صراعهم سياسي لا غير، ومن أجل المصالح السياسية والحزبية، وتقاسم الثروة والنفوذ، ولكن ألبسوه لباساً طائفياً, حتى وصفتهم بإحدى الخطب بالطبقة القارونية .
حتى وقعت الطامة الكبرى وحلت القطيعة بين المرجعية العليا والطبقة السياسية المتنفذة وكانت على مستويين :
الأولى: أن سدت بابها بوجههم جميعاً، ورفضت استقبال أيّ منهم، وكان ذلك في شباط من عام 2011م .
الثانية: أن امتنعت من تناول الشأن السياسي في الخطبة الثانية إلا في الضرورة القصوى وكان ذلك في شباط من عام 2016م .
وهذا في الحقيقة ينذر بالخطر الكبير لو كانوا يعلمون, ويدركون ما حدث لأقوام الأنبياء الناصحين لهم حينما عصوهم وتمادوا في غيهم وعنادهم..!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/03/08



كتابة تعليق لموضوع : محاورة صدى الروضتين مع الأستاذ نجاح بيعي  القسم الثاني
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net