صفحة الكاتب : د . عبد الهادي الطهمازي

تاريخ حوز طهماز في قرية المعامر
د . عبد الهادي الطهمازي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ورد ذكر نهر طهماز في مجلة لغة العرب في عددها الصادر في آب 1913م، السنة الثالثة، ضمن مقال (البصرة وأنهارها) ص67، الذي كتبه الأستاذ أمين باشا عيان.
وحوز طهماز هو عبارة عن حوزين ونصف (شلخة: بالتعبير العامي لدى أهل الفاو)، وتقع هذه الأحواز في القسم الجنوبي من قرية المعامر.
والحوز: هو الأرض المزروعة بين نهرين يتصلان بشط العرب.
وقرية المعامر كانت تتألف من خمسين حوزا، قال إبراهيم فصيح الحيدري في عنوان المجد ص179 : ((المعامر وراء المخراق، وهو من المحال الجسيمة، وفيها خمسون نهر كبار، وبساتين كثيرة)).
ثم انشأت ثلاثة أحواز أخرى في أقصى شمال المعامر عرفت بـ(ردة حمد) نسبة الى التاجر الكويتي حمد الصقر، وقد ساهم إبراهيم طهماز في تعمير أحد هذا الأحواز فسمي باسمه أيضا.
ولا ندري على وجه الدقة متى سكن جدنا طهماز وأبناؤه هذه القرية، لكن من الراحج أنه كان موجودا سنة 1226هـ، 1811م، وربما كان أبوه شيخان بن عيدان قد سبقه الى سكنى هذه القرية.
ومن سوء حظ أهالي المنطقة عموما أن ((سن مدحت باشا في حدود سنة 1877م قانونا جعل أراضي الناصرية وسوق الشيوخ ملكا لناصر باشا السعدون وأقاربه، وجعلهم أصحاب الأرض الشرعيين، وتم تسجيلها بأسمائهم بعد أن كانوا شيوخا يجمعون الخراج المفروض على الأراضي فقط، ونتيجة للتواطؤ الذي تم بين الولاة العثمانيين وآل السعدون، فقدت العشائر حقها في الأراضي التي كان أفرادها هم أصحابها الشرعيون، ومالكوها الحقيقيون، وأصبحت العشائر تستأجر تلك الأراضي من أصحابها الجدد آل السعدون)). (العشائر العراقية: الطاهر:75، الأوضاع القبلية في البصرة: خالد السعدون:30) 
وهكذا سجلت أراضي جنوب البصرة حتى الفاو باسم راشد السعدون (التحفة النبهانية:235)، وزعم الحيدري في عنوان المجد ص188: أن ((راشدا اشتراها من بيت المال)).
وهناك رأي ثالث لابن سند في مطالع السعود:280ملخصا: ((أن الوالي العثماني سعيد بن سليمان باشا أعطى حمود الثامر السعدون وأخوته ما في جنوبي البصرة من قرى فضحك لهم الزمان)).
حدثنا خالي المرحوم محمد جواد جاسب بركات الطهمازي ((أن أهلنا تعرضوا لخدعة حيث دعاهم شيوخ المنتفج (السعدون) لزيارة سوق الشيوخ، وهناك أقنعوهم بتسليم ما بأيديهم من أوراق ومستمسكات تثبت عائدية هذه الأراضي لهم، بحجة تجديدها لهم لدى الدولة العثمانية.
وقام زعيم المنتفج بإهدائهم زبون أصفر -لباس شبيه بالدشداشة-، فعاد هؤلاء الفلاحين المساكين فرحين بتلك الهدية وما علموا أن أراضيهم قد سلبت منهم وسجلت كلها باسم آل السعدون.
ثم أصبحت هذه الأحواز الثلاثة -أعني حوز طهماز، والحوز المسمى بحوز رعيِّد (الجياغين) وشلخة حجي داود الطهمازي-، ملكا لنورة أحدى حفيدات راشد السعدون.
ثم قامت نورة ببيع هذه الأحواز الى رجل تركي يعرف بجعفر آغا، وكان رجلا ثريا وصالحا، قام ببعض الاصلاحات في قرى المعامر، منها أنه أقام قناطر حديدية على الأنهر، وقد أدركت بعض هذه القناطر في طفولتي.
ثم علم جعفر آغا أن هذه الأراضي هي في الواقع ملك لآل طهماز ولا حق لآل السعدون فيها، فكرهها وقام ببيعها الى تاجر اللؤلؤ الكويتي هلال المطيري، فأصبحت ملكا لهذا الرجل.
وقد بنى هلال المطيري قصرا ضخما وجعل جدنا بركات علي طهماز وكيلا له على الأراضي، ثم أخبره بعض أهل القرية بقصة هذه الأراضي وأنها مغصوبة من أصحابها الشرعيين، إضافة لعامل آخر وهو تفجر النفط في الكويت، فترك هلال قصره بعد سلمه الى الحاج بركات علي طهماز ورحل عن المنطقة، فبقي القصر بيد آل بركات حتى قامت الحرب العراقية الإيرانية، فاختفت معالمه مع الأسف.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . عبد الهادي الطهمازي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/03/03



كتابة تعليق لموضوع : تاريخ حوز طهماز في قرية المعامر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net