صفحة الكاتب : د . عبد الهادي الطهمازي

(الحسين بن علي) شهيد فخ
د . عبد الهادي الطهمازي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

هو الحسين بن علي بن الحسن المثلث بن الحسن المثنى بن الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب ع، وكنيته أبو عبد الله، الملقب بشهيد فخ، الذي ثار على الهادي العباسي سنة 169هـ.
في فضله وفضل من قتل معه
روت ريطة بنت عبد الله بن محمد بن الحنفية عن زيد بن علي، قال: انتهى رسول الله صلى الله عليه وآله إلى موضع فخ –وهو وادٍ بمكة- فصلى بأصحابه صلاة الجنازة، ثم قال: ((يقتل هاهنا رجل من أهل بيتي في عصابة من المؤمنين، يُنزل لهم بأكفان وحنوط من الجنة، تسبق أرواحهم أجسادهم إلى الجنة)). 
وعن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ع، قال: ((مر النبي صلى الله عليه وآله بفخ فنزل فصلى ركعة، فلما صلى الثانية بكى وهو في الصلاة، فلما رأى الناس النبي صلى الله عليه وآله يبكي بكوا، فلما انصرف قال: ما يبكيكم؟ قالوا: لما رأيناك تبكي بكينا يا رسول الله. قال: نزل عليَّ جبريل لما صليت الركعة الأولى، فقال: يا محمد إن رجلا من ولدك يقتل في هذا المكان، وأجر الشهيد معه أجر شهيدين)).
ثار الحسين بن علي سنة 169 هـ على الهادي العباسي، وكان سبب ثورته أن والي المدينة عمر ابن عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، كان قد جعل العلويين بعضهم كفيلا على بعض، وكان يستعرضهم كل يوم -بمعنى أنه يأمرهم بالحضور الى قصر الوالي كل يوم-.
وغاب ذات مرة أحد العلويين ثلاثة أيام، فأرسل الوالي لوكيله الحسين بن علي وأخو زوجته يحيى بن عبد الله المحض، يطالبهم بإحضاره وأغلظ لهم القول، فواعده يحيى أن يأتيه بالعلوي في الصباح، فأطلق سراحهما.
وكان الحسين بن علي شهيد فخ قد عدَّ العدة للثورة بمكة، وكان جماعة من أهل الكوفة قد بايعوه على الخروج معه، ولما كان موسم الحج قريبا فقد كان بعض هؤلاء المبايعين للحسين في المدينة مختبئين في بيت سرا، فذهب إليهم الحسين وأمرهم بالخروج وجمع أهل بيته وقصد الوالي العمري، فخاف وفرَّ من بين يديه، فاستولى الحسين بن علي على المدينة، وبويع فيها في اليوم التالي بالخلافة.
وفي اليوم الثالث من الثورة أقبل خالد البربري وكان قائدا على الصوافي –أي البساتين الخاصة بالأمراء- قرب المدينة في مائتي مقاتل واقتحم المدينة، فنازله بعض جنود الحسين بن علي فقتلوه.
ثم تقاتل شيعة بني العباس واتباع الحسين بن علي حتى الليل، وناوشوهم القتال في اليوم التالي، ثم أيس أتباع بني العباس من النصر فتفرقوا.
وخرج الحسين بن علي الى مكة، وبلغ الخبر الهادي العباسي في بغداد، وكان بعض قواده في مكة، فطلب منهم مقاتلة الحسين بن علي، وجعل قيادة الجيش لمحمد بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس، وكان قد ذهب الى مكة ومعه قوة عسكرية لحماية الحجاج من اللصوص في الطريق، فجاءه الأمر بمنازلة الحسين بن علي.
فجمع محمد بن سليمان جيشه وجعل عليهم العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس وشيعة بني العباس في مكة، وكان الحسين بن علي قد جمع اتباعه أيضا في وادي يسمى فخ يبعد حوالي 4كم عن مكة، وبدأت المنازلة يوم الجمعة الثامن من ذي الحجة يوم التروية.
وبدأت المعركة فهجمت ميمنة العباسيين على جيش الحسين بن علي فقتلوا منهم جماعة، ثم نادوا بالأمان، فانخدع بعض أصحابه فاستسلموا وفر آخرون، وقتل هو بضربتين، ضربة في جبهته، وأخرى في ظهره.
ويقال إن غلاما اسمه مبارك التركي رشقه بسهم فمات، وحمل رأسه إلى الهادي، وقتلوا جماعة من عسكره وأهل بيته، فبقي قتلاهم ثلاثة أيام حتى أكلتهم السباع، ولهذا يقال لم تكن مصيبة بعد كربلاء أشد وأفجع من فخ.
ثم أمر الخليفة العباسي بهدم بيوت الثوار في المدينة، وحرق مزارعهم ونخيلهم، وتمكن أحد الثوار وهو السيد إدريس بن عبد الله المحض من الفرار من قبضة العباسيين والهروب الى مصر، ومنها الى المغرب، حيث حظي باحترام وتقدير أهلها، فقام بتأسيس دولة الأدارسة في المغرب.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . عبد الهادي الطهمازي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/02/28



كتابة تعليق لموضوع : (الحسين بن علي) شهيد فخ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net