داعش منهج وسلوك قديم حديث !! من أين جاءت داعش بفظائعها ؟! تقطيع البشر و التضحية بهم في العيد !
محمد اللامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

جرائم عصابة داعش الارهابية كثيرة جدا لا تكاد تحصى من حيث الكم والنوع وقد ضج الاعلام العالمي بمختلف وسائله بالحديث عن هذه الجرائم وبشاعتها واخذ الباحثون والمراكز يحللون سلوكيات عناصر التنظيم ليقفوا على اسباب ودوافع مثل هكذا جرائم فتحدثوا عن عوامل نفسية وجنائية ودينية . ولكن بعض الجرائم التي ارتكبها التنظيم الاجرامي تلفت انتباه اي شخص يطلع عليها من جهة طريقة واسلوب تنفيذها . فمثلا قام التنظيم بقتل بعض ضحاياه من خلال شق الضحية الى نصفين بواسطة منشار او غيره وكذلك قام بذبح وتعليق بعض من قتلهم يوم عيد الاضحى المبارك وقال ان هذه اضاحي دولته ! وأول سؤال يتبادر للذهن . انه لماذا تم اختيار هكذا اساليب معينة ؟ ان كان التنظيم ذا سلوك اجرامي جنائي او نفسي فكان يمكن له ان يكتفي بقتل الضحية . فلماذا هذا الاسلوب بالذات ؟ هل هناك فلسفة او ايدلوجية يسير عليها التنظيم ام مجرد افعال اجرامية فحسب ! الواقع ان من يتابع سلوك داعش الاجرامي منذ ظهوره وانتشاره يجد انه يقتفي أثر شخصيات معينة يعتبرها قدوة له واسوة حسنة ينتهج نهجها و جنبا الى جنب مع ما يطرحه في اعلامه الذي يقول ويبشر فيه بإقامة خلافة على وفق رؤية ومنهج ما يسمى السلف . ويقصدون بذلك خلفاء بني امية او من سبقهم وغيرهم . فما قام به اولئك من اعمال تعتبر بنظر الدواعش من اقرب القربات لله وشرع يدينون به وتتوقف عليه اقامة دولتهم المزعومة لانهم تيقنوا ان اولئك الخلفاء انما حكموا وتسلطوا بفعل ما ارتكبوه من افعال معينة جعلت الرهبة والخوف في نفوس الناس فدانوا لهم قهرا وجبرا لا اختيارا . وحتى لا يطول الكلام سنذكر ثلاثة نماذج من الافعال التي ارتكبتها داعش تكرارا لوقائع حدثت في الماضي والتي اعتبرت حاليا لدى العالم من ابشع ما جاء به التنظيم الارهابي من جرائم : الاولى : قتل الاشخاص من خلال شقهم الى نصفين بمنشار كهربائي وقد ارتكب التنظيم هذه الجريمة في مدينة الموصل العراقية ابان سيطرته عليها وقد استوحى الدواعش هذه الطريقة مما فعله الخليفة الاول ابو بكر بن ابي قحافة بإحدى النساء التي رفضت الانصياع لبعض أوامر من يتبعون الخليفة لكونها شخصية مرموقة في قومها واعتبرت ما يأمر به تعدي عليها وعلى قومها فإتهموها بالردة وقصتها معروفة واسمها ام قرفة الفزارية وقد تم قتلها بشق جسدها الى نصفين بربط احدى رجليها بفرس والاخرى بفرس اخرى واطلاق الفرسين فانشقت المرأة الى نصفين !. المصدر : كتاب الحاوي في الفقه الشافعي للماوردي ج13 ص150 ( وروى الوليد بن مسلم ، عن سعيد بن عبد العزيز ، أن أبا بكر قتل أم قرفة الفزارية قتل مثلة ، شد رجليها بفرسين ، ثم صاح بهما فشقاها . وهذا التناهي منه في نكال القتل ، وإن لم يكن متبوعا فيه فلانتشار الردة في أيامه ، وتسرع الناس إليها ، لتكون هذه المثلة أشد زجرا لهم عن الردة ، وأبعث لهم على التوبة. ) ثم انه لا يغرنك ما يضمنونه في كلامهم من ان المقتول انما كان مرتد اذ طالما قتلوا اناسا ابرياء تحت هذه التهمة وما كان اولئك مرتدين ! والواقعة الاخرى هي حرق البشر وهم احياء مع تكتيف وربط ايديهم ! فان داعش الاجرامي ارتكب هكذا جريمة ونشر ذلك وقد اقتفى في ذلك فعل ابي بكر الخليفة الاول لما حرق الفجاءة السلمي وهو مكتوف الايدي ! المصدر : كتاب البداية والنهاية لابن كثير الدمشقي ج6 ص319 ( قصة الفجاءة . واسمه اياس بن عبد الله .... من بني سليم وقد كان ابو بكر حرق الفجاءة بالبقيع في المدينة فجمعت يداه الى قفاه وإلقي في النار فحرقه وهو مقموط ) " مقموط " اي مكتوف ومربوط الايدي على الجسد ! الواقعة الثالثة كذلك من الجرائم الشنيعة التي ارتكبها الدواعش وضجت بها وسائل الاعلام العالمية واستنكر الكل بشاعتها قيام عناصر التنظيم الارهابي بذبح البشر في يوم عيد الاضحى كأضاحي لدولتهم الظلامية ! وفعل داعش هذا لم يأتي باجتهاد منهم بل قلدوا فيه واقتفوا اثر حكام وولاة بني امية فقد قام احد امراء بني امية بذبح مواطن في عيد الاضحى معتبرا اياه أضحيته ! واليك المصدر : سير اعلام النبلاء للذهبي ج5 ص425 - 432 ( القسري الامير الكبير .. خالد بن عبد الله القسري الدمشقي أمير العراقين لهشام وولي قبل ذلك مكة للوليد بن عبد الملك ثم لسليمان .. عن عبد الرحمن ابن محمد بن حبيب ... قال: شهدت خالدا القسري في يوم أضحى يقول: ضحوا تقبل الله منكم فإني مضح بالجعد بن درهم ... ثم نزل فذبحه .. قلت: هذه من حسناته .. .) ! وكالعادة فانهم يتهمون من يخالفهم بشتى التهم تمهيدا لقتله وليس المهم ان يكون فعلا هذا الضحية وقع منه ما يوجب قتله ام لا – المهم انهم يريدون قتله ! هذه هي داعش وهؤلاء هم من استنت بفعلهم فيما ارتكبته من افعال اعتبرها العالم جرائم ضد الانسانية وتبرأ منها كافة علماء المسلمين ! . وسوف لن تخلوا الساحة من تنظيم ارهابي كداعش او غيره طالما بقي اناس يستلهمون فعلهم وسلوكهم من شخصيات سياسية ماضية فرضت نفسه بالقوة والقهر وحكمت باسم الاسلام واضفت على نفسها شرعية دينية . اذ ان داعش فكر ومنهج قبل ان تكون تنظيم وعصابة ذات سلوك اجرامي . ومالم يتم التخلي عن المنهج وادانته فلن تكون ادانات جرائم داعش الا حبرا على ورق !.

الموضوع السابق تصادم الثقافات- أداتية الرأسمالية الحديثة بالضد من أداتية الضابطة الدينية

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat