مصر والأردن يلتحقان بركب التطبيع مع نظام الأسد… وتعزيزات عسكرية وعشرات الآليات التركية تتجه إلى منبج

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأحد، إنه «تحدث هاتفيا بصورة مطولة ومثمرة مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، بشأن سوريا».

ونشر ترامب تغريدة عبر تويتر قال فيها: «ناقشنا (قضية) داعش وانخراطنا المتبادل في سوريا وانسحاب القوات الأمريكية البطيء والمنسق بشدة من المنطقة»، مضيفاً أنه تحدث أيضاً عن التجارة.

وذكرت وسائل إعلام تركية وأمريكية أن ترامب قرر سحب قواته من سوريا أثناء اتصال هاتفي مع أردوغان، مخالفاً نصيحة فريقه للأمن القومي.
وأعرب نواب أمريكيون عن قلقهم حول مصير شركاء الولايات المتحدة المتبقين في سوريا، خاصة المقاتلين الأكراد الذين يقاتلون ضد تنظيم داعش وكذلك الفراغ المحتمل بعد رحيل القوات.
من جهة أخرى جمع لقاء غير معلن في القاهرة، كلاً من رئيس المخابرات المصرية، اللواء عباس كامل، واللواء علي المملوك رئيس مكتب الأمن الوطني في النظام السوري.
ووفق ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية، التقى كامل بالمملوك، اول أمس السبت، خلال زيارة أجراها الأخير إلى مصر.
وأشار المصدر ذاته إلى أنهما «بحثا القضايا الأمنية والسياسية ومكافحة الإرهاب»، من دون الكشف ما إذا كان المملوك، الذي يعد أحد أبرز المسؤولين الأمنيين في النظام السوري، غادر القاهرة أم لا.
من جانبها، أكدت وكالة أنباء النظام السوري «سانا»، عبر موقعها الإلكتروني، مساء أمس، إجراء الزيارة، مشيرة إلى أنها جرت بدعوة من رئيس المخابرات المصرية.
وتأتي الزيارة غير المعلنة من قبل بعد أيام من زيارة للرئيس السوداني، عمر البشير لسوريا، ومقابلة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، كأول رئيس عربي يزور سوريا منذ احتجاجات 2011.
وفي حزيران/ يونيو 2013، قطعت مصر العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، وبعدها بشهر تم الاتفاق رسميا على فتح منفذ قنصلي لخدمة رعايا الدولتين.
المتحدث الرسمي باسم وفد المعارضة السورية التفاوضي، يحيى العريضي اعتبر في اتصال مع « القدس العربي» أن «الزيارة من شانها توجيه رسائل عربية وعالمية من أجل إعادة النظام إلى الجامعة العربية»، مضيفاً: «إذا كان نظام مصر له الرغبة بإعادة تأهيل نظام الاجرام فيكون شبيهاً له ويكون عدو شعبه. وهذا الفعل برسم الشعب المصري وبرسم جامعة الدول العربية».
وأعرب عن أمله «في اعتقال علي مملوك وفقاً لمذكرات التوقيف الدولية التي أصدرها قاضي التحقيق الفرنسي بحق ثلاثة مسؤولين رفيعي المستوى في الاستخبارات السورية من بينهم مملوك».
وزاد: «من غير المعروف إن كانت فرنسا ستحتج لدى مصر».
وفي السياق، أعرب العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، عن أمنياته بتحسن الأوضاع في سورية.
وقال خلال لقائه مجموعة من الصحافيين الأردنيين أمس الأحد وفق تصريحات تليفزيونية وبيان: «علاقاتنا ستعود مع سورية كما كانت من قبل، نتمنى لسورية كل الخير إن شاء الله الشغل سيرجع كما كان من قبل».
وبدا المشهد ساخناً في شرقي الفرات ومحيط مدينة منبج أمس حيث تسيطر الوحدات الكردية على الجزء الأكبر من المنطقة وسط وصول دفعة جديدة من التعزيزات العسكرية التركية، إلى ولاية «كليس» جنوبي البلاد لنشرها في الوحدات المتمركزة على الحدود مع سوريا، بينما تواترت أنباء عن دخول قوات تركيا الى ريف منبج ليزيد المشهد سخونةً. في وقت طرح الوجود الفرنسي بديلاً عن الأمريكي في سوريا شرقي الفرات شمال شرقي سوريا.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، السبت، بدخول رتل عسكري تركي مؤلف من عشرات الجنود وأكثر من 50 آلية عسكرية بعضها شاحنات وحاملات جنود وبعضها الآخر حاملات على متنها عربات مدرعة إضافة لعتاد وذخيرة، عبر معبر الراعي في شمال شرقي حلب، اتجهت نحو ريف منطقة منبج، على خطوط التماس مع مناطق سيطرة قوات مجلس منبج العسكري وقوات التحالف الدولي. ورصد المرصد تصاعد وتيرة الاستعدادات العسكرية من جهة قوات مجلس منبج العسكري، تحسباً لأي عملية عسكرية أو هجوم قد تنفذه القوات التركية في المنطقة، الواقعة في غرب نهر الفرات.
وكانت أخبار أفادت بسماع إطلاق نار من قبل مقاتلين من فصائل تابعة لقوات عملية «درع الفرات» المدعومة تركياً، باتجاه مناطق تواجد قوات مجلس منبج العسكري، يوم الجمعة. وأكدت المصادر أن إطلاق النار بقي من دون رد من الطرف المقابل الخاضع لسيطرة قوات مجلس منبج، التي تتواجد فيها قوات من التحالف الدولي.
وقال المرصد السوري إنه من المرتقب أن يجري، لقاء بين وفد من قوات سوريا الديمقراطية والسلطات الروسية، في العاصمة الروسية موسكو، مشيراً إلى ان وفد الوحدات الكردية وصل إلى العاصمة الروسية للتباحث حول مستقبل شرق الفرات، حيث كان الروس قد قدموا عرضاً لـ«قسد» بانتشار قوات حرس حدود تابعة للنظام السوري، في المنطقة الحدودية من شرق الفرات إلى نهر دجلة في مثلث الحدود السورية – العراقية – التركية، إلا أن التفاهمات المرتقبة ستحدد آلية إدارة المناطق الخاضعة لسيطرة (قسد) في منطقة شرق الفرات، كما اشترطت «قسد» أن يجري إرسال قوات حرس حدود نظامية وليس قوات على شكل القوات التي جرى سابقاً إدخالها لعفرين – قوات دفاع شعبية.
ميدانياً  إن التعزيزات تضم شاحنات محملة بالذخائر والأسلحة قادمة من ولايات تركية مختلفة، وأوضح أن التعزيزات العسكرية وصلت إلى منطقة «ألبيلي» في كليس. وكانت في وقت سابق من الأحد، وصلت تعزيزات عسكرية أولية للجيش التركي هناك وسط ترقب لإطلاق عملية عسكرية ضد تنظيمات تصنف في تركيا إرهابية شمالي سوريا.
وبينما لا تتمتع فرنسا بالامكانية الاستراتيجية والعسكرية التي تتمتع بها الولايات المتحدة ولا تستطيع بوجودها الحالي الحلول وأخذ دور تركيا، ستكون الطرف الأضعف في ميزان القوى على الأرض السورية ولا يتوقع أن تتمكن فرنسا من البقاء لوحدها عسكرياً في مناطق شمال وشرقي سوريا ومواجهة تهديدات عسكرية هائلة ومتنوعة سواء من جهة التنظيمات المسلحة وعلى رأسها تنظيم الدولة والنظام السوري وحلفاؤه إلى جانب تركيا. وكان لافتاً أمس اعتبار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن على «الحليف أن يكون محط ثقة وأن ينسق مع حلفائه الآخرين « وذلك في تعليقه الأحد من تشاد على الانسحاب الأمريكي من سوريا، قائلاً إنه يأسف «بشدة للقرار». وتابع ماكرون «أن تكون حليفاً يعني أن تقاتلا كتفاً إلى كتف»، مؤكداً أن هذا ما فعلته فرنسا في قتالها إلى جانب تشاد ضدّ الجماعات الجهادية في صحراء الساحل.
وحول تأكيد مصادر ميدانية دخول قوات فرنسية الى تل أبيض قال الباحث السياسي عبد الرحمن عبارة لـ«القدس العربي» إن صحّت الأنباء التي تتحدث عن قيام رتل عسكري فرنسي بالتّوجه إلى تل أبيض، فهذا يعني أن القوات الفرنسية قد تحل محل القوات الأمريكية ولو جزئياً في بعض الأماكن ذات الحساسية الشديدة لدى تنظيم قسد وتركيا على حدّ سواء، مثل مدن تل أبيض ورأس العين ومنبج، فإن تحقق ذلك فهذا يعني أن ثمّة أزمة سياسية تلوح في الأفق بين أنقرة وباريس قد تدفع المشهد السوري إلى مزيد من التعقيد.
من جانبه رأى المحلل العسكري والاستراتيجي فايز الدويري في حديث مع «القدس العربي» ان فرنسا لا تستطيع أن تملأ الفراغ ولم يستبعد ملامح تفاهمات كردية – تركية بوساطة فرنسية، لافتاً الى ان ذلك لا يمكن أن يتم «إلا بشروط تركية صارمة».


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/12/24



كتابة تعليق لموضوع : مصر والأردن يلتحقان بركب التطبيع مع نظام الأسد… وتعزيزات عسكرية وعشرات الآليات التركية تتجه إلى منبج
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net