صفحة الكاتب : مير ئاكره يي

وجود موغل في أعماق التاريخ لاإفتراضي ياجلبي !
مير ئاكره يي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
أن يفترض ، أو حتى ينكر فاشي تركي – كما هو الحال – بالوجود القومي والوطني لأكثر من عشرين مليون كوردي يستوطن شمال وطنه مُذ آلاف السنين قد لايكون أمرا عجيبا ومستغربا . ذلك ان العنصرية البغيضة قد سرت في خلايا جسمه سريان الدم ، ولأن العنصرية قد نخرت بدنه ، فعطلت جهازه العقلي وشلّت بصيرته فمنعته من الاهتداء الى الحق والعدل والاعتدال والانصاف وغيره من القيم الانسانية النبيلة ! .  
لكن أن يتبرع كوردي ، وهو السيد حسين جلبي فيخط بيده متطوِّعا ، وبالمجان ماتتمناه تركيا ، فهذا لعمر الحق رزية قد تَقِلّ مثلها من الرزايا في جلد الذات ، وفي تحقير الذات ، وفي إدانة الذات التي كانت – ومازالت – في مهب الانتهاكات والعدوان التركي الذي قل مثيله في تاريخ بني الانسان ! .
لقد تطوع الكاتب المذكور بالنيابة فنشر مقالة سلبية  - بحسب قراءتي لها - في موقع باخرة الكورد ، وبعنوان رديء هو : ( أكراد تركيا : الوجود الافتراضي ) . يحاول السيد حسين جلبي بكل جهده أن يفهم القاريء ، أو يقنعه ان مقالته هي مقالة نقدية وإستقرائية لأوضاع الكورد في أجزاء كوردستان كلها ، وبخاصة في الجزء الشمالي منها ، لأن الكورد – وفق ماقاله الكاتب – ، لكنه من طرف خفيّ ينتقص من شأن الكورد ، ومن شأن المحاولات الكثيرة والتضحيات الجبارة في طريق الحرية والاستقلال . ولو كانت ( المسألة تتعلق بالاستسلام امغريات الكسل ، وإختيار الهدوء إيثارا للسلامة ...) وغيرها من ألفاظ النبز والبخس للكورد الذي رصها في مقالته لما كانت تلك المحاولات والثورات والانتفاضات شبه المستمرة في شمال كوردستان ضد الحكومات التركية ! . 
قد يكون الكاتب تأثر بوضع ما ، أو بحركة سياسية كوردية ، أو بحالة أخرى فأخذ على هذا الأساس يخلط الحابل بالنابل ويصدر أحكاما قاسية وخشنة على القومية الكوردية وحركته ، ( لأنه لم تكن هناك محاولة كاملة أصلا ) على حد تعبيره . برأيي ان ماذكره السيد الكاتب لايعد نقدا صائبا ولاموفقا على الصعيد السياسي والتاريخي والاجتماعي للحركة الكوردية والمحاولات الكوردية ، لأنه بجرة قلمه الانفعالي قد شطب على جميع المحاولات والجهود الكوردية المبذولة ، لأنها لم تكن كاملة برأيه . قد يكون صحيحا بأن المحاولات الكوردية لم تكن كاملة ، لكن هل إستقرأ الكاتب مختلف الظروف الداخلية والخارجية التي إندلعت في خضمها تلكم المحاولات والثورات ؟ ثم هل هناك محاولة ، أو ثورة ، أو حكومة ، أو نظرية كاملة لاتتخللها نقص ولاشائبة في أيّ جانب من جوانبها ؟ 
أنا شخصيا مع طرح وتقديم المقالات والدراسات التاريخية والسياسية والاجتماعية عن الأحزاب والثورات والقيادات الكوردية قديمها وحديثها ، على أساس المنهجية العلمية النقدية ، وذلك لمعرفة العوامل الأساسية التي أدت الى تعثر النضال الكوردي التأريخي المرير ، لكنني أشك بأن السيد حسين جلبي قد قام بهذه المحاولة ، لأن عنوان مقالته تنضح بالكثير من علامات الاستفهام ، حيث أولاها وأهمها انه أدخل الحقيقة التاريخية العريقة والموغلة في القدم للوجود الكوردي في شمال وطنه في خانة ( الإفتراض ) ، ثم إستخدامه لكلمة ( أكراد تركيا ) التي يستخدمها عادة الاعلام الخارجي غير البريء ، وغير المحايد للتضليل وإيجاد الضبابية والغبش حول حقيقة الكورد كقومية وكوردستان كوطن ، سواء كان في شماله المستعمر المحتل ، أو في بقية أجزائه المستعمرة المحتلة . لقد إستخدم الكاتب لفظ ( أكراد ) كما يستخدمه الاعلام العربي ، مع ان الصواب هو ( كورد ) ، كما يعلم السيد الكاتب أيضا  . والكورد هو على وزن العرب ، وبالمقابل الأكراد على وزن الأعراب ، لذا هل يستطيع السيد الكاتب أن يكتب في مقالاته ( الأعراب ) بدلا من العرب !؟ . إذن فلماذا جاء عنوان المقال سلبيا ورديئا كلمة فكلمة وبالعمق ! ؟ وهل بهذا الأسلوب الذي ألغى كاتبه الوجود العريق جدا لشعبه في كوردستان معتبرا هذا الوجود ( إفتراضا ) ، تكتب المقالات ، مع ان الحقيقة هي ان الترك وتركيا هي وجود إفتراضي طاريء في شمال كوردستان وخارجه ! ؟ ألا يعلم الكاتب ان شمال كوردستان هو الجزء المركزي من الوطن الكوردي من حيث المساحة وتعداد السكان ، فلو قدر له التحرير فإنه قد سيكون تحرير سائر أجزاء كوردستان سهل المنال !؟ 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مير ئاكره يي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/01/04



كتابة تعليق لموضوع : وجود موغل في أعماق التاريخ لاإفتراضي ياجلبي !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net