العراق بين التناحر والتدخل الاقليمي
عمار العامري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عمار العامري

جلسات البرلمان الاخيرة كشفت عمق الخلافات السياسية بين تحالفي الاصلاح والبناء، وعمقت الجراح بين الفتح وسائرون تحديداً، ويمكن أن نقول إن كسر العظم بين العامري والصدر ومن يقف خلفهما وطنياً واقليمياً، اصبح مرجحاً اذا لم يتدارك رئيس الوزراء الامور، والا فمستقبل العراق بات مبنياً للمجهول، وسط فوضى فرض الارادات السياسية.
العراقيون استبشروا خيراً بالتصويت على المجموعة الاولى من كابينة عبد المهدي، ولكن يبدو إن الياس بدء يدب في النفوس، بعد العقبات التي ولدتها حالات الاصرار على ترشيح شخصيات غير مؤهلة في نظر الشارع لمواقع مفصلية ومهمة، كالوزارات الامنية (الدفاع والخارجية)، ما جعل القراءات الاولى تدل إن تلك الوزارات تدار من طهران والرياض، وليس من بغداد في سابقة امنية خطيراً جداً.
الفياض؛ الشخصية المغمورة في الوضع السياسي والامني طيلة عقد ونصف، لم يخطر على بالي عراقي أن يكون بهذا الاهتمام حتى عندما كان متولياً لثلاث مواقع امنية في آن واحد، الا إن موقفه السلبي بقصمه ظهر تحالف النصر، وحرمانه العبادي الولاية الثانية، جعلت منه نجماً لدى تحالف البناء، الذي يقاتل على توليه وزارة الداخلية، والاخبار تشير الى طلب الدعم من برزاني.
العامري اصبح في الواجهة، وتقف خلفه جهات اخرى داخلية وخارجية، ما يهم المتابع موقف العامري، هل هو زواج كاثوليكي جديد؟ او إن العامري موكل بالدفاع عن تولي الفياض الداخلية، والاهم إن حظوظ العامري بدأت تتراجع، لاسيما بعدما تحالف مع الخنجر، واليوم يعارض الرأي العام بتولي الفياض الداخلية، الذي لا ينافسه اقل قائد فرقة شاركت في تحرير العراق الا وتغلب عليه.
بين هذا وذلك تصدر بين الفينة والاخرى، تصريحات للمالكي (الفياض او الفوضى)، وقبلها ما صدق القول عليه لولا رحمة الله تعالى، حينما تنبئ (بالحرب الاهلية)، هذا يدل على إن روح الوطنية والشعور بالمسؤولية اتجاه العراق مفقودة في قواميس بعض الجهات، التي خالفت جهاراً رأي المرجعية بتبعيتها للخارج، والشارع يتهم تلك الجهات علناً بالولاء الخارجي، وبالمقابل تم رفع شعار (قرارنا عراقي).
يظهر من هذا التناحر السياسي والتدخل الاقليمي، إن مستقبل العراق في خطر، وهذا ما تنبئ به رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم؛ حينما يؤكد دائماً إن العراق لابد أن يكون جسراً تتلاقى عليه اطروحات دول الجوار، ولا يمكن أن يكون ساحة للصراعات الاقليمية، التي يظهر إن منصب وزير الداخلية سيكون سبباً بذلك، اذا لم يتدارك رئيس الوزراء الموقف بقرار حازم وشجاع.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat