دماء تلون وجه العراق***وتجلو عن الحق بعض المحن
عدو يدمر أرض الهدى***فتسعى شعوبٌ لرد الفتن
هو الحشد لبى لفتوى الجهاد***فعاد بنصر ينير الزمن
ومن حوزة العلم هبت بصدق***عمائم شرف... فعاد الوطن
ومن عمائم الشرف المباركة التي ضمّخت ثرى العراق بدمائها الشهيد السعيد الشيخ إبراهيم مالك حمود العامري، من مواليد قضاء أبي الخصيب مدينة البصرة عام ١٩٩٠م، أكمل دراسته الأكاديمية وعيّن في شركة نفط الجنوب، لكن همته ورغبته الدائمة بالتعلّم وحرص والديه وتشجيعهما دفعاه للدخول إلى الحوزة العلمية الشريفة وذلك عام ٢٠١٢م، فكان متفوقًا حاصلًا على تأييد أساتذته وحبهم.
عُرف الشهيد بحسن خلقه، إذ إن الجميع يعرف مدى كرمه وسخائه، والكل يذكر كيف أنه كان يسعى على الدوام في قضاء حوائج المحتاجين، ومعونة الفقراء المساكين والاهتمام بشكل خاص بعوائل الحشد الشعبي المقدس من المجاهدين والشهداء وأيتامهم، فقد كان أحد المؤسسين لأحد الجمعيات الخيرية التي تعنى بعوائل الشهداء، بل وكان يخصص جزءاً كبيراً من مرتبه لمعونتهم.
كان الشهيد السعيد عاشقًا للإمام الحسين (عليه السلام) مواظبًا على زيارته خصوصًا في الأربعين، إذ يذهب إلى كربلاء مشيًا على الأقدام كل عام، ولم تنقطع علاقته بالإمام الحسين (عليه السلام) حتى بعد التحاقه بصفوف المجاهدين الأبطال إذ كان على الدوام يحيي مجالس سيد الشهداء على سواتر العزة والكرامة والإباء.
وبمجرد انطلاق الفتوى المباركة التحق الشهيد السعيد الشيخ إبراهيم بصفوف أبناء الحشد الشعبي للذود عن المقدسات والعرض والأرض وبلد الدين والكرامات، فشارك ببسالة في العديد من المعارك ومنها: بلد، يثرب، بيجي وغيرها، إذ جاهد بشجاعة منقطعة النظير، فعُيّن اكرامًا لذلك آمر سرية لما تمتع به من بسالة وإقدام وقيادة حسنة.
ومما يروى عنه أنه نقل لإخوانه المجاهدين في إحدى المعارك التي خاضها مع أعداء الوطن، وقال لهم ما مضمونه: إحساسه أنه في مكان مألوف لديه، وقص عليهم رؤيا رآها في طفولته، قال: عندما كنت طفلًا صغيرًا رأيت نفسي أُقاتل بين يدي أبي الفضل العباس (عليه السلام) ولم افهم معنى تلك الرؤيا حتى صدور الفتوى والمشاركة مع المجاهدين، وكأن الله ادخرني لهذا اليوم.
استشهد الشيخ السعيد بين مجموعة من رفاقه في جبال مكحول، إذ تعرضوا لهجوم شديد من الدواعش المجرمين وكان يرد بكل قوته مستخدمًا القنابل اليدوية، وهو ينادي "لبيك يا حسين" فجاءته رصاصة غادرة اصابته اصابة شديدة نقل على أثرها إلى مدينة الطب في بغداد، وبقي فاقدًا وعيه هناك لمدة أربعة أيام، لتفيض روحه الطاهرة بعدها وتسلم نفسها إلى بارئها في أيام محرم الحرام وبوقت مقارب لذكرى دفن أجساد شهداء كربلاء، وذلك بتاريخ ٢٨-١٠-٢٠١٥م، فهنيئاً لك يا إبراهيم بما آمنت واحتسبت، وبما نلت من الشهادة في سبيل الله (عز وجل) وبما رحلت إلى جوار شهداء كربلاء العظماء في كنف الإمام الحسين (عليه السلام) ورعايته، والسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat