حكومة التوافق أم الكوارث
د . حامد العطية

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كنا نظن بأن العبث قد انتهى بزوال البعث حتى ابتدع لنا الأمريكان - وبنية التخريب - ما يسمى بحكومة توافق وطني أو شراكة، فكانت الوبال على العراق وأهله.
ولدت حكومات التوافق والمشاركة منذ الاحتلال الأمريكي كوارث، من اسوءها ما يلي:
· عرقلة وابطاء تشكيل الحكومات.
· تعطيل عمليات صنع القرار السياسي.
· استعمال الإرهاب وسيلة رئيسية للابتزاز السياسي.
· مقتل مئات الألاف من المدنيين نتيجة العمليات الإرهابية الابتزازية.
· هجرة ملايين العراقيين خوفاً على حياتهم والتهجير الداخلي لأعداد غفيرة منهم.
· التمسك بأذيال الإحتلال الأمريكي والسعي لديمومته.
· التدخل الأمريكي السافر في العملية السياسية.
· استقواء بعض الأطراف الداخلية بالدول الأجنبية.
· افساح المجال للدول التي تريد شراً بالعراق وأهله مثل السعودية ودول الخليج والأردن ومصر وتركيا للتدخل في شؤون العراق الداخلية.
· اضعاف المشاعر الوطنية وتقوية الانتماءات الطائفية والاثنية واعادة احياء الولاءات القبلية والمناطقية الضيقة.
· تشجيع النزعات التقسيمية والانفصالية بين كافة الطوائف والاثنيات.
· عودة البعثيين إلى العملية السياسية والمناصب الإدارية.
· تهرب السياسيين من أعضاء البرلمان والحكومة من تحمل المسئوليات الجسام الملقاة على عواتقهم.
· تغليب الأنانية المفرطة في التعامل بين العراقيين.
· انتشار الفساد السلطوي والمالي والإداري وتفشي ظاهرة الرشوة.
· تردي الأوضاع الخدمية إلى أدنى مستوياتها.
· تعثر عمليات اعادة الإعمار وانعاش الاقتصاد العراقي.
هذه بعض المآسي التي جرتها حكومات ما يسمى بالتوافق أو الشراكة على العراق والعراقيين، وآن الأوان لنقول لممثلي الأكثرية في البرلمان كفى، وأن ندعوهم للالتزام بالوعود التي قطعوها لناخبيهم بعدم التفريط بحقوقهم، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، بما في ذلك الموافقة على المشاركة بالسلطة من خلال تكوين مجلس أعلى للقضايا الاستراتيجية، وأن يبادروا وبجرأة وشجاعة لتشكيل الحكومة من دون توافق هذه المرة.
ولو تشكلت حكومة أكثرية فلن يحدث ما تخشاه الأقليات من استفراد الأكثرية بالسلطة، وستختفي أو تضمحل سراعاَ كل الكوارث التي أنتجتها حكومات التوافق والشراكة من قبل.
10 تشرين الثاني 2010م