مناقشة مع السيد التأريخ.. في استشهاد زيد بن علي (عليهما السلام)
علي حسين الخباز
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علي حسين الخباز

انها مهزلة أن يكون يوسف بن عمر أميراً للعراق وخراسان، هو ابن عم الحجاج بن يوسف الثقفي، وأكثر منه اجراماً ومكراً، تولى العراق لحكومة هشام بن عبد الملك، وحين حكم الوليد بن يزيد همّ بعزله، فبادر وقدم له أموالاً عظيمة، فأخرج خالد القسري مقيداً الى يوسف بن عمر وسلم اليه العراق.
أجابني التاريخ:ـ أنا لم أقل يوماً أن صفحاتي خلت من الجبابرة والقتلة والمتسلطين على رقاب الناس، لكن ماذا أستطيع أن أفعله اذا كانت السلطة تجيرني لصالحها، فلو كان الناس يدرون اني لست أوراقاً وحروفاً، بل اتشكل كتاريخ عبر الضمائر النقية..! هل تعرف ان هذا الرجل هو الذي قتل الثائر زيد بن علي (عليهما السلام)؟ قلت:ـ انا ما توجعت عليه من القتل، فأبوه الامام زين العابدين يقول:ـ إن القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة، لكن الذي يوجع القلب أن الخصم لا يكفيه مقتل الخصيم، بل يزيده حقدا ليفعل ما لا يصدق.
بكى السيد التأريخ، وقال: انهم طواغيت، قلت:ـ سيدي التأريخ، المشكلة أن هناك بعض الأسس المهمة ليثبت بها إنسانيته ان كان سلطاناً أو فقير حال، رجل قتل في الحرب، دفنوه في ساقية، وأجروا عليه الماء، ألا يكفي ليوسف أن تخلص من عدوه، وإلا ما معنى ان يذهب فيخرجه، ثم يُصلب ميتاً، ثم يُحز رأسه، ويُبعث الرأس الى الشام، ويُنصب على باب دمشق، ثم يرسل الى المدينة، وينصب عند قبر الرسول (ص)..؟!
أسأل وأنا ابن القرن الواحد والعشرين:ـ لماذا اختاروا قبر جده النبي (ص) لينصبوا الرأس؟ هل ترى يا سيدي التأريخ كيف تعاملوا مع النبي (ص)؟ هل رأيت يا سيدي التأريخ مثل هذه الحقارة وما جدواها سوى التشفي بحمل الرأس؟
وبعد هذه الجولة، يرسل الرأس الى مصر، ويسرق سرا هناك، ثم يبقى الجسد معلقاً حتى أيام الوليد بن زيد ثم أمر بحرقه..! الله اكبر.. وذري في نهر الفرات..! مسح السيد التاريخ دموع عينيه، وقال: المهم ان ثورة زيد بن علي (عليهما السلام) هزت عروش بني امية، وبقيت الازمان تذكر وثبة هذا الثائر الحليم، فسلام الله عليه ورحمته وبركاته.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat