صفحة الكاتب : الشيخ د. احمد خضير كاظم

المنظومة الأمنية عند النبي و ال بيته عليه وعليهم الصلاة و السلام (3)
الشيخ د. احمد خضير كاظم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الاعداد الأمني للتواصل بين القيادة و المجتمع

من ابرز سمات الشخصية القيادية السرية في حفظ ونقل المعلومات و التواصل فمن المستفاد من قصة نبي الله الخضر عليه السلام وموسى عليه السلام في سورة الكهف نلاحظ أولا ان بحث موسى عن صفة الخضر لا عن اسمه و الثاني امر الخضر موسى عليهما السلام بالصبر و عدم كشف سر التصرفات التي كان يراها موسى عليه السلام غريبة حتى يحدث له خبرها و يبين له المراد منها و يكشف له اسرارها ... و بهذه المميزات انطلق اهل البيت عليهم الصلاة و السلام في حفظ مذهب التشيع خلال القرنين الأول و الثاني الهجري بل نلاحظ ان هذه الخطط المحكمة  قد ساهمت بقوة في نشر التشيع  ونقله جغرافيا الى أماكن أوسع مع الحفاظ على الامن و السرية في نقل المعلومة ومن ذلك

اتخاذ نظام الوكلاء و السفراء: فعلى الرغم من شدة سياسة التضييق على الامة من قبل الحكومة العباسية و شبه فرض الإقامة الجبرية على لامامين الهادي و العسكري عليهما السلام نلاحظ استمرار تواصل الامام مع الموالين و المحبين عن طريق الوكلاء و الثقات ( مع العلم هذا النظام كان متبعا من قبل الائمة عليهم السلام لكنه بدا و اضح السمات في زمن الامامين العسكريين عليهما السلام بسبب عدم تواصلهما المباشر مع أي شخص او زائر ) و من ذلك  ما جاء في العمري وابنه محمد: (العمري وابنه ثقتان، فما أديا إليك فعني يؤديان، وما قالا فعني يقولان، فاسمع لهما واطعهما فانهما الثقتان المأمونان و لم يتوقف الامام العسكري عند هذا فبدأ يمهد لعصر الغيبة من خلال تعليم الناس قواعد عامة للثقة و بناء سلسلة قيادية جديدة تكون صلة الربط ليس فقط بين العوام و امامهم بل ان تكون هذه الطبقة القيادية الجديدة حلقة الوصل و الربط ما بينهم وبين الله سبحانه فياخذون منهم معالم دينهم و اصوله حيث قال: (فأما من كان من الفقهاء صائناً لنفسه حافظاً لدينه مخالفاً لهواه مطيعاً لأمر مولاه فللعوام أن يقلدوه.

  • و منها النهي عن تسمية الامام المهدي عجل الله فرجه باسمه الشريف: حيث وردت روايات كثيرة ومنذ عهود مبكرة في النهي عن التسمية (على الرغم من وضوح الاسم عند الجميع اسمه اسم النبي عليه الصلاة و السلام) من ذلك

عن جابر  عن أبي جعفر  قال : ( سأل عمرأمير المؤمنين عليه‌السلام عن المهدي ، فقال : يابن أبي طالب . أخبرني عن المهدي ما اسمه؟ قال : أمّا اسمه فلا إن حبيبي وخليلي عهد إليَّ أن لا اُحدّث باسمه حتّى يبعثه الله عزّوجلّ ، وهو ممّا استودع الله عزّوجلّ رسوله في علمه )
وعن الصادق جعفر بن محمّد عليه‌ السلام أنّه قال : ( المهدي من ولدي ، الخامس من ولد السابع ، يغيب عنكم شخصه ، ولا يحلّ لكم تسميته ) ..
وقال الإمام موسى بن جعفر عليه‌ السلام : ( يخفى على النّاس ولادته ، ولا يحلّ لهم تسميته حتّى يظهره الله عزّوجلّ ، فيملأ به الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ).
وعن المهدي عليه ‌السلام كما في احد التواقيع التي خرجت عنه : ( ملعون ملعون من سمّاني في محفل من النّاس ).

و من الجدير بالذكر ان عدد من العلماء في الوقت الحاضر لا يذهبون الى تحريم ذكر الامام باسمه على الرغم من ورود عبارات لا يحل .. وملعون ملعون و الخ ودون الخوض في قوة الاسانيد واعتباراتها و بغض النظر عن الروايات التي ذكرت اسمه الشريف الا انهم يذكرون ان السبب من النهي عن تسميته هو الزمن و خاصة زمن الغيبة السغرى و مع تعدي فترة ولادته و فترة الغيبة الصغرى انتفى النهي عن التسمية ... فما هو الا ترتيب امني للحفاظ على سرية شخصية الامام المهدي عليه السلام الذي مهد الامام الهادي و العسكري له عن طريق الوكلاء و اخذ الناس أجوبة اسئلتهم عن طريق الوكلاء و العدد الأقل من هؤلاء الوكلاء الثقات هم فقط من اطلعوا على و لادة الامام المهدي ونقلوا للناس بشارة ولادته ... بل ان الحفاظ على السرية كان شديدا لدرجة تفاجأ السيدة حكيمة عمة الامام العسكري بحمل السيدة نرجس في يوم ولادتها.

و ان شاء الله سنتطرق الى تطبيقات امنية أخرى في حياة الائمة عليهم الصلاة و السلام في مقالات لاحقة .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ د. احمد خضير كاظم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/10/12



كتابة تعليق لموضوع : المنظومة الأمنية عند النبي و ال بيته عليه وعليهم الصلاة و السلام (3)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net