صفحة الكاتب : الشيخ حسن الجزيري

قراءة نقدية في إثارات السيد كمال الحيدري ق٢
الشيخ حسن الجزيري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


*في تتمة البحث عن روايتي البلاذري والمدائني* التي ذكرهما السيد كمال الحيدري - أخذه الله بلطفه نحو الصواب - وبنى عليها إمكان حصول الإختلاف بين الإمامين.ع. لعدم عصمتهما في الموضوعات الخارجية مستشهدا في ذلك بما قاله السيد الخوئي قدس :

*◼والكلام في ثلاث نقاط :*

*🔹النقطة الاولى : في معنى الرواية على التحقيق :*

وهي على فرض حصول الواقعه وصحتها فإن الإمام الحسين.ع. لم يظهر الخلاف في الرأي لإمامه.ع. فضلا عن معصيته له ولم يقل أن الأصلح هو الحرب ولم يقل أن الظروف الحاصلة لا تؤدي الى الصلح، وإنما أظهر مقدار القسر والجبر الذي الجأهما عليهما السلام الى القبول بالصلح، وهذه الكراهية التي عبر عنها الإمام الحسين.ع. ليست مختصة به بل مشتركة بين الإمامين.ع.، فكما أن الحسين.ع. كاره للصلح كذلك الحسن .ع.، فالحسين.ع. بيّن مقدار الإمتعاض عما الجأهم للقبول بالصلح، ومن الواضح أن من يكره شيئا ليس بالضرورة أن لا يفعله، فقد يحب الإنسان أمرا وهو لا يريد فعله وقد يفعل أمرا ويراه الأصلح وهو يكرهه، فما أجاب به الامام الحسين.ع. ليس مخالفا لرأي أخيه الحسن.ع. وإنما كان كارها لما آلت اليه الأمور مع أنه موافق لرأي أخيه في الصلح .

*🔸النقطة الثانية : العصمة في الموضوعات الخارجية :*

أن المقدار الواجب في العصمة أن يكون معصوما في ثلاثة أمور :

*》الاول :* أن يكو معصوما" في الاحكام الشرعية..

*》الثاني :* أن يكون معصوما" فيما يسمى بموضوعات الأحكام والتي تتوقف عليها الأحكام الشرعية كالإستطاعة للحج..

*》الثالث :* وأن يكون معصوما" في العناصر التي لها دخل في تشخيص الموضوع والتي يتوقف عليها بيان الحكم وتبليغه، مثل عنوان المسافر فإن حكم القصر متوقف على موضوع كون المكلف مسافرا، ولكن السفر يحتاج في تشخيصه الى معرفة المسافة التي تحقق عنوانه.

ويجب أن يكون الامام عالما" بهذه الإمور الثلاثة، ففي المثال السابق يجب ان يكون الامام عالما" بحكم القصر وأن يكون عالما" أيضا بأن القصر يجب عند تحقق عنوان السفر وايضا أن يكون عالما بالعناصر الدخيلة في تحقق موضوع السفر وهي المسافة مثلا"، فعنوان السفر لا يتحقق إلا اذا تم قطع المسافة الفلانية ..

واذا ما أخذنا الصلح -كموضوع أو حكم- فهو مما يجب أن يعلم به الإمام المعصوم.ع.، فإن الصلح من العناوين الذي لو تحقق فإنما يتحقق بأسبابه الخاصة وأسبابه الخاصة لها دخل في حكم الصلح نظير صلاة الظهر فلا يكفي أن يعلم الإمام.ع. بحكمها بل يجب أن يعلم بأسبابها وشروطها والتي هي مثلا":
أن يكون الانسان مكلفا وأن يكون مسلما" وأن يكون الزوال متحققا مع توفر القدرة وغير ذلك من الشروط، وعند تحقق أسبابها وشروطها تصير واجبة فيأمر الإمام.ع. بها..

وهذا حال الصلح فلايكفي أن يعلم الإمام.ع. بحكم الصلح بل يجب أن يحيط بأسبابه وشروطه وكل العناصر الدخيلة في تحقق عنوان الصلح وأن الجهل بكل ذلك مستوجب للجهل بأصل الحكم كما أن الجهل بأن صلاة الظهر تكون عند الزوال مستوجب للجهل بأصل حكمها، وهذا جزء من عصمة المعصوم وضرورة علمه به...

*🔹والنتيجة :*
أن الإمام الحسين.ع. إذا كان معصوما في الأحكام فسيكون معصوما بكل أسباب الصلح وبكل ما يحققه كحال عصمة أخيه الحسن.ع. فيه فإذا كان رأي الحسن.ع. الصلح فسيكون رأي أخيه الحسين.ع. كذلك ولن يحصل الاختلاف بينهما، نعم يمكن للحسين.ع. أن يظهر الكراهة كما في الرواية لكن هذا لا يكشف عن أن رأيه الحرب.

بل الرواية لم تذكر أصلا" ما هو رأي الامام الحسين.ع. في الصلح أو الحرب وإنما غاية ما ذكرته الكراهة فقط، وذكرنا أن الإنسان قد يتخذ موقفا هو يكرهه ولا منافاة بين أن يقرر فعل أمر هو يكرهه .

*◼النقطة الثالثة : في معنى كلام السيد الخوئي قدس :*

ذكر السيد الخوئي.قدس. في صراط النجاة : ( القدر المتيقن من السهو الممنوع على المعصوم هو السهو في غيرالموضوعات الخارجية ) وبيان المراد من الموضوعات الخارجية التي قصدها السيد.قدس. بكلامه :

هي المسماة بالموضوعات المحضة وهي التي وقع الخلاف في أن الائمة.ع. معصومون فيها او لا, والمراد منها الموضوعات التي لا ترتبط بالحكم الشرعي بتاتا", كما لو أراد الإمام.ع. أن يشرب الماء فتبين خطأ أنه عصير, فهذا موضوع خارجي لا علاقة له ببيان الحكم الشرعي تبليغا أو تطبيقا, وهذا هو الذي أشار اليه السيد الخوئي قدس من أن الائمة.ع. هل هم معصومون في الموضوعات الخارجية أو لا ؟

لأنها موضوعات لا ترتبط بالشرع لا من ناحية الأحكام ولا من ناحية موضوعات الأحكام وما يتعلق بها, وذكر بأن القدر المتيقن من عصمتهم في غير هذه الموضوعات وأما في هذه الموضوعات فالسيد لم يتعرض له بل سكت عنه.
والحمد لله رب العالمين .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ حسن الجزيري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/10/08



كتابة تعليق لموضوع : قراءة نقدية في إثارات السيد كمال الحيدري ق٢
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net