صفحة الكاتب : هشام الهبيشان

اليمن ... ماذا تنتظر ضمائر العالم لتصحوا !؟
هشام الهبيشان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تزامناً مع دعوة البرلمان الأوروبي دول الاتحاد إلى الامتناع عن بيع الأسلحة إلى جميع الأطراف المتورطة في الحرب على اليمن، وذلك من أجل تخفيف حدة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في اليمن ،ما زالت  مثل هذه الدعوات رغم قيمتها المعنوية الكبيرة ،لاتلقى أي اذان سياسية صاغية ،فدوائر العالم السياسية المؤثرة  مازالت تراقب وتدعم مسار الحرب السعودية - الأميركية الشعواء بغطاء «ناتو العرب» على اليمن .

 

 

 

 

وبالتزامن مع هذه الدعوات الأممية لوقف الحرب العدوانية على اليمن  ،تستمر طائرات العدوان السعودي – الأميركي ومن معه وبوارجه ومدفعيته في القصف المتواصل على الحديدة ومحيطها، والذي تسبّب باستشهاد وإصابة عشرات المدنيين، وسط مجاعة وظروف مأساوية يعيشها مجمل سكان الحديدة ومعها اهل اليمن وكل اليمن ،ومع كلّ هذا ما زالت حالة الصمت السياسي العربي والإسلامي والدولي مستمرة إزاء ما يجري في اليمن من حصار وقصف شامل براً وبحراً وجواً تفرضه قوى العدوان والتحالف على اليمن، ومن هنا بدأت يتضح لليمنيين أنّ الرهان على العالم العربي والإسلامي وما يسمّى بالمجتمع الدولي، ثبت أنه رهان فاشل، ولكن هنا والأهمّ اليوم، هو أن ندرك أنّ هذه المرحلة وهذا الحصار والقصف الشامل المفروض على اليمن «العروبي المسلم» وما سيتبعه من مراحل دقيقة من تداعيات الحرب العدوانية على اليمن، تستدعي بكلّ تطوراتها وأحداثها من الجميع أن يقفوا وقفة حق مع ضمائرهم، وأن لا يكونوا شركاء في مشروع التدمير والتمزيق والإجهاز على اليمن، فالحدث الجلل والحصار والقصف الشامل على اليمن يستدعي حالة من الصحوة الذهنية والتاريخية عند كلّ العرب والمسلمين، فالمرحلة لم تعد تحتمل وجود مزيد من الانقسام والتفتيت والتمزيق لهذه الأمة جغرافياً وديمغرافياً.

 

 

 

 

وهنا ، وتزامناً مع حالة الصمت السياسي  العربية الاسلامية الدولية ،من المتوقع أن يستمرالسعوديون في معركتهم العدوانية على اليمن رغم الحديث عن تقدم نحو مفاوضات  جنيف «العبثية» مرتكزين على قاعدة حلفهم وتحالفهم مع واشنطن ، وهنا وعند الحديث عن واشنطن حليفة النظام السعودي منذ سبعة عقود مضت منذ أن رسّخ دعائم هذا التحالف عبد العزيز آل سعود وفرانكلين روزفلت، فهي تتابع  عن قرب  وبانخراط  مباشر تطورات ما يجري في اليمن، وقد قدّمت واشنطن إلى السعوديين خدمات كثيرة في حربهم على اليمن، وليس أول ولا آخر هذه الخدمات تزويدهم بين الفترة والاخرى  بقائمة وبنك أهداف لقواعد عسكرية ومخازن أسلحة تابعة للجيش اليمني ولأنصار الله، والواضح اليوم ومن خلال حديث بعض ساسة وجنرالات واشنطن أنّ الدعم والتأييد الأميركيين للرياض في حربها على اليمن سيتواصل، رغم قلق دوائر صنع القرار الأميركي من التداعيات المستقبلية لهذه الحرب، والنابع من براغماتية واشنطن النفعية التي تتلخص في خشيتها من اندلاع حرب مفتوحة في المنطقة ستضرّ بانسيابية تدفق النفط الخليجي من باب المندب إلى الغرب، وقد تتطوّر إلى حرب إقليمية مفتوحة قد يكون «الإسرائيليون» جزءاً منها. هذا ما تخشاه واشنطن اليوم، لذلك فهي تعمل على إضعاف كلّ العوامل التي قد تؤدّي الى تبلور معالم هذه الحرب.

 

 

 

في هذه المرحلة يبدو واضحاً، أنّ تداعيات الحصار والقصف الشامل والعدوان السعودي – الأميركي على اليمن بدأت تلقي بظلالها على الوضع المعيشي في الداخل اليمني، فاليوم جاء المشهد اليمني ليلقي بكلّ ظلاله وتجلياته المأساوية واقعاً جديداً على الواقع العربي المضطرب، فيظهر إلى جانب هذا المشهد العربي المضطرب واقع المشهد اليمني بكلّ تجلياته المؤلمة والمأساوية، والتي ما زالت حاضرة منذ اندلاع الحرب العدوانية السعودية – الأميركية على الشعب اليمني قبل ما يزيد على ثلاثة أعوام، وفي آخر تطورات هذا المشهد استمرار فصول هذا العدوان العسكري على الأرض، تاركاً خلفه آلاف الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى ودماراً واضحاً وبطريقة ممنهجة لكلّ البنى التحتية في الدولة اليمنية.

 

 

 

ختاماً ،نعيد ونكرر هنا ، أن الأهم اليوم ،هو إنّ ندرك إنّ هذه المرحلة وما سيتبعها من مراحل دقيقة من تداعيات الحرب العدوانية على اليمن، تستدعي بكلّ تطوراتها وأحداثها من الجميع أن يقفوا وقفة حق مع ضمائرهم، وأن لا يكونوا شركاء في مشروع التدمير والتمزيق والإجهاز على اليمن العربي، فالحدث الجلل وعدوان "ناتو الخليج" الشامل على اليمن يستدعي حالة من الصحوة الذهنية والتاريخية عند كلّ العرب والمسلمين وشرفاء العالم ، فالمرحلة لم تعد تحتمل وجود مزيد من الانقسام والتفتيت والتمزيق لهذه الأمة جغرافياً وديمغرافياً.

 

 

*كاتب وناشط سياسي – الأردن .

hesham.habeshan@yahoo.com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هشام الهبيشان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/10/07



كتابة تعليق لموضوع : اليمن ... ماذا تنتظر ضمائر العالم لتصحوا !؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net