لقد كانت نساء الطف علامة فارقة ونادرة الوجود ، كأنّي بهن يفطمنَ الرضيعَ قبل موعدِه ليجعلنَ منه جنديًّا في صفوف الحسين عليه السلام ، كان كلّ شيء في الطفِ عارفًا بحقِّ الحسين عليه السلام، امرأةً ورجلًا طفلًا وكهلًا..
أخرجت ليلى من أكمامِ عباءتها السوداء قمرًا لتقدمه بيديها إلى سيدهِ ووالدهِ الحسين عليه السلام ، كانت ترى فيه الحسين، والحسين يرى فيه جدَّهُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، خرج على القوم كخروج يوسف على نساء مصر (( فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَٰذَا بَشَرًا إِنْ هَٰذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ)) ، خرج علي الأكبر كيوسف على أمه وأبيه ليسجدَ له أحدُ عشرَ كوكبًا والشمس والقمر.. خرج من البئرِ ليصبحَ سيدَ زمانهِ كسيادةِ أبيه على شباب أهل الجنة ، خرجَ عارفًا بحجة زمانه ليصبحَ هذا الفتى بعد أن تناوشتهُ ذئاب بني أمية عزيزَ كربلاءَ بعد أن قتلوه ((بثمنٍ بخسٍ دراهم معدودات)) ... فكان ومازال علي الأكبرُ أنشودة النصر في سوح المجاهدين..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat