على ضفة النهر ذوت النجومُ وخسفَ القمر ، خسف قمرٌ بليلةٍ معجونة بحُمْرةِ الشفقِ ، راح الذي كانت تسامره عند بزوغه سُمرةُ الغسق ، كان به الحسين سلطانًا مستقيمَ الظهرِ لا يعبأ بقلة ناصريه حتى نزل عليه غوثٌ من السماء (( سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا ۚ بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ)) ، كانت الأرضُ تغازلُ خطاهُ المتدلية من على المطهم ، لقد أقسم الفراتُ أن لاينظرَ بوجهِ قمرٍ غيره ، سيتنقبُ كي لايبصرَ احدًا ، فقد شاخ النهرُ على ملامح أبي الفضلِ العباس ، كان ينتظر مجيؤه في ذلك اليوم ، ليتغزلَ بوجهه القطني المقمر ، فقال له: سيدي هلا شربتَ فشفاكَ التي بلون حمرة التوت قد أذبلها الظمأ ، فعبّسَ في وجهه يومها، ولم ينصت إلى كلامه وانزل عليه سوطَ ماءٍ من كفيهِ الباذختينِ ، وراح يملأ بقربته ذات الجلدة البنية الداكنة نهرًا بأكملهِ للعطاشى وليس على قدر قربته ، ثم شق طريقهُ والكونُ قد حَبسَ أنفاسَهُ من نظراتِهِ المحدّقة ، الريح تحمل رسالتها إليه على وجل ، والقمر يجري على عجل، قطعوا اليدين ، فشعرت زينب بوجعٍ في يديها ، ثم ضربوه بالعمدِ على رأسهِ ، ثم انبتوا السهم في عينِهِ ، فزاد ألم عينيها، ثم نادى : السلام عليكَ يا أيّها السلام و (( اقتربت الساعة و انشق القمر)) حتى سمعه الحسين وجاء إليه و هنالك عند الشريعة ((جُمع الشمسُ والقمر))...
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat