عن الـدوري الرديف
خالد جاسم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قرار أتحاد الكرة من خلال لجنة المسابقات بأطلاق مسابقة الدوري الرديف هو قرار على قدر من الأيجابية والفائدة مع الأقرار بالطبع بصعوبات عملية ربما تعيق أنتظامه وأمكانية ترجمته على أرض الواقع لأسباب وعوامل عدة, ذلك أن الأهداف الجميلة من وراء أقامته سوف تخدم اللعبة وتوسيع قاعدة اللاعبين الموهوبين الذين في الأمكان الأستفادة من خدماتهم مع المنتخبات الوطنية، وفي مقدمتها بالطبع المنتخب الأولمبي طالما أن الأعمار المحددة للاعبي هذا الدوري تخدم هذا المنتخب بشكل خاص، كما تنفع فكرة دعم قاعدة منتخباتنا في ما لو فكرنا بتشكيل المنتخب الرديف الذي طالما تولدت القناعات على مدى الأعوام الماضية في تأسيسه وأمكانية زجه في بطولات أقليمية مثل دورتي الخليج وغرب اسيا، بديلا عن المنتخب الوطني خصوصا عندما يكون الأخير منشغلا بأستحقاقات أهم، ومنها بالطبع تصفيات اسيا وكأس العالم, كما أن الدوري الرديف بحد ذاته سوف يقدم خدمات كبيرة للأندية نفسها عبر تأشير المواهب واللاعبين البارزين من الذين يمكن الأعتماد على خدماتهم مع فرق تلك الأندية في الدوري الممتاز لاحقا، كما أن الدوري الرديف سوف يكون معالجة فنية صحيحة لمشكلة تزوير الأعمار، كما هو معالجة واقعية لمعضلة حرق المواهب والعناصر الواعدة على دكات الأحتياط مع فرق الدوري الممتاز التي تنتهج مبدأ البناء الجاهز والأعتماد على النجوم والأسماء المعروفة, كما أن من شأن الدوري الرديف أن يكون محطة أنطلاق حقيقية نحو أكتساب الخبرة والأحتكاك للاعبي فئة الشباب، بعد أنتهاء صلاحية أعمارهم في مسابقة دوري الشباب. وهذه الفوائد والأيجابيات وغيرها تكاد تشكل قاعدة راسخة وقوية ومحطة أنطلاق مفيدة جدا على مختلف الأصعدة، لكن الأسئلة التي تفرض نفسها هنا: هل أن المشاركة في الدوري الرديف أجبارية أم أختيارية لأندية الصف الممتاز؟، أين ستجري مباريات الدوري ونحن نعاني في الأساس مشكلة الملاعب وما رافقها من تعقيدات، سيما في ظل تمديد متطلبات الرخص الاسيوية؟، وهل ستكون أدارات أندية الدوري الممتاز قادرة على الأيفاء بالمتطلبات المالية والتنظيمية المتعلقة بفرقها الرديفة وهي تشكو في الأساس من عسر الحال والأزمات المادية المتلاحقة؟، هذه الأسئلة وسواها تتطلب دراسة مسبقة ومنطقية كي يمضي أتحاد الكرة في تحقيق الأهداف المتوخاة من تأسيس مسابقة الدوري الرديف، ولا يصطدم بعراقيل وصعاب قد تفسد الفكرة وتجعل من المسابقة مشروعا غير قابل للتحقيق برغم كل فوائده وأيجابياته للعبة على مستوى الأندية نفسها وأتحاد اللعبة نفسه، وتحديدا في تحقيق مهمة تشكيل منتخب أولمبي صحيح البناء، وفي الأعمار الصحيحة، وفي أمكانية تشكيل منتخب وطني رديف, لأن التفكير على وفق تلك الطريقة صار أمرا موجبا على اتحاد الكرة السير فيه، لما تنطوي عليه الخطوة من فوائد متعددة, وتأتي في طليعة تلك الفوائد تخفيف الزخم والضغط على المنتخب الوطني لضمان تفرغه الكامل لمهمة كأس العالم واسيا, كما إن الزج بالرديف كمنتخب في المستقبل يأتي منسجما مع مستوى بطولات مثل الدورة الخليجية وبطولة غرب اسيا, وفي الوقت ذاته إن تأسيس المنتخب الرديف ستكون له إنعكاسات مباشرة على مسألة توسيع قاعدة بناء المنتخبات الوطنية، وفسح المجال ومنح الفرصة للكثير من لاعبي فرق الدوري الذين لم يأخذوا ما يستحقون من فرص مع المنتخبين الوطني والاولمبي، مع إنني أجدد ما قلته في مناسبات سابقة حول ضرورة الإبقاء على المنتخب الاولمبي لما بعد الاولمبياد حتى لو تطلب الأمر تسمية هذا المنتخب بالمنتخب الرديف، والعمل في الوقت ذاته على وضع مسارات لبناء منتخب اولمبي جديد تتم تسمية مدرب ثابت له ولعقد يمتد لأربعة إعوام، شريطة إختيار لاعبيه من مسابقة الدوري الرديف عندما تأخذ صفة الأستمرارية وحسن الأنتظام، وبذلك نضرب أكثر من عصفور بحجر واحد على صعيد ضمان حضور التدرج الصحيح في بناء المنتخبات الوطنية أولا، وعدم هدر ما تم بناؤه وبجهود وأموال على المنتخبات عبر إيقاد شمعة عمر جديد تحت مسمى المنتخب الرديف الذي تبقى بطارية إشتغاله قيد الشحن المستمر ثانيا، وحتى نستثمر ما تبرز من مواهب وقدرات مقبلة في دوري الكرة الرديف هذا، وما يعنيه ذلك من تحفيز لكل اللاعبين ثالثا، ولتوسيع قاعدة المنتخبات الوطنية رابعا، خصوصا عندما تتزامن كل تلك المفردات مع تنشيط دوري الفئات العمرية وما ينتج عن مبارياتها من عناصر موهوبة وواعدة تستحق منتخبات الاشبال والناشئين والشباب ومعها الدوري الرديف في سلسلة متكاملة من البناء العمري الصحيح الذي طالما إفتقدناه ومن السهولة إعادة الروح إليه بقليل من التفكير وبعض من التخطيط. 

السطر الأخير

* الطموح اللامحدود هو الوقود الذي يساعد الإنسان على الوصول إلى طريق النجاح.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


خالد جاسم

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/09/06



كتابة تعليق لموضوع : عن الـدوري الرديف
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net