صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

( من مراثي امرأة ) موقف السيدة طوعة مع مسلم بن عقيل (عليه السلام)
علي حسين الخباز

كنت أقف بباب داري، يمتد أمامي خوف ينزف الحيرة والقلق بانتظار ابني الذي تأخر عن عودته، ومن حق الأم أن تخاف. كل شيء في هذه المدينة يبعث على اللا أمان، الاوضاع مضطربة، خاصة بعدما أعلن ابن زياد في مرسوم معلن عن تخصيص جائزة ثمينة لأي شخص يعثر على مسلم بن عقيل..! جعل الناس تطمع في المال المخصص، حتى انتشر الناس، وبدلاً من نصرته صاروا يبحثون عنه، لكن مع كل هذا ما كان يدور في رأسي اني سألتقيه، او يأتي به القدر ليقف ببابي، طالباً مني أن أسقيه ماء، والحرس والشرطة ينتشرون بالأزقة والسكك، ويفتشون الدور، وابني لم يأتِ بعد. يدفعني القلق لأخرج بين لحظة وأخرى، أترقب مجيء ابني، العجيب سطوة الموقف تتصدى تحت ثقل سؤال: ماذا يفعل الغريب هنا؟ لماذا لم ينصرف؟ لا بد من الخوف؟ الجواب به امان مدجج بالعيون، والناس انتابهم الخوف وأغراهم المال, من يا ترى يكون؟ أيجوز انه الرجل الذي تبحث عنه الجائزة، فهذا يعني لا بد ان أخاف عليه اكثر، قلت له:ـ انصرف ارجوك..! أخبرني حينها انه ليس له اهل ولا عشيرة بهذه البلدة، وأخبرني بأنه مسلم بن عقيل..! ماذا؟ هذا المترع بالعز، يقف وحيداً دون أمان، هذا ابن بيت أعزه الله بالنصرة، يبحث ببابي عن نصرة، فخبأته في بيت لي آخر، وفرشت له البيت، ووضعت له كفايته من المال والطعام. كنت أود أن أفرش قلبي لابن عم الحسين (عليه السلام)، حتى عاد ابني الذي كنت انتظر رجوعه، القلب لا يطاوعني أن أترك مسلم بن عقيل صريع الهواجس، لا بد أن أتردد على داره المنعزلة لأطمئن عليه، وابني استطاع ان يفهم دخولي الى الدار المتروكة سراً.. ما وراء هذه النبوءات التي يطمئن بها..! وما إن أصبح الصبح حتى ذهب ولدي وافشى السر، وانتهت الوشاية الى ابن زياد، كل شيء من حوله كان يحمل الفتك، ويهدد بالموت، وهو ثابت الجَنان، قاتلهم حتى ناءت به الجراح، فصاروا يرمونه بالحجارة، وبعد أن انتهى الأمر، واستشهد سيدي مسلم بن عقيل، وأنا أشد مراثي احزاني، أمر بن زياد باعتقالي مكبلة بالحديد، سألني بحنكة أهل الشر:ـ ما سبب ايوائك لمسلم بن عقيل..؟ قلت:ـ كيف لا آويه وهو سفير الحسين، وابن عمه..؟ أجاب ابن زياد صارخاً:ـ هؤلاء خوارج..! صرخت روحي بداخلي: هؤلاء أئمة الإسلام، وانك انت الخارجي..! فأمر بسجني، الى ان تدخل من تدخل لإخراجي من السجن مريضة هزيلة، واشتد مرضي، ورحلت حاملة معي فخر الموقف وشجاعته، ووعداً من سيدي ابن عقيل بشفاعة النبي (ص).


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/09/02



كتابة تعليق لموضوع : ( من مراثي امرأة ) موقف السيدة طوعة مع مسلم بن عقيل (عليه السلام)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net