صفحة الكاتب : اثير الشرع

عودة الصنم والعلوج !
اثير الشرع

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يبدو أن المشهد السياسي العراقي بعد الإنتخابات الأخيرة الأكثر تعقيداً؛ ويبدو بأن تغييراً جذرياً ربما سيحصل، سيقلب المعادلة السياسية والنظام السياسي رأساً على عقب، دون تغيير الشخوص، بل سيتم تغيير الأدوار والسيناريوهات فقط، مع صعود ونزول، لإضافة نكهة جديدة للمشهد السياسي القادم.

أصدقاء الأمس أعداء اليوم! وربما سيصل الأمر إلى الإقتتال للحفاظ على المغانم والمكاسب، إن صح التعبير، فالمرحلة المقبلة سيكون البقاء للأقوى، ولمن يستطيع إعداد سيناريوهات جديدة تخدم جميع المصالح، ولا تؤجج الأزمات مع أي دولة.

الإنتخابات العامة التي حصلت قبل منتصف أيار - مايو الماضي، لم تكن باباً من أبواب الفرج للمواطن العراقي؛ بسبب الدورات الإنتخابية السابقة، التي لم تتمخض عنها، أي مشروع إيجابي، يوحي للمواطن بأن البرلمان المنتخب، أنجب حكومة تنفذ مشاريع خدمية لجميع المواطنين، بل لسان حال المواطن يقول: "لم نشهد خيراً؛ ولم نشعر بأن الحال أفضل من زمن الطاغية".

إن قانون الأنتخابات بصيغته الحالية، يسمح بتأجيج الأزمات؛ ولا يسمح للفائز بالإحتفال بفوزه، وقد تكون فقرة "الكتلة الأكبر" الأمر الأكثر تعقيداً، بسبب صعوبة تقريب وجهات النظر وتوحيد البرامج الإنتخابية، بين الكتل الفائزة، فالجميع يطمح للحصول على مناصب، لتنفيذ أجنداته ومشاريعه، سواء كانت مع تطلعات الشعب أو ضدها.

فما يحصل الآن، نستطيع أن نقول عنه، بأنه نهاية لحقبة تقاسم الأدوار وفق نظام محاصصاتي مقيت، أوصل العراق وشعبه إلى الإنهيار بجميع المقاييس، ولم يتوانى المواطن أو يتردد للمطالبة بإعادة تدوير نظام القائد الأوحد، معلناً مقته وكرهه الشديد للنظام الديمقراطي، الذي أذهب الماء والعشب والعيش الحسن؛ هنا على جميع رؤساء الكتل بجميع المكونات، أن يتهيئوا لمرحلة جديدة ربما ستطيح بهم؛ والجميع يعلم بأن الولايات المتحدة الأمريكية لديها أطماع كبيرة، في العراق ومحيطه وجاري تنفيذ مخطط جديد، لتغيير ديموغرافية الخارطة السياسية، وربما الخارطة الإدارية وتوزيع السكان.

يؤسفنا القول : بأن التغيير قادم، مهما حاولنا ترقيع الحلول، وتقليل خطورته؛ فالشعب برمته مع التغيير وعودة الصنم؛ بسبب عدم تقديم أي عمل صالح للمواطن خلال الـ 15 عاماً الماضية، والتي إتسمت بالمعاناة والأزمات، ودعت المواطن العراقي يستنجد بالديكتاتورية، للحفاظ على ما تبقى من أرض وعرض وأرواح! فهل نجح المستبدون برسم خارطة طريق، أقنعت المواطن العراقي، بأن حكومة إنقاذ وطني ستلبي طموحاته وتطلعاته؟

نعتقد بأن المواطن العراقي سيقف مع المُحتل؛ لأن المتصدين خلال الفترة الماضية، نهبوا وسرقوا قبل أن يعمروا، والأدهى من هذا وذاك، هو تأمين مستقبلهم وعوائلهم، وكأنهم كانوا يعلمون بأن سلطتهم فرصة لجمع المال وليس لخدمة البلد والشعب.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اثير الشرع
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/09/02



كتابة تعليق لموضوع : عودة الصنم والعلوج !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net