لا تجعل نفسك وكيلا عند الحسين ( عليه السلام )
بهاء الميالي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بهاء الميالي

سوف نسمع كثيرا ،(الحسين لا يقبل والحسين لا يرضى والحسين لا يسكت والحسين ليس بعازة كذا ولو كان الحسين لما فعل كذا ولفعل كذا )
هذا الكلام سوف يردد كثيرا وهو عبارة عن ردات فعل اما من باب الحرص او الضيق او التشفي والافراط في الممارسة او تأزم بسبب الربط بين المعاناة التي تعيشها الناس وقضية الامام الحسين عليه السلام.
المسائل التي تثار عادة وفي كل عام اهمها اثنان
الاولى /مسألة الشعائر ،فيكون الخوض والاخذ والرد والقبول والرفض والتشنيع والتشجيع في دائرة التشخيص ،هل هذه شعيرة ام لا وهذه كذلك ام لا ???
والحل /اي ممارسة دينية او فعالية شرعية تنسب للامام الحسين عليه السلام لابد ان تتكأ على مستند شرعي وتعتمد عليه حتى تكون مشروعة للمارسة او لا، فتكون دخيلة او بدعة ليس من الدين بشئ .
وتحديد ذلك ومضانه عند اهله وهم الفقهاء هم من يحدد العنوان بحدوده التامة وعند الادراج والتطبيق يتبين ان هذه الممارسة من الشعائر ام لا .
فمثلا الضابط في الشعائرية مفهوما (انها لا تتنافى مع ثابت شرعي ولا تكون مما لا يتناسب مع شأن صاحبها عليه السلام ولا يكون فيها ضرر شخصي معتد به عند العقلاء ولا ضرر نوعي امثال الاضرار بالمصلحة النوعية او مصادرة الحقوق المشتركة او الاضرار بحقوق الاشخاص فرادا ونوعا ولا يكون فيها توهينا للدين والمذهب )
كل الفقهاء يذكرون هذه الضوابط مع فارق بسيط في سعتها وضيقها .
والذي يجنبنا المهاترة وكل الذي يجري في كل عام هو الرجوع كل حسب تقليده وينتهي الكلام ويرتفع الخصام .. والسلام.
المسألة الثانية /وهي مسألة البذل والتبرع والصرف واكرام المعزين واطعامهم وغيرها مما يبذل على العزوات واقامة المجالس و… ..الخ
هذا البذل بيد باذله لانه ملكه الشخصي وليس لاحد ان يعاتبه او يدينه او يمنعه من ذلك وهو سائغ شرعا و مقبول عقلائيا وبعيد عن باب التبذير كما يصفه البعض .
وليس لاحد ان يحدد الاولويات في الصرف امثال ما يثار من امور من قبيل الفقراء او بناء مدارس او تعبيد طريق وما شابه ذلك ،لان الاولوية ضابطها شرعي وليس طولية كما يتصور البعض ولا يوجد توقف في العطاء والا لو كان كما نتصور فان هذا يجري على كل بذل وعلى الجميع ان يكون صرفه وبذله خاضع لهذه الاولوية في مأكله ومشربه وسيارته وبيته وصدقاته وجميع تعاملاته مع ما يملك
ولنا ان نقول لماذا يصرف مبلغا في الحج بناء بيت او اثنين للفقراء اولى من الذهاب للحج وهكذا ،وهذا غير صحيح لانه شرعا لا وجود له اولويا،وتحكم وولاية على الملكيات الشخصية .فالبذل عموما راجع للباذل هو من يتصرف ويختار مواضع البذل وليس لاحد السلطنة عليه .وهذا بمكان من الوضوح لكنه مع البذل للامام الحسين عليه السلام يتناسى او يهمل.
وقد ينبري البعض ويجعل نفسه وكيلا عند الامام الحسين عليه السلام ويتكلم باسمه ويقول هذا لا يرضى به الامام وهذا يرضيه والبذل هنا يريده الامام وهناك لا يريده!!!! .
هذا النوع من البشر يجب عليه الحذر لتقمصه هذا الدور الخطير الذي جعله لنفسه اولا وان لا يجعل نفسه ولياا على اموال الناس ثانيا .. فأنت لا وكيل ولا ولي ولا مشرع.
#بالمناسبة الذين يثيرون هكذا امور اغلبهم لا من اهل العزاء والشعائر ولا من اهل البذل .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat