صفحة الكاتب : رسول الحسون

مخاض الحكومة والولادة المتعسرة
رسول الحسون

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ليس غريب ان تكون الولادة لحكوماتنا السابقة المتعاقبة عسيرة ومتعسرة الى الحد ان تدخل لحظات الاخيرة للانعاش لترى النور ،

اكثر من اربعة اشهر على اجراء الانتخابات التي شكك في نتائجها وما تبعها من العد والفرز اليدوي الى ان تنتهي بما كانت عليه ، كأن فترة الاربعة اشهر في التأخير مقصودة لتمرير مخطط لرسم خارطة الائتلافات وشكل الحكومة المقبلة .

 هذه الفترة سمحت اعلان ائتلافات تتشكل وتحالفات تعلن وسرعان ما تتلاشى واصبحت (اتفاقات اليوم تمحيها مصالح الغد), نقولها بصراحة ان اتجاهات بوصلة  التدخل الخارجي لم تفقد تأثيرها  بل على العكس بدأ ت تحدد مبتغاها بسياسة ناعمة وشبه مستترة لتنسج خيوط مسارات التحالفات لنيل مسمى (الكتلة الاكبر  ) تحت قبة البرلمان لتحضى بحق  تشكيل الحكومة وتسمية رئيس الوزراء .

الكل يعرف مقاصد تلك التدخلات الخارجية التي تتبع سياسة خلط الاوراق لبعثرة وتشتت كتل سياسية معينة  او لملمة غيرها للتوحد والاصطفاف للوصول لنتيجة تصب جملةً وتفصيلاً في خانة مصالحها وضمان  استمرار نفوذها وفرض سياسة التبعية لجر العراق الى خارطة الاستقطابات الحادة بأعلى درجاتها التي تشهدها المنطقة في الظروف الراهنة .

يعلم سياسينا علم اليقين بما يجري في الجلسات المعلنة وما يلحقها من تصريحات وبيانات وخطابات للاستهلاك المحلي على شاشات التلفاز وصفحات الصحف بعيدة كل البعد عما يجري و يتفق عليه في الغرفة المغلقة واحيانا تكون مظلمة وسرية لبيع الولاءات و عقد الصفقات بتأثير العنصر الخارجي.  وكما يُقال (هناك من يناضلون من أجل الحرية وهناك من يطالبون بتحسين شروط العبودية) ، نحن ننتظر ما تسفر عليه تلك الجولات المكوكية والزيارات المتبادلة بين اقطاب الكتل السياسية لنعرف من يحرك خيوطها ويتحكم بخطواتها وما ستتمخض عنه ، بعدها تتوضح الصورة جلية  في افقين اما (ما اشبه البارحة باليوم ) وتستمر دوامة الاخطاء الفادحة  بحق الشعب الذي يصبو للتغير وتحسين اوضاعه على كافة المستويات والا ان غضبه  الذي طالما   أمتص بوعود عفى عنها الزمن من قبل  السياسين سابقاً ، أو ان يكون الرهان على ان  للانتخابات الاخيرة نتاجاً وطنياً خالصا لحكومة تحقق تغيراً حقيقياً على كافة المستويات  السياسية والاقتصادية والاجتماعية للبلاد ،  حيث ولى زمن ابجدية المثل ( كأنك يابو زيد ما غزيت ) من قاموس مواطننا وان (غداً لناظره قريب)   ً .    


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رسول الحسون
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/08/19



كتابة تعليق لموضوع : مخاض الحكومة والولادة المتعسرة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net