هل اختلطت ارض المسرات والسعادة بارض الجحيم والشقاء ؟؟!!
د . ماجد اسد
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لا يخلو تاريخ بلد من البلدان ، الاكثر تقدما ، من ازمنة فوضى تضرب في اعماقها و تحفر علامات لا تكنسها الريح بيسر !
و لا تخلو امة من الامم من صفحات شبيهة بالطاعون و المجاعة و الفتن ، و لكن بعض الامم لم تعد تنظر الى الماضي لأدامة او استحضار السنوات العجاف ، ولا تنظر من المجهول ان يساعدها في التقدم نحو المستقبل ، بل تتأمل حاضرها و تدرسه بتوازن و عقلانية مقارنة بالعالم الحديث و المعاصر و ليس العكس
فالماضي ليس فردوسا و ليس جحيما و كل امة او شعب او ملة او طائفة ورثت عن ماضيها ، الكثير الذي سيدخل في تركيب ذاكرتها و حاضرها ، ولكنها ان لم تتأمل بعمق ما الذي يستحقق ان يشذب و يضاف ، وما الذي عليها ان تتركه يذهب مع الزمن ، و ما الذي عليها ان تبتكره و تصنعه و تفتخر فيه ، فأن المراجعة لا تغدو ان تكون سوا مراوحة في الماضي نفسه و ليس امتدادا او اضافة اليه !
اوروك نينوى اشور اربيل اور سبار بابل بغداد الكوفة كربلاء البصرة الانبار واسط .... الخ و الاف المواقع التي تحمل في ماضيها و في حاضرها علامات صاغت للزمن معناه و قد تدخل في بناء مصائر هذه المدن .
و المشترك بين سكان هذه المدن يتفوق كثيرا على ما لا يستحق الذكر و التذكر ! فالتاريخ ليس بناءا و لا الجغرافية مساحة ، بل هناك الانسان الذي صنع مصيره كي يكون له غاية و ليس ان يتوقف عند الحافات او بمحاذاتها !
فماتركه الماضي البعيد او الوسيط او الحديث ... يستحق القراءة كي لا تختلط ارض المسرات و السعادة بأرض الجحيم و الشقاء ! لان انسان ما بين النهرين من ذرى اعالي الفرات الى سواحل البحر ، كان علامة للعالم و علامة للحضارة تشع معرفة وحكمة و ابداع ، فلم تكن مدن العراق محصنة وحصينة و مضائة و شفافة الا انها مدت جذورها و ارتبطت بالعالم ، وقبل ذلك تطابقت مع ذاتها و عرفت ماذا تريد ..
ومهما كانت عقبات القرون المظلمة التي حتمت على اربيل او البصرة او صلاح الدين او بغداد او ذي قار ... الخ فأن المستقبل في ارض السواد و في ارض السلام وحده يستحق ان يكون عونا و سندا ، الذي يغدو علامة لا لحاضرنا بل لأحفادنا ايضا !
علامات لا تحصى ليس اولها موارد الارض و خزائنها و كنوزها فحسب بل هذا الانسان الذي تتوجه اليه احداق الاحفاد بالامتنان و ليس بالشكوى الى الله ... او الى التاريخ .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
د . ماجد اسد

لا يخلو تاريخ بلد من البلدان ، الاكثر تقدما ، من ازمنة فوضى تضرب في اعماقها و تحفر علامات لا تكنسها الريح بيسر !
و لا تخلو امة من الامم من صفحات شبيهة بالطاعون و المجاعة و الفتن ، و لكن بعض الامم لم تعد تنظر الى الماضي لأدامة او استحضار السنوات العجاف ، ولا تنظر من المجهول ان يساعدها في التقدم نحو المستقبل ، بل تتأمل حاضرها و تدرسه بتوازن و عقلانية مقارنة بالعالم الحديث و المعاصر و ليس العكس
فالماضي ليس فردوسا و ليس جحيما و كل امة او شعب او ملة او طائفة ورثت عن ماضيها ، الكثير الذي سيدخل في تركيب ذاكرتها و حاضرها ، ولكنها ان لم تتأمل بعمق ما الذي يستحقق ان يشذب و يضاف ، وما الذي عليها ان تتركه يذهب مع الزمن ، و ما الذي عليها ان تبتكره و تصنعه و تفتخر فيه ، فأن المراجعة لا تغدو ان تكون سوا مراوحة في الماضي نفسه و ليس امتدادا او اضافة اليه !
اوروك نينوى اشور اربيل اور سبار بابل بغداد الكوفة كربلاء البصرة الانبار واسط .... الخ و الاف المواقع التي تحمل في ماضيها و في حاضرها علامات صاغت للزمن معناه و قد تدخل في بناء مصائر هذه المدن .
و المشترك بين سكان هذه المدن يتفوق كثيرا على ما لا يستحق الذكر و التذكر ! فالتاريخ ليس بناءا و لا الجغرافية مساحة ، بل هناك الانسان الذي صنع مصيره كي يكون له غاية و ليس ان يتوقف عند الحافات او بمحاذاتها !
فماتركه الماضي البعيد او الوسيط او الحديث ... يستحق القراءة كي لا تختلط ارض المسرات و السعادة بأرض الجحيم و الشقاء ! لان انسان ما بين النهرين من ذرى اعالي الفرات الى سواحل البحر ، كان علامة للعالم و علامة للحضارة تشع معرفة وحكمة و ابداع ، فلم تكن مدن العراق محصنة وحصينة و مضائة و شفافة الا انها مدت جذورها و ارتبطت بالعالم ، وقبل ذلك تطابقت مع ذاتها و عرفت ماذا تريد ..
ومهما كانت عقبات القرون المظلمة التي حتمت على اربيل او البصرة او صلاح الدين او بغداد او ذي قار ... الخ فأن المستقبل في ارض السواد و في ارض السلام وحده يستحق ان يكون عونا و سندا ، الذي يغدو علامة لا لحاضرنا بل لأحفادنا ايضا !
علامات لا تحصى ليس اولها موارد الارض و خزائنها و كنوزها فحسب بل هذا الانسان الذي تتوجه اليه احداق الاحفاد بالامتنان و ليس بالشكوى الى الله ... او الى التاريخ .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat