صفحة الكاتب : عماد علي

مقاطعة الانتخابات في كوردستان افضل الخياراتاوزت المرحلة الأصعب من عمر الحرب المفروضة عليها!؟
عماد علي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

المقاطعة افضل وسيلة لتحقيق الهدف في المدى البعيد على الاكثر. ربما يقول البعض هذا قرار لمصلحة السلطة الكوردستانية في الوقت الحاضر لانهم لهم اصواتهم و المقاطعة تكون من قبل المترددين و الاصوات غير المقررة لاخر لحظة، و ربما قد يصح هذا ايضا من حيث المرحلة وما فيها و ما يمكن ان يحصل, و لكن دعنا نناقش هذا من جميع جوانبه و الاهم للشعب هو بيان البديل الافضل من بين الخيارات التي يمكن ان يتبعها المواطن المغلوب على امره .ان الاحزاب جميعها  المتمثلة بالسلطة و ما يسمون انفسهم بالمعارضة ايضا و الذي في حقيقتهم ليسوا الا توابع السلطة و اكثر ادعائاتهم نابعة من اهداف شعبوية ضيقة فقط لا صلة لها بجوهر اماني الشعب،  نعم جميعهم قاطبة على الرغم من عكس مايعلنونه و بالاخص ما يسمون بالمعارضة, و هم ياملون المشاركة الضعيفة للناخبين من اجل تثبيت فوزهم و اضافته الى ما كانوا عليه دون اي تغيير ينتظر.

لماذا افضل خيار هو المقاطعة، و ما هي الدوافع و الاهداف؟ الاكثرية على يقين بان هذه الاحزاب لا يهمهم الا مصلحتهم فقط و يصارعون فيما بينهم من اجل اهداف ضيقة لمجموعة مسيطرة و الكتل المنتشرة وفق تنافس حسب المحسوبية و المنسوبية الداخلية الحزبية و الحكومية التي ليست بافضل من الاحزاب, بل الاحرى انها تحت رحمة و سلطة الاحزاب و في خدمتها.

و من هذا المنطلق، لو كانت المشاركة كبيرة ماهي الاحتمالات المتوقعة للنتائج, او المشاركة القليلة كيف تكون و هم المنتفعون من اي نتيجة كانت. المشاركة الكبيرة ربما يمكن ان تفيد الاحزاب المدعية بمعارضتها و لكنها لم تثبت بانها معارضة حقيقية و هي متذبذبة و تابعة و ما يهمهما هي الامتيازات و المناصب و المشاركة في السلطة دون ان يكون لها بديل مستقل نابع من ذاتهم و ما يهدفون، و هذا لا يعود بالمنفعة للشعب، و عليه لا يمكن الحساب له بشكل عام.

و به لا يمكن ان ننتظر التغيير الا اننا ربما نلمس التحويل و تبدل المواقع و الوجوه فقط بشكل و اخر. و به لا يمكن ان ننتظر ما لخير الشعب كما جربنا خلال هذه السنين التي يحكمون كوردستان. و عليه لا يمكن الوثوق باي منهم كما هو حال الحزبين و السلطة الكوردستانية بشكل عام.

مادام المشاركة الكبيرة لا تقع لصالح الشعبفي النهاية فالبديل الواقعي هو المقاطعة, اي عدم المشاركة سوف يؤدي الى تمخض الحالة و بناء ورح المعارضة الحقيقية من داخل الشعب بعيدا عن التنظيمات القابلة للبيع و الشراء, و هذا ما يؤدي الى ان نعتقد بانها نار هادئة مستعرة معدة و مستعدة لفعل ما في اية لحة لتحقيق الهدف العام، و الاهم لما نفكر بانه الافضل، لا يمكن لهذه الاحزاب ان تقدم عليه  او تفعل ما يمكن ان ننتظر منها، و من يدعون التغيير و هم الذين استغلوا الشعب باسم المعارضة خلال كل تلك السنين و لم ينتجوا شيئا سوى ترسيخ جذور السلطة الفاسدة سواء نتيجة عدم اتقانها لاللعبة او لتركيبتها اامماثلة لاحزاب السلطة, و المعلوم انها ولدت من ارحامهم, و هذا ما فرض فقد الثقة بهم لانهم ابناء لتلك الام.

 اي بناء راي عام و تكوين توافق عفوي شعبي عام، ويتم توضيح الامور بتمييز الناخب المقاطع عن المصوت و سوف يبرز احساس وطني عام و يبنى تنظيما شعبيا داخليا من تلقاء نفسه، و المعلوم انهم الاكثرية الساحقة و ستكون الايدي الصارمة للعمل المشترك و ولادة بديل شعبي بشكل ما. ان الخطوة الاولى لعملية التغيير المنشودة من الداخل الكوردستاني تبدا من المقاطعة و ستكون النسبة خيالية كما يعتقد الكثيرون، و لا يمكن ان تبقى السلطة و الاحزاب جميعا مطمئنة من نفسها و على نفسها، و عليه عند الخطوات الاولى ستقوم بتحركات من اجل البقاء خوفا  و تقع لصالح الشعب، انها تدرك لو بقيت على ماهي عليه سوف يجرفه ما يتمخض عن المقاطعين على الساحة السياسية و الاجتماعية .  سيكون التغيير قادم و ليس هناك اي بديل لهذا الهدف و العمل السلس السلمي المفيد. فالى المقاطعة من اجل المعارضة الحقيقية و التغيير المنشود. ان النسبة الضئيلة للمشاركين في الانتخابات العراقية دفعت الجماهير بشكل غير مباشر الى ما تقوم به الان من النضال السلمي من ما يشبه الانتفاضة للمناطق التي استنتهضت لاول مرة منذ سقوط الدكتاتورية.   


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عماد علي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/08/05



كتابة تعليق لموضوع : مقاطعة الانتخابات في كوردستان افضل الخياراتاوزت المرحلة الأصعب من عمر الحرب المفروضة عليها!؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net