في مسائل البيئه والبناء/ دراسه رقم (2) بعض الوسائل المتاحه لترشيد استخدام الطاقة الكهربائية في المباني التعليمية
طالب منشد حنون
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
طالب منشد حنون

صوره رقم 1 .أحدى المباني في جامعة الكويت ويلاحظ صغر حجم الفتحات والشبابيك نسبة الى حجم المبنى واستخدام كاسرات الأشعه مع المعالجات الأخرى لتقليل ساعات الكسب الحراري
مقدمه :
تعتمد المؤسسات التعليمية في العراق شأنها شأن المؤسسات الخدمية والأهلية الأخرى في عمليات تكييف الهواء لمنشئاتها صيفا والتدفئة شتاءا على التكنولوجيا المستهلكة للطاقة الكهربائية بشكل كبير, دون العناية باستخدام المعايير الفنية المطلوبة للمساعدة في تقليل الأحمال الكهربائية ألناشئه عن الزيادة المفرطة في الكسب الحراري داخل المبنى .أن الأهتمام بالمسائل المعمارية كتوجه المباني(Orientation) والحجوم المثلى للغرف والقاعات , وكذلك ارتفاع السقوف, وأنواع ومساحات واتجاهات النوافذ والأبواب والأهتمام بالمعايير المناخية ومتطلبات العزل والفراغ والتهوية الصحية وخلق البيئة المساعدة في تنقية الهواء, بالأضافة الى استخدام مواد البناء العازلة للحرارة هي بأجمعها عوامل أساسيه في ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية يلزم مراعاتها بشكل جدي وصارم عند تصميم وتنفيذ غالبية المشاريع الأنشائيه كما تنص على ذلك المدونات العراقية الحكومية. أن هذه الدراسة تقدم حلولا تكنولوجيه ميسره وسريعة وتركز على أهمية استخدام بعض الوسائل المبسطة في التقليل من دخول ألأشعاع الشمسي والهواء الحار إلى المباني والمنشئات من أجل تخفيض وحدات الطاقة الكهربائية المستهلكة صيفا أو شتاءا و هي حلول وأن كانت مما هو متعارف عليه أساسا إلا أن الأنماط الحديثة في البناء وخصوصا في السنوات العشر الماضية أخذت بالابتعاد عنها وعن تلك المسلمات المعروفة سابقا واللجوء إلى استخدام أجهزة التبريد بشكل مفرط مما شكل عبئا على مؤسساتنا التعليمية في نهاية الأمر من حيث ارتفاع كلف شراء تلك الأجهزه وكلف نصبها وتشغيلها وصيانتها.
الهندسه المعماريه والبيئه
في عراق ما بعد عام 2003م برزت مجموعه من العوامل المؤثرة تأثيرا فاعلا على استهلاك ما يصل فعلا من الطاقة الكهربائية المخصصة لمجموعه من النشاطات البشرية (عدا النشاط الصناعي) وهذه العوامل يمكن إيجاز البعض منها على النحو التالي:
تدفق العديد من المواد التكنولوجية الحديثة من الدول الصناعية وخاصة أجهزة التكييف والأجهزة الكهربائية الأخرى والتي جعلت من قضايا البيئة في نظر مصممي المباني قضايا ثانوية يمكن معالجتها باستخدام هذه الأجهزة,ورغم خطورة هذا المنطق وسذاجته في نفس الوقت إلا أنه طبع مشاريع البلد العمرانية للقطاعين الحكومي والأهلي بطابعه وفرض أنماطا معماريه غريبة عن البيئة العراقية كان محصلتها تصعيد الاعتماد على معدات التكييف وملحقاتها والتي لا تنتج محليا مما عمق من الاعتماد على الدول الصناعية المنتجة الكبرى.أن طرق وأساليب ومناهج الدراسة المعمارية والهندسية في المعاهد والكليات في العراق ساهمت إلى حد كبير في تعميق الهوة بين الاحتياجات البيئية للمنشئات على اختلاف استخداماتها (سكنيه ,تعليمية,صحية,تجاريه.....الخ) وبين التصاميم التي يضعها المهندسون والمعماريون وذلك بسبب انفصال الدراسات الهندسية عموما عن المجتمع واعتبار القضايا غير الهندسية البحتة ليست ذات أهميه بالنسبة للمهندسين,ولأسباب عديدة تحول اهتمام العديد من المعماريين والمهندسين عن الاهتمام بالناحية الأدائية والكفاءة الوظيفية للمباني (الراحة,السعه,الكفاية الضوئية,المناخ الصحي......الخ) ليتركز حول المظهر الخارجي والواجهات والتراكيب الجمالية الخارجية لها(صوره رقم 2 ).
صوره رقم 2 . بعض المباني التعليميه الحديثه في العراق ويلاحظ البعد عن الواقع والعشوائيه
أن المهندسين والمهندسين المعماريين حديثي التخرج في العراق لم يستطيعوا أن يستخدموا إمكانياتهم لتحقيق قفزه نوعيه ومقدار من الأسس المعمارية والتخطيطية الواقعية المستندة إلى البيئة المحلية وتأثيراتها بل تم تجاهلها والاعتماد على ما يرشح في ظروف مغايره لظروفنا المحلية ولا أدل من ذلك تدفق وانتشار المعلومات والأنماط والأشكال والتصاميم والمواد المعمارية والأنشائيه لدول لاتمت لبيئتنا وواقعنا بصله .
- المناخ والبيئة في العراق
يقع العراق في معظم أجزاءه بين خطي العرض (30 ) و( 37 ) شمالا في منطقه حارة قاحلة وجافه باستثناء الجزء الشمالي الشرقي حيث يغلب عليه الطابع الجبلي والجزء الجنوبي في محافظة البصرة حيث يتحول المناخ إلى حار رطب. وبحكم الموقع الجغرافي من جهة ومجاورة الصحراء من جهة ثانيه وانخفاض نسبة الأراضي المشجرة من جهة ثالثه فأن أهم ما يميز الوضع المناخي هو الفروقات الكبيرة بين درجات حرارة الصيف ودرجات حرارة الشتاء (جدول رقم 1).
جدول رقم (1) الفروقات في معدلات الحرارة والرطوبة النسبية في العراق على مدار السنة
معدل درجة الحرارة القصوى في شهر أب |
43,5مο |