صفحة الكاتب : عبد الحسين بريسم

جسر الصرافية
عبد الحسين بريسم
قلت-
يا دجلةالحب من علم الظلام ان يتطاول على قدسية الماء،
من إستفز نوارس النهر في فجرك الناعس وأقلق الأسماك
ونوافذ الناس الآمنين. 
يسقط الجسر وينهض النهر... يلملم جراحه، يسقط الجسر
وضفاف دجلة تمد ما بين مياهه خيط فجر يربط الرصافة
بالكرخ ما بين خطوات الماء يلوح النعمان عبر الأعظمية
لباب الحوائج سيد الهواشم الذي يركضون خلفه حفاة حتى
يرتدوا  التصوف0
قال-
معلم آخر من معالم بغداد يتهاوى تحت أسواط الظلام وطيوره
التي أدمنت الدماء وعشقت التعشش في جحور العصور الحجرية.
 
بالأمس كان شارع المتنبي،شارع النور وقلم الضياء واليوم
جسر الصرافية ذلك النصف المعلق فوق دجلة يلوح للعابرين
صوب الشمس بنوافذه المشبكة ما بين الضفة والأخرى. 
قلت-
سقط الجسر وارتفع الشهداء. 
علمني الموت المؤجل
ان الصداقة
تربطني مع الاماكن
بصور الاصدقاء الذين 
لوحوا للمدى 
انهم قادمون
وتركوا اشياءهم الصغيرة
معلقة بين الماء وجرف الطين
امضي ترافقني الاسماك
احني بطين الدهلة
اثارا اقدامهم
على الجرف
على الجسر
على الشجر
واقول غدا
على الشمس نلتقي0
 
 قال-
 
يحمل جسر الصرافية مثل غيره من معالم العاصمة بغداد
الكثير من الذكريات خاصة  وانه من اهم واجمل معالمها
العمرانية  وكتب عنه العديد من القصائد وصور عليه الكثير
من الاغاني و شهد العديد من الاحداث وفي ذاكرة العراقيين
مشاهد جميلة لا تنسى مواعيد العشاق وجولات العوائل
وخطوات ايام الخطوبة ويبدو ان الجمال والذكريات وشواخص
الحضارة مهددة من اعداء الجمال 0
لقد طال التخريب والارهاب العديد من تلك المعالم شارع
المتنبي0 منطقة الصدرية والتي تعد من اقدم مناطق بغداد 
والشورجة قلب العراق  0
من ايام الخمسينيات وجسر الصرافية يعبر البغداديون عليه
من رصافتهم الى كرخهم وبالعكس دلاله التواصل والتاخى 0
من اجمل المشاهد التي تحتفظ بها ذاكرة البغدادي مشهد
مسيرة القطار وهو يحث الخطى ذاهبا وعائدا على نهر دجلة
وظله ينعكس على الماء0
 
قلت-
 
على جسد دجلة وامواجه العذبه تمتد  عدة جسور تربط مابين
الكرخ والرصافة تناغي الماء وعلى الضفتين مراكب الصيد
ووسائل النقل التي عاندت التطور بالجمال والوجه الحسن 0
تبكي الجسور على الفقيد –جسر الرصافة-  ا –الجمهورية-
و-السنك- الائمة- المثنى- الاعظمية- الشهداء- الباب
المعظم- الاحرار- المعلق- ذي الطابقين- الجادرية0
قال-
كل هذه تحمل خطواتنا التي نسعي بها الى السلام ونمسك من
خلال ارتفاع الجسر خيوط الشمس تلك  احلامنا التي مابرحت
تنجو تارة من الغدر وتارة تسقط مرة على اشلاء جسر واخرى
على اعتاب شارع 0
كتبنا على الطين تحت الجسور اول القصائد واخذنا على غفلة
من الحبية اول قبلة خجلى  وهنا تحت الجسر رفعنا قمصاننا
التي تدل على اجسادنا التي شربت من دهلة الشط في صيفنا
الحار وكسرناه ببرد دجلة وافباء الجسور0
كنا نخاف من –عبد الشط- وهو برئ من غرق الاحبة والان عبد
الشط مفخخ وملغم وملثم عابرا للحدود قاتلا للجمال 0
اي النوارس لاتبكي عليك ايها الجسر وهي الان قد حرمت من
التحليق فوقك مزهوة بالعبور الى انثى زعلت وحان وقت
الصلح  وقبل التراضي0
قلت-
سلاما جسر الصرافية00
غدا تمضي الغيوم السوداء
واعبر عليك حافيا
اقبل بقايا اثار جراحك وارمي من فوق  برجك العالي
قلبي تعويذة تحميك من طيور الظلام
والوح للنوارس 
ان حلقي فوق المياه وغني
ان جسر قتل غدرا
عاد من جديد 
علي جسده بقايا عطر عروس
وصدى ضحكات 
اخجلها الغنج
ايها الماء 
ذكرني 
ان لي موعدا
مع فتاه 
كرخيه الخدين
رصافية العينين
عراقية القلب
بغدادية الهوى
على جسر الصرافية
تعطيني 
قبلة انتصار0
 تمضي الغيوم السوداء ويمضي الدخان وينتصر السلام ويعود
الامان ويتصالح الاخوة  ترتفع فوق النجوم اسماء الشهداء
يحتضنهم شهيد  جسر  سقطوا عليه عشقا وعشقا وعشق-

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الحسين بريسم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/12/20



كتابة تعليق لموضوع : جسر الصرافية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net