خلال المواسم القليلة الماضية فأن المتابع لخريطة منافسات دوريات الألعاب المنظمة وعلى وجه التحديد كرة السلة والطائرة واليد ربما تصيبه الدهشة وتلتف حول لسانه عقدة السؤال في وصف أحوال تلك الدوريات التي تكاد تكون أقرب الى التفوق على كرة القدم من حيث جودة مبارياتها فنيا، وأحتدام التنافس وحضور الأثارة فيها، في الوقت الذي كانت تعاني أهم مسابقة كروية على أجندة الموسم وهي بطولة الدوري الممتاز نوعا من العقم الفني وضعف الندية ورتابة المباريات، نتيجة طول الموسم والتأجيلات والتوقفات الأضطرارية وغير الأضطرارية, كما رسمنا خرائط تفاؤل مبنية على معطيات حقيقية بمستقبل المنتخبات الوطنية في الألعاب المنظمة طالما أن الأتحادات المسؤولة عن تلك الألعاب المنظمة قد مسكت صولجان التخطيط السليم عبر الأهتمام والعناية بالدوري الممتاز من جهة، وفي تركيز العمل مع القاعدة والفئات العمرية بعيدا عن التزوير من جهة ثانية, ومن هنا جاءت النتائج الأخيرة في كرة اليد والطائرة تأكيداً صريحاً لما ذهبنا إليه، حيث حقق منتخبنا الشبابي بكرة اليد نتيجة لامعة لم تتحقق للعبة منذ سنوات طويلة عندما أحرز المركز السادس في بطولة اسيا للشباب في سلطنة عمان، بينما حقق زميله منتخب شباب الكرة الطائرة نجاحا تاريخيا اخرا بتأهله الى المربع الذهبي في بطولة اسيا للشباب في مملكة البحرين, والواقع أن ما حققه منتخب شباب كرة اليد هو من وجهة نظري أمتداد طبيعي لما سجلته اللعبة على مستوى المنتخب الوطني من نتائج متقدمة أقليميا وعربيا وقاريا، كما هو نتاج الخطوات الصحيحة التي أنتهجها أتحاد كرة اليد في بناء المنتخبات الوطنية، مع أن رئيس اتحاد كرة اليد السيد سلام عواد وكما صرح لجريدتنا يوم الخميس الماضي لم يكن راضيا عن المركز السادس الذي تحقق لمنتخبنا الشبابي في البطولة الاسيوية الأخيرة, مع أننا نشاطره صحة الرأي بالخبرة الكبيرة التي أكتسبها اللاعبون سيما أن ثمانية منهم يرتدون قمصان منتخب الناشئين المقبل على المشاركة في بطولة اسيا التي تقام في العاصمة الأردنية عمان في أيلول المقبل في سياق الأهتمام الأستثنائي من اتحاد اللعبة في البناء المتدرج والسليم للمنتخبات العمرية بشكل خاص، لأنها تشكل الضمانة الحقيقية للمستقبل, كما أن رهان رئيس اتحاد اللعبة على منتخب الناشئين وأمكانية تحقيقه نتيجة متقدمة في النهائيات الاسيوية لم تأت من فراغ، بقدر أرتكازها على مقومات حقيقية تمنح هذا المنتخب جدارة منتظرة في عمان برغم قوة مجموعته نسبيا الى جانب منتخبات كوريا الجنوبية والهند وفلسطين، لكن يبقى التفاؤل حاضرا في أمكانية بلوغه المربع الذهبي والتنافس على أحدى التذاكر الثلاث المخصصة للقارة الصفراء الى نهائيات كأس العالم. ومن هنا أيضا فأن الحضور المشرف للمنتخب الشبابي بكرة اليد في مشاركته الاسيوية الأخيرة قد تحقق على وفق مجهودات على قدر كبير من التميز لاتحاد كرة اليد المركزي والملاك التدريبي الذي يقف في مقدمته المدرب البارع خالد عدنان مع ما قدمه اللاعبون المثابرون من عطاء ثر وإبداع إستثنائي منحهم زخم النتائج الجيدة التي أهلتهم لتحقيق هذه المكانة المتقدمة اسيويا برغم فقر الاعداد وقلة التحضيرات للحدث القاري المهم.
نعم إن ما تحقق هو ثمرة طيبة من بين ثمار أخرى نضجت وسوف يحين موعد قطافها في المستقبل القريب، بعد أن نجح الاتحاد العراقي لكرة اليد في وضع برمجة ناجحة لأنشطته المحلية، وتأتي في مقدمتها مسابقة الدوري الممتاز والمعايير والضوابط الموضوعة لهذا الدوري التي منحتنا منافسات رفيعة وراقية إنعكست نتائجها على المنتخب الوطني الأول وبقية المنتخبات، إضافة الى حسن إختيار الملاك التدريبي الكفء والمنسجم، كما تحققت تمنياتنا السابقة لأتحاد اللعبة المثابر في مضاعفة الاهتمام بمنتخبات الفئات العمرية سيما منتخبا الناشئة والشباب من أجل إدامة رفد المنتخب الوطني بالمزيد من العناصر الواعدة، وتمتين قاعدة البناء الصحيح للمنتخبات الوطنية.
شكرا لنجوم وملاك تدريب المنتخب الوطني للشباب وكل أعضاء الوفد، لأنكم أسعدتمونا بمستواكم ونتائجكم الرائعة, وشكرا لأتحاد كرة اليد العراقي خطواتكم الصحيحة، ومبارك لكم هذا النجاح الذي نتمناه باكورة نجاحات مقبلة في الأفق القريب.
السطر الأخير
** لا يمكنك تسلق القمة بأقدام الخوف الباردة
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat