الكسلان أنفع من الشاطر‼️
حسين فؤاد الخزاعي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حسين فؤاد الخزاعي

*قصة فيها عبرة*
● يقول احدهم :-
هذه الايام وبسبب ارتفاع درجات الحرارة اصعد يوميا الى سطح الدار بعد عودتي من الدوام اعيد ماستك السطح بمعدل خط او خطين من الاشتايكر حسب تحملي .
● يقول كنت في كل مره اصعد الى سطح الدار وآخذ تجهيزاتي البسيطة معي { شفقه وماء وكفوف وعدة بسيطة }…
وفي ذات يوم صعدت دون ان آخذ الماء والشفقه معي وكان الجو حاراً ولاهباً من الحرارة والهواء الحار يلفح الوجه لفحاً…
يقول بينما انا كنت في الطريق نحو السطح وعلى الدرج كان أهلي وعيالي ينظرون الي وانا اصعد دون ان آخذ شيئ ،،
يقول وبداءت اعمل كالعادة
● ولكن الغريب وبينما اهلي جالسين عالتبريد وانا فوق السطح شعرت وكأني في جهنم . .
وبقيت اعمل مدة من الزمن ، فلم يذكرني احد . . كأن يرسل لي ماءا باردا او يرسل شفقتي او باي شيئ ولو بكلمة الله يساعدك مثلا .
● يقول بينما انا اعمل سالت دموعي حتى سقطت على السطح فقلت انا الان بين ايديهم وانا نافع لهم ، اشتري لهم واتسوق واصطحب مريضهم للطبيب واكسوهم في كل عيد ومناسبة ،
ولكن…
بمجرد صعودي للسطح نسوني ولم يذكروني بشيئ بينما انا تلهبني الشمس هم يتنعمون بالتبريد فكيف بي اذا مت واصبحت في ذلك البيت الجديد وانتهت منافعي لهم فهل يذكرني ذاكر 😔
بينما يداي تعملان في اعادة الماستك الى مكانه وترتيب وضعه ، كانت صورهم تمر امام مخيلتي واحدا تلو الآخر . . .
زوجتي التي حرمت نفسي من اجل اسعادها ووفرت لها كل شيئ جميل من اجل ان لاتسخر منها صديقاتها ونساء الحي ، ابنائي الذين احرم نفسي من لبس الجديد من اجل ان يلبسوه هم ويفرحوا به ،
فكان لا يهدأ لي بال الا بعد ان اوصلهم بيدي الى ابواب مدارسهم واعود مرة اخرى لاصطحبهم الى البيت ، حرصا عليهم ودلالا لهم .
ابنائي الذين اثقل كاهلي الاشتراك في السلف من اجل توفير مبالغ الدروس الخصوصية لهم ، ليتفوقوا في دراستهم ، علما انني ادللهم اكبر دلال واقربهم لي دوما بسبب تفوقهم في الدراسة . والحق يقال كانوا جميعهم متفوقين جدااا عدا ابني الأوسط عمار الذي كان غير موفق مثلهم بدراسته ، ولطالما وبخته لهذا السبب وعاقبته وقرعته بل انني مرارا وتكرارا ضربته بشدة وحرمته من متطلباته .
بينما انا افكر في جفائهم لي انهمرت دموعي على ذلك الشتايگر وسرعان ماتبخرت بسبب اللهيب الحارق ،
فكررت في نفسي مرارا ذلك الاحساس بالألم ، فبمجرد غيابي عن اعينهم لحظات لم يذكروني بينما انا هنا اعاني من حرارة الشمس ولهيب الهواء ، فكيف بي بعد ان اموت !؟
من سيذكرني منهم 😔
بينما انا بهذا الحال واذا بي اشعر بخطوات من خلف ظهري . . .
التفت واذا به ابني الأوسط عمار وقد حمل {سراحية} الماء بيده ووضع الشمسية تحت ابطه .
جائني وقبلني وشمني رغم العرق الذي غطى وجهي ، وفتح فوق رأسي المظله وقال لي { بابه } هذه احسن من الشفقة ، بقي يظلل لي وهو واقف في الشمس 😔 .
في هذه اللحظات استعرضت طريقة تعاملي مع عمار واستذكرت المرات التي ضربته بها اشد الضرب من اجل دراسته وكيف اني شيئا فشيئا صرت افضل اخوته عليه بسبب تفوقهم الدراسي .
تألمت كثيرا من شيئين الأول عدم مبادرة الآخرين رغم حبي المفرط وحرصي الشديد عليهم ومداراتي لهم . .
والثاني اهمالي لعمار وقسوتي عليه بسبب تخلفه بالدراسة بينما كان هو اول المبادرين والساعين لخدمتي …
وقفز الى ذهني وقتها فجأة ان ابني عمار اكثر اخوته تدينا والتزاما بالصلاة ، واكثرهم حرصا على حضور صلاة الجماعة ،
ولطالما سمعت صوته يصدح بقراءة القرآن في غرفته !
في الوقت الذي كنت اعلم بترك اخوته الباقين للصلاة بل وحتى الصيام بينما كنت اتغاضى انا عن ذلك كونهم متفوقين دراسيا ، فكان ذلك سببا كبيرا ليدخل الى قلبي السرور ويشعرني بالفخر ويخدر داخلي كل نية لنصحهم او معاقبتهم على ذلك .
علمت حينها ان اهتمامي بأبنائي اعتمادا على تفوقهم الدراسي فقط ليس معيارا صحيحاً…
سيكبرون وينسون فضلي عليهم ودوري في حياتهم ، عندما اغيب تحت التراب لن يتذكروني حتماً وابدا . سينشغلوا بحياتهم وينسوني كما نسوني الآن وانا فوق السطح .
كان درساً لي فهمت من خلاله سرا من اسرار الحياة ، وهي ان من ينفعني في حقيقة الأمر هو ان ابني حياة اسرتي واعمرها بالدين والتقوى ليحموا انفسهم و ليكونوا رصيدا لي في الدنيا والآخرة ،،،
سيذكروني حينها بدعوة بينما انا في قبري بين اطباق الثرى اعاني الفقر الشديد .
⬅️ المحصلة النهائية ↘️
من ذلك اليوم بدأت أهتم بولدي عمار ايما اهتمام
وبدأت اغدق عليه الحب والحنان وأُلبي احتياجاته كما كنت أُلبي احتياجات اخوته ، بل واكثر .
لأني شعرت بأن هذا هو رصيدي المثمر وثروتي الحقيقية في الحياة .
ومنذ تلك الحادثة وضعت شعارا في حياتي اتخذته ذخيرة لي بعد مماتي وهو قول النبي "ص" { او ولد صالح يدعو له } نعم فأنا لا املك مالا كبيرا للصدقة الجارية التي تستمر عشرات السنين بعدي ولا انا بعالم فأألف كتا
با دينيا ،
ليس لدي سوى ابنائي
فبدأت بتربية ابنائي الباقين تربية دينية
علهم يكونوا مثل عمار فيذكروني بدعوة
وعمل صالح بعد وفاتي .
اما عمار فصار متميزا في مدرسته بعد اهتمامي به وبعد ان ارسل لي الله رسالة على يديه :-
ان الولد الصالح يجب ان يكون محل الاهتمام فهو مشروع للآخرة .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat