العقدة والمنشار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الدعوات المتكررة الى اتحاد كرة القدم العراقي حول ضرورة تهيئة الملاعب النظامية المكتملة قبيل إنطلاق موسم الكرة الجديد 2018 - 2019 هي دعوات تنم عن حرص كبير بكل تأكيد في مسألة حيوية ومهمة جدا لها عميق الصلة ليس في تأمين متطلبات أساسية تكاد تمثل الأولوية في إنجاح الموسم المقبل وتحديدا المسابقة الأكبر والأهم.. مسابقة الدوري الممتاز, بل لأن تهيئة الملاعب على وفق مواصفات نموذجية كما جاء في تلك الدعوات والمناشدات تضمن لنا مستوى كرويا رفيعا، سيما إن المعضلة الأساس في واقعنا الكروي العام وفي موضوع الدوري على وجه التحديد، هي الإفتقار الى الملاعب النظامية التي تضمن متطلبات الحد الأدنى من السلامة ومواصفات النجاح، خصوصا الأرضيات والملاحق الأخرى, كما إننا حرصنا مرارا وقبيل إنطلاق كل موسم على ضرورة الإعتناء بقضية الملاعب الى حد مطالبتنا بعدم إشراك كل ناد في مسابقة الدوري لا يمتلك ملعبا خاصا به لإستضافة المباريات، كما هو حال ملاعب عباد الله الأخرى، وهو أمر أثبت صوابه من خلال تدشين العمل بمتطلبات الرخص الاسيوية التي تتضمن ضوابط ومعايير أخرى مالية وأدارية وفنية وليست قضية ملاعب فقط, كذلك كثيرا ما أكدنا على الأخوة في اتحاد الكرة وضع معايير وضوابط صارمة تكون دليل عمل لدى لجان فحص الملاعب التي يشكلها الاتحاد في العادة قبل إفتتاح الموسم بمدة وجيزة، ولكن للأسف فإن معظم تلك اللجان تفتقد الى المهنية في إداء المهمة، وتحتكم الى المجاملات وغض الطرف عن الكثير من العيوب والسلبيات خلال جولاتها التفتيشية ذات الطابع الميداني, وتكتب تقارير السلامة النوعية وصلاحية هذه الملاعب، ومنح إدارات الأندية بوليصة الجدارة لملاعبها قبل أن تتكرر الحكاية المأساوية في أوج مسابقة الدوري، فتظهر العيوب والثغرات في تلك الملاعب وما يترتب عليها من أضرار ومساوئ وبؤس حقيقي. وهنا ومع تجديدنا التمني بشأن تقيد اتحاد الكرة بضرورة العمل من أجل تأمين الملاعب النظامية قبل تدشين الموسم الجديد, إلا إنني أجد من الإنصاف والموضوعية في القول, إن تلك المهمة الكبيرة والصعبة يجب أن لا تكون مقتصرة على اتحاد الكرة وحده، بقدر تطلبها تعاونا وتنسيقا وجهدا مشتركا يجب أن يشرع به من الان مع وزارة الشباب والرياضة المسؤولة بشكل مباشر عن توفير البنى الأرتكازية للرياضة وفي مقدمتها الملاعب النظامية, ذلك إن إتحاد الكرة وكما هو معروف مسؤول عن الجوانب الفنية في كرة القدم، وليست لديه السلطات أو الصلاحيات الادارية التي تجيز له محاسبة الأندية، إلا على وفق الضوابط الفنية المألوفة ومنها فحص الملاعب وتأمينها من حيث توفر الشروط النوعية, في الوقت الذي يتوجب على وزارة الشباب والرياضة وبحكم الصلاحية والإختصاص، العمل الجاد والمثابر من أجل توفير الملاعب النظامية الصالحة، حتى مع تقديرنا للظروف المالية الصعبة بسبب التقشف غيره, لكن في إمكان الوزارة وكما وعدت سابقا التعاون مع الوزارات والمؤسسات الحكومية من أجل توظيف القدرات الجديرة بإعادة تأهيل ملاعب الأندية حتى لو كان ذلك بطريقة الإستثمار, مع إنني أتخوف مسبقا من عدم تنفيذ الجهات الحكومية لوعودها, وأتذكر لقاء أسرة اتحاد الكرة الأسبق في أول نشاط رسمي لها عندما إلتقت السيد أمين بغداد السابق الذي وعد من بين ما أعلن من وعود, بإطلاق حملة كبرى وعبر التنسيق والتعاون مع وزارة الشباب والرياضة في تأهيل واعداد وتهيئة ملاعب أندية العاصمة وخصوصا أرضياتها السيئة كخيار وصفته في حينه إنه ربما يكون أجدى وأنفع ولا يحتاج الى حملة كبرى أو فزعة بقدر حاجته الى صيغة من التنسيق والتعاون الذي لم يحدث أو يتحقق على أرض الواقع بالطبع.

السطر الأخير

* التردد أكبر عقبة في طريق النجاح.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/07/26



كتابة تعليق لموضوع : العقدة والمنشار
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net