صفحة الكاتب : ثائر الربيعي

مسلم ..وهاني ..وطوعة ..وشيوخ العشائر .
ثائر الربيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

مع مجيء الليل لا نسمع للإمام علي سوى أنين وبكاء ,هو ليس بكاء الخشية والخوف من الله لأنه هو القائل (لو رفع عني الغطاء لما زدت يقيناً),إنما بكاؤه بسبب البيئة التي ابتلي بها التي لاتعرف معنى القيمة المعنوية والاعتبارية للمصلح والزعيم والمنقد والاب والمربي وهو الطالب لهم للخير وحارب المفسدين لأجل أن يقيم المساواة بينهم ويقضي على الطبقية الاجتماعية التي سادت قبل مجيئه للسلطة وتسنمه لخلافة المسلمين ,وعلي صوت الانسانية ,أذاقوه مراراً وألماً لا لشيء لأنه ينشد الحق والفضيلة لكل إنسان ويريد الارتقاء بسمو انسانيته ,خذلوه ولم تنفع معهم خطبه الشقشقية ولا حكمه ومواعظه ولا حتى مآثره وإيثاره وجراحه التي غاصت بها الدماء في سبيل أعلاه كلمة الله ,ثم جاء سفير الحسين مسلم بن عقيل (ع) أراد جمع رأي الأمة في أن يحقق مسار الدين الصحيح قبل وصول الامام الحسين (ع) والقائل بحقه (ارسلت اليكم ثقتي وأبن عمي ) وهذه وحدها تكفي مع القوم الذي وصل اليهم لأخذ البيعة والمضي نحو مشروع الاصلاح الذي خرج من اجله أبا الاحرار ليحرر الناس من بطش المفسدين , كان عدد المصلين حسب الروايات التأريخية (18) الف مصلي خلف مسلم ,ثم تناقصوا الى أن وصل افراد على عدد الاصابع ,أين ذهبوا ؟أين بيعتهم وولائهم ؟ كلها ذهبت بإدراج الريح عندما وصل الأمر للمحك في مختبر الرجال ,بعدها أراد الرجوع للمدينة وأبلاغ الحسين بما جرى من نكث للعهد والمواثيق غلقت جميع الابواب بوجه ,والانكى من ذلك كله أراد فقط شخص يبلغه أو يأخذ بيده لمخارج الخروج من مدينة الكوفة فلم ينجده أحد منهم الجميع تحولوا لأنصاف رجال وأقزام وإمعات يلهثون وراء مغانم الحاكم أو خوفهم من بطشه بهم ,إلا طوعة أمرأة التي أنبرت فضربت أروع مثلاً في التصدي والتحدي لجبروت عبيد الله بن زياد فآوت مسلم واسقته الماء برغم كل المحاذر التي تهدد بهذا الفعل لدى السلطة ,خلدها التأريخ ومن اوسع الابواب لكنه لعن في نفس الوقت شيوخ ووجهاء السوء والمكر والخديعة الذين باعوا ذممهم لأجل الظالم مقابل حفنة دراهم ولم يراعوا حرمة الرسول وولده ,انتهى مصرع مسلم بحالة مآساوية لتخاذل الرعية في نصرته وتخليهم عنه ,ولوكان هنالك (100) رجل يعرفون قدره ومكانته وطبيعة المهمة التي ارسل لها لتغير الوضع السيء,لكنهم كانوا يعرفون الخنوع والخضوع جيداً ,ما أتحدث به عن التضحية من أجل قضية تحتاج لدماء ومواقف غير قابلة للتجزئة ,لا نجدها في قاموسهم الممتلىء بنفايات دنائتهم الملوثة من عهر الفاسدين, ثم جاء دور شيخ الايثار هاني بن عروة هو شيخ بكل ما تعنيه معنى الكلمة اقتادته الشرطة لقصر بن زياد ,ثم علمت بذلك عشيرته مذحج المعروفة بقوتها والمكونة من (30) الف مقاتل حاصروا القصر لغرض أطلاق سراحه فخرج لهم قاضي العهروالتزييف والمكر شريح حيث ابلغهم أنه في وضعاً جيد وسيطلق بعد يوم أو يومين سراحه ,ثم تفرق قومه وعادوا أدراجهم من حيت جاءوا وكانت هذه المآساة الكبرى ,لأن القصر لم يتجاوز عدد حراسه (30) حارس فكان بستطاعة عشيرة هاني الهجوم على القصر وأخراجه ,حيث تذكر كتب التأريخ المشكلة تكمن بما قام به أبن زياد عندما أرسل بطلب اللقاء برموز الوجهاء من عشيرة هاني فهنالك من أغراه بالمال ووضعه كالخاتم في أصبعه ,وهنالك من هدده بالموت إذا رفض الانصياع لأوامره فتشتت رأيهم وضعفت قوتهم وسيطر عليهم,ثم عمد بعد ذلك لفرض مايريده من خلال الارهاب الجسدي والترغيب المالي ,قلناها مراراً وتكراراً أن الإصلاح لايتحقق إلا بأدوات وأهمها رجال ثقاة يعتمد عليهم مؤتمنين لما يناط لهم من مقاليد الأمور لايسعون وراء المناصب والمكاسب يضعون حوائج الناس أمام نصب عينيهم ,المنصب بالنسبة لهم لايعدو كونه وسلية يتم من خلالها أنصاف المظلومين وتخليصهم من أستغلال استعمارية ذاتية نزوات المرء المريضة التي بدأت تأخذ اشكال متعددة ومتنوعة للوصول لمبتغاها .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ثائر الربيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/07/23



كتابة تعليق لموضوع : مسلم ..وهاني ..وطوعة ..وشيوخ العشائر .
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net