صفحة الكاتب : لطيف عبد سالم

الأداء الرياضي مرتبط بمهمة بناء الإنسان
لطيف عبد سالم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 خيبة أمل كبيرة خيمت عَلَى شوارع وأغلب فضاءات البلدان العربية الَّتِي تأهلت منتخباتها إلى مونديال روسيا 2018، عَلَى خلفية الخروج المبكر لتلك الفرق الَّتِي لم تشفع لها ألقابها الكبيرة كالفراعنة وأسود الأطلس والأخضر ونسور قرطاج فِي اجتياز الدور الأول مِن منافسات تلك البطولة - الَّتِي تُعَدُّ مِنْ أكثرِ الأحداث الرياضية مشاهدة عَلَى مستوى العالم - وتحقيق ما يسعد الجماهير الرياضية المتعطشة لأجواء البهجة والفرح والمتعة، وَالَّتِي ما انفكت تجهد فِي بلورة آليات تشجيعها وشحذ همم الناس؛ لأجلِ تعميق مساندتها لفرقها الوطنية ومؤازرة لاعبيها؛ أملاً فِي تحقيق نصر يرفع مِنْ شأنِ الرياضة فِي بلدانها.

فِي المونديال الحالي، تبددت الآمال العريضة للجماهير الرياضية العربية مِنْ محبي اللعبة الأكثر شعبية فِي مختلف أرجاء المعمورة، بعد أنْ صحت عَلَى حقيقة مستويات لعبة كرة القدم فِي بلدانها، وَالَّتِي بددت الأوهام ووضعتهم أمام مرارة الواقع العربي، فاستسلمت له بعد أنْ تيقنت مِنْ عدم جدوى القفز عَلَى واقعٍ يشيب له رأس الرضيع؛ إذ أنَّ البلدانَ العربية ما تزال رهينة التخلف عَلَى الرغمِ مِنْ ضخامة ثرواتها وكثرة خطب قادتها. وإذا كان الحديث عَن ربط هزائم الفرق العربية بكرة القدم فِي منافساتِ بطولة كأس العالم، بطبيعة واقع بلدانها السياسي والاقتصادي والثقافي، قد يبدو للبعض أنَّه مِنْ ترف القول أو الانقياد وراء " نظرية المؤامرة "، فإنَّ حيثيات الواقع لا تكذب، ولها دلالاتها فِي بيان أهمية هذا الأمر؛ إذ أنَّ الرياضةَ ليست مهنة مَنْ لا مهنة له كما يظن البعض، إنما الرياضة علم قائم بذاته، يستوجب تحسين أداء فعالياته، تبني الإدارات الرياضية برامج مِنْ شأنها تكييف آلياته مع حركة التطور الحاصلة فِي بقية القطاعات الأخرى بالركون إلى جملة إجراءاتٍ مخطط لها بعناية، لعلَّ مِنْ بَيْنَها تنشيط حركة البحث العلمي فِي هذا المجال.

ليس خافياً أنَّ الرياضةَ علمٌ يمثل المعرفة الَّتِي تقوم عَلَى أساليبٍ علمية تستمد مقوماتها مِنْ مرتكزات استراتيجية تعنى بتدريس علوم الرياضة والتقويم في مجال التربية البدنية بالاستناد إلى الاتجاهات والتقنيات العلمية الحديثة الَّتِي بمقدورها المساهمة فِي استثارة عامل الإبداع بالعملية التعليمية فِي هذا الميدان الحيوي، فتطوير الحركة الرياضة فِي أيّ بلد قصد تحقيق نتائج فِيما تباين مِنْ ضروبها، يخضع بحسب المتخصصين لشروط علمية تتداخل فيها الكثير من التخصصات ويكون التكوين فيها هو الأساس في حين يبقى تحسين الأداء هو الهدف المرجو منها.

يمكن الجزم بأنَّ الهم المشترك فِي أغلب البلدان العربية يتمثل فِي صعوبة مهمة بناء الإنسان، والاخفاق - عَلَى صعيد الرياضة تحديداً - فِي سبل إعداد المعلمين مِنْ ذوي المهارات المتميزة بمجال التربية الرياضية والبدنية؛ إذ أنَّ الرياضةّ تُعَدّ مِنْ بَيْنَ العناصر المهمة الَّتِي يعول عَليها فِي تمكين التنمية المستدامة. وبحسب أدبيات الأمم المتحدة تضطلع الرياضة بدور متعاظم فِي تحقيق التنمية والسلام؛ بالنظر لفاعلية دورها فِي تشجيع التسامح والاحترام، فضلاً عَنْ مساهمتها فِي تمكين المرأة والشباب والأفراد والمجتمعات، وبلوغ الأهداف المنشودة في مجالات الصحة والتعليم والاندماج الاجتماعي.

فِي أمَانِ الله.

 

 

 

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


لطيف عبد سالم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/07/04



كتابة تعليق لموضوع : الأداء الرياضي مرتبط بمهمة بناء الإنسان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net