صفحة الكاتب : رياض البياتي

فوبيا عراقية لا مبرر لها
رياض البياتي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
دون شك إن الربيع العربي قد بدأ بتغيير النظام في العراق ولكن فهم آليات التغيير استغرقت حوالي ثمانية سنوات لكي يفهما الشارع العربي المثقل بشعارات محاربة الامبريالية والاستعمار والصهيونية و يبدوا  إن القبول بأليات التغير العراقية جاء من جيل جديد لم يسأل عن رأيه عندما حدث التغير في العراق فقد كان اصغر عمرا من يسأل ولكن كان له الفضل في إن يفهم الكبار ذلك. والغريب إن ساسة العراق الجديد كانوا حذرين واستغرقوا وقتا ليفهموا ما يحدث في تونس ومصر أما ليبيا فقد كان القذافي يشن الحرب على النظام الجديد في العراق  ولذا كان الموقف العراقي واضحا منذ البداية ولكن الغريب هو ما حدث مع ثورة الشعب السوري وكان من المتوقع إن يكون الموقف  العراقي متضامنا مع الشعب السوري و إذا كانت سياسة العراق الرسمية هو عدم التدخل في شئون الدول المجاورة  فقد كانت المفاجئة هي موقف قسم من القوى السياسية من هذا الأمر وبحجج لا يمكن فهمها .من الواضح إن القوى المساندة للنظام السوري هي إن المستفيد الأول من بقاء النظام هو إيران والتي ينطلق موقفها من محاولتها إعادة إنتاج الإمبراطورية الفارسية الممتدة من إيران والى البحر المتوسط عبر  العراق وسوريا إن هؤلاء الناس ما زالوا يعيشون التاريخ ولم يتعلموا الاستفادة منه وإذا كان الإيرانيون يستخدمون التشيع شعارا لخدمة مصالحهم    فمتى كان الإيرانيون مهتمين بغير مصالحهم لقد كان التشيع دائما هو ضحية الإيرانيون إن إيران والتي حاولت طوال العقود الأربعة الأخيرة إن تضعف مرجعية النجف الشيعية وان تنقلها إلا إيران  ولكن مراجع النجف العظام  كانوا اكبر من إن يتماشوا مع هذا المخطط لقد كان العراقيين  يدركون إن المرجعية التي قادت ثورة العشرين وأسست دولة العراق الحديثة وسلمتها الي السياسيين  بدون مطالب ولم تسأل من منهم شيعيا أو سنيا كانت عراقية الجغرافيا عربية الهوى وسوف تبقى كذلك إن إيران تدير ألان مخططا جديدا لأضعاف دور المرجعية وذلك بفتح مقر للولي الفقيه في النجف الاشرف  أين المصلحة الشيعية في إضعاف مرجعية النجف.إن الدور الكبير الذي لعبته المرجعية عند تفجير الموقف الطائفي في العراق لا يمكن المرور عليه بخفة إن المراجع العظام وعلى رأسهم السيد السيستاني هم من منعوا البلاد من الانزلاق الي الحرب الأهلية التي خططت لها القاعدة وكانت شرارتها تفجير المراقد في سامراء إن الكثير من السياسيين الذين يتحدثون عن التغيير في سوريا وكأنه كارثة على العراق كانوا هم من يدفع الناس الي اقتتال لا يعلم إلا ( الله عز وجل )الي أين يؤدي بالعراق . أنهم يستنسخون موقفهم  ألان من الموقف الإيراني المتقاطع مع موقف الشعب العراقي.إن المستفيد الثاني هو حزب الله الذي لا يخفا على احد علاقته مع إيران من الطبيعي إن يكون أداة لها  وينفذ سياساتها إن هذا الحزب الذي كان يفجر القوات الامريكية والعراقية المصاحبة لها وهي تقاتل الإرهاب لم يسال نفسه إن الكثير من هؤلاء الشرطة والجنود العراقيين من السنة والشيعة إنما كانوا يقاتلون قوى الظلام التي يصدرها النظام السوري الي العراق والتي سفكت دماء  العراقيين بدون رحمه  . إن المستفيد الثالث من استمرار النظام السوري هو إسرائيل الذي لم يطلق النظام طلقة واحدة عليها منذ حرب تشرين إن إسرائيل تدرك جيدا إن النظام القادم لن يكون من الحماقة ليخوض حربا معها ولكنه لن يسكت على احتلال الجولان وسوف يسلك كل الطرق الدبلوماسية للحصول على حقه .إذن لماذا الإصطفاف مع هؤلاء اهو الخوف من تصدير الإرهاب الي العراق كما يتحدث البعض إن من صدر الإرهاب هو النظام السوري وهذا التصدير معروف جيدا ومن نفذه أجهزة النظام ومخابراته إن الساذج فقط من يعتقد إن هذه المجاميع كانت تعبر سوريا بدون موافقة النظام السوري الذي  حشد ودرب وسهل مرور هذه المجاميع الي العراق و إ ذا كان الخوف من إسلاميين سوف يفوزون بألحكم في سوريا إن العراق يحكمه الإسلاميين ألان وتركيا  وتونس  والمغرب تحكمها ألان أحزاب إسلامية إن الشعارات التي تطلقها الأحزاب عادة لأغراض الانتخابات أو المظاهرات لا ينفذ الكثير منها إن الاحزاب الاسلامية مولعة بالحكم  وتتناسى شعاراتها دائما إن من أوصل الإسلاميين الي الحكم هو الاداء السيء  لآنظمه التي تدعي العلمانية مثل نظام صدام و القذافي وبن علي وبشار الأسد لقد سأمت الناس هذه الوجوه مثل ما سأمت ألان من هؤلاء في العراق بعد إن جربوهم لثمان سنوات وبعد إن رفضت  المرجعية حتى استقبالهم وهم الذين استغلوا المرجعية لخدمة مصالحهم الضيقة و لإيهام المواطن انه مقبول من المرجعية. إلا تكون مصلحة العراق الحاكمة في العلاقة مع سوريا ومصلحة العراق  و سوريا  إن ترتبطا بعلاقات اقتصادية قوية  كون سوريا هي المعبر المثالي للنفط العراقي وصولا الي اوربا كما إنها السوق والممر للغاز العراقي المنافس الجديد في سوق الغاز وهو الأقرب إلا سوريا إن العراق وبسبب شحه المياه يحتاج دائما إلا المنتجات الزراعية السورية وهي الأقرب والأرخص .إن الشعب العراقي كان الشعب الأول الذي تحرك المجتمع الدولي لإنقاذه من الديكتاتورية وألان يصطف هذا المجتمع مع الشعب السوري ويغرد العراق لوحده خارج السرب هل هذا هو الوفاء لهذا المجتمع ولقضايا الحرية والديمقراطية إن العقوبات الاقتصادية نحن أبناء العراق خبرناها وندرك كم هو قاسية على المواطن  وكنتم انتم تشجعون عليها وانتم خارج العراق وألان لماذا الكيل بمكيالين إن الاصطفاف الصحيح هو مع قضايا الحرية والديمقراطية والعراق وهي واضحة وضوح الشمس .......
ك1 2011

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رياض البياتي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/12/15



كتابة تعليق لموضوع : فوبيا عراقية لا مبرر لها
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net