الصفحة الرئيسية
أخبار وتقارير
المقالات
ثقافات
قضية رأي عام
اصدارات 
المرئيات (فيديو)
أخبار العتبات
أرسل مقالك للنشر


صفحة الكاتب : فوزي صادق

صدق أو لاتصدق ! ... قصة حقيقية
فوزي صادق
في الصباح الباكر ، وقبل زحمة السيارات ، أتصل رجل الأمن المناوب بمنزل الصبي المراهق الذي يقف أمامه ، والذي لم يجد إجابة من والده حتى قبل الظهر، وهذا طبيعي كون الأب غارق في نومه مع زوجته الثالثة ، والتي تزوجها حديثاً .. أذن المؤذن دخول وقت صلاة الظهر ، وإلي الأن لم يحضر أحد من أهله ، وإذا بستيني يهرول في مشيه ببهو مركز الشرطة ، وبرفقته شاب متوسط العمر ، وقد دخلا  قسم الحجز، وقابلا خلف القضبان إبنه الخامس بين الذكور ، ووحيد زوجته الثانية  .
ماذا حدث حضرة الضابط ؟  ( الأب )  ، فقال الضابط : لقد أصطدم ابنك المتهور بسيارة واقفة بجانب الطريق ، ومن حسن حظ  سائقها إنه بالمحل المجاور .. الحمد لله على السلامة على كل حال ، والخير فيما وقع ( الأب ) .. فتم إحضار السائق الأجنبي إلي مكتب الضابط ، وكان من الجنسية الهندية ، وكذلك أحضروا الصبي ، فأراد الأب أن يحل الموضوع بهدوء ، فأخبر الضابط إن سيارته غير مؤمنة ضد الحوادث ، لكنه سيعوض السائق بالمبلغ الذي يريده ، وأعتذر للضابط كون سن أبنه غير قانوني .
أرجوك أجلس ، فالموضوع أكبر من حادث سيارة ! .. فاجأ الضابط والد الصبي ، وصعقه بسهم من الخوف عند سماعه تلك النبرة القلقة.. فأستحسن الضابط أن يخرجوا الصبي ويبقى الأب مع السائق ، فسأله : لن تصدق ما رأيت اليوم ؟ ماذا رايت وماذا أصدق ( جوابه بخوف ودهشة ) ، هل تصدق أن أسم إبنك الثلاثي يتطابق مع أسم السائق الهندي .. ( كيف لم أفهم ؟! ) ، صدقني حتى أنا لم أفهم ، ومنذ الصباح وأنا أقلبها في رأسي .. أنظر إلي دفتر إقامة السائق بنفسك ، فأسمه فلان  بن فلان  بن فلان ، وهو متطابق بالتمام والكمال مع أسم إبنك فلان بن فلان بن فلان !! ، أليس كذلك ؟ ولو دققت النظر في وجه الهندي لوجدته مقارب إلي حد كبير مع صفات إبنك ، وهذا ما أوقعني في حيرة من أمري ولم أؤدي عملي ، ومتلهف لقدومك وسؤالك .
أحتار الأب ونسى كل الأذكار ! وبلع ريقه ، وشد أنينه ، وزاد القلب من رنينه ،  فأقترب من السائق وهمس بأذنه : من هي أمك ؟ ، فقال عاتكة (على سبيل المثال) ، فأتسعت عينيه وألحقه بسؤال آخر : هل أنتم من ولاية يوبي قرب دلهي ؟ ، فأجابه بنعم وبثقة وباللغة العربية !! .. وتتكلم العربية بطلاقة ( الأب ) ، فخارت قواه ، وترنحت فرائصه ، فأحتضنته الكنبة بعد سقوطه عليها .
أفرغ الأب بما في جعبته ، وألقى بقصته أمام أعتاب الضابط والسائق والأبن ، بإنه كان بالهند قبل خمسة وعشرين سنة ، لجلب بعض العمالة لمؤسسته السابقة ، وإنه تزوج بهندية صغيرة من يوبي بعد أن نفذ صبره وفرغ جلده من النوم وحيداً دون إمرأة ، فهو مشهور بإنه زير نساء أبناء قومه ، وحامل لوائها ، وإنه علم بحبلها قبل أن يغادر الهند .. وبعد مرور عام ، عاد إلي الهند وجلس معها شهراً ، وهكذا دواليك لثمان سنوات ، وإنه حاول بأقصى جهده ، وبكل ما أوتي من قوة ، ان يحصل لزوجته ولأبنه على تأشيرة تخولهما دخول البلاد ، لكن كل محاولاته بائت بالفشل .. وبعد مرور كم سنة ، زاره إبليس الرجيم وأقعنه أن ينساها للزمن ، وأن لايفكر بها ، فقطع دعمه المادي لها ولإبنها .. فصرخ : وها أنت الأن تخبرني ياحضرة الضابط ، وتريد أن تقنعني إن هذا الهندي هو أبني !  يالله ، كم أنت صغيرة يادنيا ، وكم أنت حليم على من عصاك يارب !
أقترب الضابط منه وجهاً لوجه وقال : ياناس !  حرام عليكم ، فكروا قليلاً ، أنتم ترمون بنطفكم في كل مكان ، وبعد مرور السنون تطلبون من الحكـومة مساعدتكم .. والله هذا ليس عدلاً بحق أبنائكم وبحق الإنسانية وبحق الوطن .. لكن هل فكرتم يوماً ، إن خطأ بسيط قد يهزالعرش ويغضب الرب ليوم الدين ، فقد تتـزوج أنت بأحدى بناتك ! أو يتزوجها إبنك أو أخيك .. والله إنها طامة كبرى ، وكل هذا على حساب ماذا ؟ .. لذتكم الحيوانية وحاجتهن المادية ، بئس القوم أنتم .
 
فوزي صادق / روائي وكاتب : الموقع الرسمي :  www.holool.info      المراسلة : alholool@msn.com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فوزي صادق
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/12/14



كتابة تعليق لموضوع : صدق أو لاتصدق ! ... قصة حقيقية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
ط£ط¯ط®ظ„ ظƒظˆط¯ ط§ظ„طھط­ظ‚ظ‚ : 1 + 6 =  



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net