تحالف "العوائل السياسية" الذي يحكم العراق والممكنات في نقل السلطة لـ"حكومة شعبية"
سيف الخياط
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سيف الخياط

أولاً : الذي دفع الغالبية العراقية "مقاطعون" للعزوف عن الانتخابات، هو اليأس من استمرار (العملية السياسية)، التي تعني تقاسم (الثروة + النفوذ) بين (العوائل السياسية)، وهو ما يعني استمرار حالة الفشل التي عشناها على مدار 15 سنة الماضية لأربعة سنوات قادمة.
ثانياً : (العملية السياسية) التي جرى صياغتها في مؤتمر المعارضة العراقية في لندن 2002 تتمظهر بعدة أشكال وأسماء، منها :
- المحاصصة.
- التوافق.
- الشراكة.
وفي كل الأحوال تعتبر (العملية السياسية) بأسمائها الثلاثة مجرد قاعدة لتقاسم الثروة والنفوذ بين العوائل السياسية دون الأخذ بالاعتبار حصة الشعب والدولة، فالعملية السياسية سمحت بتقاسم كل ما موجود في الدولة لصالح العوائل السياسية، بما فيها تقاسم (المدرسة والمسجد والمستشفى ومركز الشرطة).
ثالثاً : (العوائل السياسية) وهم مجموعة من الأشخاص جرى اختيارهم بناءً على قدرتهم دوناً عن غيرهم على التخابر مع العواصم الدولية والإقليمية، وهم في الغالب (أجانب من أصول عراقية) يعملون على حراسة مصالح الدول قبل كل شيء، سواءً كانت مصالح الحرب أو مصالح السلام.
رابعاً : في إتجاه البحث عن بديل للعملية السياسية التي تأسست في (الغرف المغلقة) قبل سنوات، بدأت تنمو هنا وهناك إرادات شعبية كان لها منذ البداية مواقف رافضة للعملية السياسية، وهو ما يفتح الباب لظهور (حكومة شعبية) وليست (حكومة جوازات اجنبية)، ويمثل هذا الاتجاه (تحالف الفائزين) في الانتخابات النيابية الاخيرة، وهو الذي يجمع (سائرون مع الفتح).
خامساً : عندما نتحدث عن إنهاء المحاصصة هذا يتطلب (تعديل العملية السياسية) من خلال وضع حد لنفوذ العوائل السياسية وتحسين ميزان الثروة والنفوذ بين عموم الشعب، وهذا لن يكون الا بوجود حلف شعبي مقابل حلف العوائل الذي يقوده الخاسرون في الانتخابات هذه المرة، من الذين حلوا ثالثاً ورابعاً وخامساً.
سادساً : في صراع محتدم مثل هذا ستكون الغلبة للقوى الفائزة في الانتخابات (أولاً وثانياً) لانها تمثل الاغلبية داخل المجتمع الحزبي والأكثر قدرة على التواصل مع الأوساط الشعبية، وستكون الشرعية معهم في حال كان موقف مرجعية النجف مؤيداً لهم في هذه التحديات.
سابعاً : لا شك في أن النجف ستكون مع الأوساط الشعبية ولن تفضل عليهم صفقة العوائل السياسية التي تسعى الى إدامة النفوذ الأجنبي والفوضى والفساد والحروب.
ثامناً : من كان أولاً وثانياً في انتخابات 2010 و 2014 صار رابعاً وخامساً في انتخابات 2018، وهذا يعد بحد ذاته مؤشراً على رفض العملية السياسية وعقاباً شعبياً للعوائل السياسية التي ابتلعت كل شيء خلال 15 سنة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat