صفحة الكاتب : خالد الناهي

الأبنية الشامخة. تحتاج لأساسات قوية
خالد الناهي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

(ان اردت ان تبني بيت عمره طويل، اعتني بالأساس، والباقي أمره هين) هذه العبارة قالها رجل كبير في السن عندما اردت بناء دار لي قبل خمسة عشر عاماً، ولغاية يومنا هذا اتخذتها مقدمة في كل عمل اود القيام به.
البداية الصحيحة، دائماً تؤدي الى نتائج صحيحة، والأساس القوي، يكون أكثر مقاومة وتحمل للصدمات والمتغيرات التي تحدث، سواء كانت متغيرات طبيعية او طارئة، وهذا لا يشمل البناء فقط، انما يشمل كافة جوانب الحياة، فاختيار الزوجة الصالحة، يؤدي في الغالب الى خروج عائلة صالحة، والتجارة المبنية على أساس الصدق والامانة، بالضرورة تؤدي الى الكسب الحلال، والتعليم الصحيح للأبناء، يؤدي الى وجود أبناء نفتخر بهم.
اما عدم الاهتمام بالأساسات، والمطالبة بأن تكون النتائج والمخرجات صحيحة ومرضية، نعتقد بأن هذا غير منصف
ان عكسنا هذا على سياسة الحكومة منذ سقوط النظام ولغاية يومنا هذا، نجد انها لا تمتلك سياسة بناء مجتمع، انما تاركة الحبل على الغارب في هذا الأمر، فكل من هب ودب يستطيع ان يدخل على مجتمعنا، ويقضم منه القضمة التي يرغب بها، والحكومة باقية تتفرج دون ان تحرك ساكنا، بحجة الديمقراطية، والحريات الشخصية
تاركة شبابنا يواجه الهجمات واحدة بعد الاخرة، من دون تسليح، فما ان يخرج من موجة الانحراف الديني، حتى يدخل بالشذوذ الجنسي، بعدها المخدرات والحبوب المنشطة، وأخيرا موجة الالحاد ونبذ الدين، ولا نعلم ما هو القادم 
وكل حركة من تلك الحركات تأخذ جزء من المجتمع معها، فيما الحكومة تكتفي بالتفرج واللامبالاة، وفي نفس الوقت تضع اللوم على الشباب لأنه سلك طريق خاطئ.
كان الأجدر بالحكومات التي صرفت أموال طائلة على مشاريع البناء الفاشلة، ان تتوجه لبناء الأنسان العراقي، وتحصنه من الانحرافات التي اصابت المجتمعات الأخرى، فلا يقل هذا التحصين أهمية، عن التحصين ضد الامراض الخطيرة، مثل الطاعون او غيرها من الامراض التي من واجب الدولة ان توفر اللقاح المناسب لأطفالنا، لا بل أكثر من ذلك يجب ان تحارب تلك الظواهر، كما يحارب العالم فلاونزا الطيور او غيرها من الامراض الوبائية
هناك تقارير تفيد بوجود المئات من المصابين بمرض الايدز في بغداد وبعض المحافظات، وبدلا من معالجة هذا الأمر، تكتفي الحكومة بنفي هذا الخبر وتكذيبه، وبدل من العناية ومقاومة الانحرافات بالمجتمع، تكتفي بالقول انها ضريبة الديمقراطية، وهكذا باقي الأمور 
نعم ان زمن المنع بالقوة قد ولى الى غير رجعة، لكن يجب ان نحصن مجتمعنا من خلال توفير أساس قوي وحصين، يضمن عدم انجرار الشباب بسهولة للانحرافات الحاصلة في المجتمعات الأخرى.
ان على الأسرة دور في البناء الصحيح، لكن للمجتمع ومؤسساته الدور الأكبر والاهم في البناء، من خلال المؤسسات التي يمر بها الشاب خلال مراحل عمره، تبدأ من المدرسة وصولا الى كافة مرافق الحياة
لذلك أي حكومة قادمة لا تستطيع النهوض بالواقع الحالي، دون إعادة ترميم وبناء أساس المجتمع وهم الشباب. 
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


خالد الناهي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/06/22



كتابة تعليق لموضوع : الأبنية الشامخة. تحتاج لأساسات قوية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net