صفحة الكاتب : سيف ابراهيم

العراق بين حلول ثلاث احلاهنّ علقم !
سيف ابراهيم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بعد نهاية مشهد الانتخابات بنسب تصويت متدنية جدا ، تصل الى اقل بكثير عما اعلنته مفوضية الانتخابات العراقية ، و التي في حقيقتها تظهر كم شعور الناخبين بالملل من الوعود المزيفة و انعدام الامل ، و من جانب المفوضية محاولتها بالتزييف الخروج بمشروعية السلطة القادمة امام العالم . جاءت النتائج على غير ما كان يتوقع المعظم ،  خاصة من تزعم الواجهة مذ ولادة الديمقراطية الهجينة ، الغير صالحة للعيش في ارض السواد بسبب جفاف الوعي و ضعف البصيرة لدى العامة و حتى النخبة ، فانذرت بنهايتها و سقوطها من على عرش التسيد و الزعامة . المفاجأة حصلت اشد وقعا عليهم ، لانهم فعلوا كل ما يلزم من اجل المحافظة على مكاسبهم الوجودية في ارض برلمان النهب و السلب ، حيث عمدوا سلفا الى اقرار قانون انتخابات مفصل على مقاسات اصغرهم ،  عززوا موقفهم باختيار اعضاء مفوضية تسعة تابعين لهم و خاضعين لاوامرهم . رغم كل هذا ، ناهيك عن استخدام مال السحت السياسي ، لم يشفع لهم بالولوج مجددا الى حرم البرلمان المنتهك ، لذلك ثارت الصيحات و انتشرت الوثائق التي تدلل على وجود تزوير يشوب هذه الانتخابات ، و يطعن بشرعية الفائزين و كل هذا برعاية من خسر . التزوير الذي يتم الترويج له ، لم يكن ذا اثر كبير في البداية و كان شبه مسكوتا عنه ، ليس بجديد و ما حصل في انتخابات العام 2014 كان اعظم ، الكل يشهد بذلك حينها ، لكن الاثر بدأ يكبر بعد ان فقدت الزعامات الخاسرة جميع محاولاتها ، بالضغط من اجل تدعيم موقفها باصوات مشبوهة من خارج العراق و داخله حيث خرجت خالية الوفاض . حينها اجتمع كل من خسر و حاول قلب الطاولة ، فعمدوا سريعا الى عقد جلسة استثنائية برئاسة خاسرهم الاكبر ، و كان لهم ما ارادوا ، في خضم بداية انعقاد الجلسات و التي كانت لن تصل الى حد اكتمال النصاب ، على الجنبة الاخرى كانت تجري الحوارات و اللقاءات من اجل تشكيل الحكومة .
ان نتائج هذه اللقاءات ، هي من رجحت كف ميزان جلسات البرلمان و اكملت بنصّابيه نصابه ، حيث كانت هناك كتل تعد نفسها فائزة و حاصلة على عدد مقاعد كبير ، لكنها رغم ذلك وجدت نفسها خارج اطار التفاهمات و انها منبوذة . بذلك شرعت و سارعت الى الانضمام للجلسات من اجل عقدها ، باطار نصاب كامل و يزيد ، اتخذت قرارات تدعو الى عدة اجراءات اهمها اعادة العد و الفرز و لكن يدويا و باشراف  قضاة  تسع و الغاء نتائج النازحين و الخارج . عقب هذه القرارات بايام معدودات تم احراق مخازن تحتوي صناديق الاقتراع ، و قد ادت بكل تاكيد الى اتلاف الاجهزة و المعدات الخاصة بالانتخابات ،  هذا من شأنه تعقيد الحال اكثر ، لم يكن هذا الحريق عابرا انما كان مدروسا ، فالتعقيد يصب بمصلحة كل من يريد اخذ العراق الى وضع غير مستقر ، مليء بالفوضى كي يبقى حاكما جاثما و يستمر . عقب هذه القرارات و حدوث الحريق هذا ، الموقف صار اصعب و اصبح ملبدا بغيوم التأزيم ،  ستطرح حلول كثيرة لمعالجة هذا الارباك ، سيناريوهات عدة ستطرح على الطاولة منها ، اما العودة الى نتائج هذه الانتخابات و القبول بها و لكن بشرط مسبق ،  الا و هو الزام الاخذ بالمحاصصة ، بحيث تشارك كل الكتل الفائزة بتشكيل الحكومة المقبلة ، من اجل حصد المغانم من وزارات و سفارات و درجات خاصة و تعويض خسائر حملاتهم الانتخابية بمزيد من مزيد السرقات  ، ان الحل هذا يعني ان العراق باق في اطار المحاور و التجاذبات و التبعية و سيبدو اضعف مما سبق . اما السيناريو الاخر فهو على النقيض من ذلك ، حيث سيتم المضي بإعادة العد و الفرز اليدوي ، الذي سيستغرق اشهرا طوال ، حتى الوصول الى النتائج و اعلانها ، و هذه النتائج ان كانت مقاربة للنتائج الالكترونية فالحال لن يتغير و كأنك يا ابو زيد ما غزيت ، و نبقى وقتها نراوح في ذات المكان و سيتم البحث عن حجج واهية اخرى ، تديم امد الفراغ الدستوري بانعدام وجود برلمان و حكومة تصريف اعمال ، اما ان كانت مغايرة تماما لتلك الالكترونية ، فلعل الانفراج سيكون اقرب منه للتعقيد و تظهر رويدا بوادر الاتفاقات و التوافقات  ، من اجل خوض غمار تشكيل حكومة المحاصصة ، هذا الامر سيجعل العراق غير مستقر  فالطرف الذي تم تحييده حينها لن يسكت ، و الشعب في انتخابات 2022 لن يخرج حتى ظله ، سيقاطع اشد مما قاطع انتخابات هذه السنة . اما السيناريو الاخير فهو الغاء هذه النتائج برمتها و الدعوة الى انتخابات جديدة  ، و يحدد لها وقت معين تجرى فيه  ، و يتم دعوة الاحزاب و الكتل للمشاركة فيها و الاستعداد لها ، و هو سيناريو قد يكون مقبولا لدى طرفي نزاع هذه الانتخابات الخاسر منها و الرابح ، و النتائج الجديدة حينها ستحظى بقبول جميع الاطراف رغما عنهم حيث لا مفر  ، لكن رغم كونه السيناريو الاكثر مقبولية الا انه يعد انتكاسة و التفاف على مخرجات الديمقراطية .

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سيف ابراهيم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/06/12



كتابة تعليق لموضوع : العراق بين حلول ثلاث احلاهنّ علقم !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net