يتداول لفظ (الحكام الطغاة) عبر الزمن بين فترة وأخرى كدلالة على القتل وسلب الأموال وأنتهاك الحرمات وزج الأبرياء في السجون والمعتقلات وتمتع الطاغية بأموال الناس والسماح لنفسه وللمقربين له بالحصول على المناصب وكسب الأقطاعيات وشراء الذمم وأشغال الناس بالمتع الرخيصة والثقافة الهزيلة وسنتناول في هذا البحث الطاغية عبر النقاط التالية :
1- الشعب وعلاقته بالطاغية
2-- الطغاة في القرآن الكريم
3- سلوك الطغاة
4 - الدول الخارجية وعلاقتها بالطاغية
5- نفسية الطغاة
1- الشعب وعلاقته بالطاغية
لا يستطيع الفرد أن يكون طاغية إلا بوجود الآخرين فهو يستطيع أن يكون كريم في حبه لمخلوقات الله وأن يكون صادق في ما يتركه من آثار أما الطاغية فيحتاج إلى عدد من الناس ليمارس تأثيره عليهم ويتوضح سلوكه من تعامله معهم فروبنس كروز لا يمكن أن يكون طاغية في جزيرتهفلا يوجد من يمارس سلطته عليه وهنا نبحث كيف يسمح الناس للطاغية بالتعبيير عن نفسه وممارسة سطوته وسلطته عليهم .أن المحكومين وعلاقتهم بالطاغية ينقسمون إلى ما يلي :-
1- المؤيد لسياسته وأسلوبه
2- الذي لا يهمه كيف تسير الأمور
3- المعارض لنهجه وأسلوبه
سنتعرض كل من هؤلاء
1- المؤيد لسياسته وأسلوبه
هؤلاء يلتفون حول الطاغية ويقدمون أنفسهم وخدماتهم ومستعدين لتشويه الوقائع وتسويف الأمور وقلب الحقائق و يصنعون جو من البهجة والمرح بأقامة الأحتفالات والأعياد والمهرجانات ونشر صور الطاغية في الشارع في المدرسة في الدوائر في المحلات ورفع اللافتات التي تمجد الطاغية ويضعون القوانين والأنظمة التي تساعد على تحكم الطاغية وتسخر مراكز الدولة لتثبيت حكم الطاغية وهذه الطبقة تلي الطاغية فلها نفس القدرات من حيث القسوة والتجبر والظلم فهي قوية على الضعفاء ضعيفة مع الأقوياء تستمد قوتها من نهب الأموال والتسلق إلى المناصب تمارس كل فنون البغي في الرشوة والتحايل على القانون وأعطاء المواقع لذوي القربى كل ذلك لتبقى في ظل السلطة أن البعض منهم كان معارض من اجل تحين الفرص لكسب الأنظار والبروز إلى سطح المجتمع ليغتنم المكاسب. ان معضمهم ينضوون تحت اما اعلام موجه يقدس الطاغيه أوقوات امن تبطش بالناس أوقضاءفاسد تنعدم فيه العداله
2- الذي لا يهمه كيف تجري الأمور .
يتميز بثقافته السطحية أو المعدومة ومستعد أن يعمل للطاغية تحت مختلف الشعارات فهو عجلات عربة الطغيان همه أن ينال من الهبات والصدقات التي تعطى له أحساناً وتكرماً ليصفق ويهتف في المناسبات وهم يتجمعون كما قال الشاعر فرادا وأزواجاً كأنهم نمل تقودهم الطبقة الأولى التي واجبها أن تسومهم وتقدمهم كقطيع وهذه الطبقة نتاج فناء وأندثار الطبقة الوسطى على يد الطاغية .
أنهم يقدمون أولادهم قرابين في الحروب وضحايا أيام السلم وهم ليسوا موضع رهان الطبقة الأولى فقط وأنما موضع رهان الطبقة الثالثة فهم يشكلون بيضة القبان لمن يكونوا معه ومن الصعب الأعتماد على ولائهم فهم سريعي الضجر يميلون عندما تطول المحنة الى التذمر وبالتالى التمرد ويفقدون في الأنتظار روح الصبر والاراده فقد تخلوا عن النبي موسى (ع) وأرادوا العودة إلى مصر لصعوبة العيش في الصحراء رغم أن فرعون أستعبدهم وقتل أولادهم وكذلك مسلم بن عقيل حيث تركوه وحيداً
3- المعارض لنهجه وأسلوبه
هؤلاء رغم قلتهم إلا أنهم غيروا مسيرات التاريخ ورسموا الأنماط المتعددة لأسلوب الحكم. لهم هدف ثابت ومحدد هو أصلاح المجتمع وعلاقتهم مع الطاغية تعتمد على سلوكه وليس عطاءه كما في القسم الأول والثاني يضحون بالنفس والمال للوصول إلى أهدافهم ويقاومون نزعة الطاغيه في حب الظهور والتفرد في أتخاذ القرار يتحملون شظف العيش وقسوة الطبيعة من أجل الوصول إلى أهدافهم يحدوهم الأمل بأن الفرد يموت ولكن الفكرة لا تموت فالموت بالنسبة لهم يكشف عن حقيقة الطاغية وعلى الرغم من كونهم أفراد إلا أن أفكارهم تنتشر كالنار في الهشيم وهذا هو ما يقلق الطاغية فيضحي بالقسم الأول والثاني لأخافة هؤلاء وخلق الرعب في نفوسهم أن يفرقون عن القسم الأول والثاني في أنهم (يفرقون بين كوكب السماء والنجوم التي تحدثها أقدام البط في الوحل) على حد قول فيكتور هيجو أنهم يثيرون تساؤل الطبقات الأخرى ما هو الشيء الذي يضحون من أجله هؤلاء ؟ ولماذا ؟
الموضوع التالي (الطغاة في القرآن الكريم )
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat