اقترب منه وقد أثاره الفضول من صاحبه الوقور، جالسا قبالة نار تلتهم الخشب، محركا الجمر بعصى تتطاير من موخرتها الشرار، توشح الغروب مشهدا جميلا، لا يتناسب مع دندنة صاحبه التي يرددها بتنغيم العبارة:
أنا مجرم .. أنا مجرم..
فجلس الى جواره وسأله:
من هو المجرم، ما هذه النغمة امام اللظى، ونحن هنا للترويح عن أنفسنا..
فتحسر صاحبه، قائلا :
من باع درّاّ على الفحام ضيّعه..
فرد عليه: ان كنت قد فعلتها، فأنت حقا مجرم..
التفت اليه صاحبه، وحدق نحوه، وقد تراءت عينه المحمرة، عبر بريق الشعلة تغسلها الدموع، ليقول له:
نعم أنا فعلتها ..
فنهض، ليتركه ينبش النار بالعصى الملتهبة، مستمرا بتلحين الدندنة:
أنا مجرم....
...............
من المجموعة القصصية
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat