صفحة الكاتب : حسن حامد سرداح

عودة زيباري... ونزاهة المفوضية 
حسن حامد سرداح

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قد تكون نتائج الانتخابات البرلمانية صدمة حقيقية للجبوريين (مشعان وسليم) فكلاهما لم يتوقعا خسارة بهذه الطريقة على الرغم من عمليات التحشيد و"التهديد" التي سبقت تلك الممارسة الديمقراطية، فسليم القادم لرئاسة البرلمان الذي لم يتبق سوى شهر على نهاية ولايته، كان مطلوبا بتهمة "الاٍرهاب"، ولولا "عناية" المحاصصة "الطائفية" ولعنة "التوافقات السياسية" لما تسلق الى منصة البرلمان ليحكم كما يقول "باسم الشعب".

يروي صديق مطلع على خفايا مفوضية الانتخابات وما جرى في انتخابات الخارج ونتائجها التي صدمت المفوضية قبل الناخبين، ومنها ان محطة اقتراع كاملة في الولايات المتحدة الاميركية جميع أصواتها كانت لسليم الجبوري الذي لم يفلح بالحصول سوى على خمسة آلاف صوت لكنها تحولت بقدرة عجيبة لمكتبه الاعلامي الى اكثر من 24 الف صوت، اعلنها من خلال الموقع الرسمي لرئاسة مجلس النواب في تعد واضح واستغلال غير مبرر لمنصة تابعة للدولة وليس ملكا للجبوري، لكن القضية مرت كحال غيرها من التجاوزات التي تثبت "حصانة" الفساد وغياب المحاسبة القانونية، دعونا لا نبتعد عن صديقنا المقرب الذي يكمل حديثه عن انتخابات الخارج وهو يقول بان "المفوضية امرت بإلغاء جميع اصوات المحطة التي وصلت من اميركا وهو ما اغضب رئيس البرلمان ليخرج ويعلن "بامتعاض شديد" عن وجود "مؤامرة" تهدف للاطاحة به وأبعاده عن المشهد السياسي، وكانه يتحدث عن تشرشل او نيلسون مانديلا.

الغريب ياسادة ان غالبية "المنهزمين" يصرون على وجود عمليات تزوير في الانتخابات ويتحدثون بثقة عالية عن رغبة الجماهير بإعادتهم للاستفادة من خبراتهم بعد الإنجازات التي تحققت خلال السنوات الخمس عشرة الماضية، صحيح ان الرهان على نزاهة المفوضية قد لا يكون ناجحا، لاسباب عدة  ابرزها ان المفوضين التسعة الذين يقودون المفوضية ينتمون لاحزاب وكتل سياسية مشاركة في الانتخابات ولهذا فان الحديث عن عدم انحيازهم لجهة دون اخرى قد يكون "ضربا من الخيال" وخاصة ونحن نعيش في نظام سياسي يعتمد في استمراره على "المحاصصة" سواء كانت حزبية او طائفية، لكن وعلى الرغم من جميع تلك السلبيات فان  "عُبَّاد الله" قالوا كلمتهم ومنعوا تكرار بعض الوجوه وعلى الخاسرين احترام إرادة المواطنين والعودة الى منازلهم بدلا من التهديد بحرب أهلية جديدة.

قد يسأل البعض لماذا الحرب الأهلية.. نعم فالبعض تحدث ومن دون خجل بان الخسارة في الانتخابات ستكون مقابلها حربا أهلية "بلا هوادة فيها" واخرون خرجوا علينا متحدين صناديق الاقتراع وأقسموا بأنهم سيعودون "بميمنة وميسرة" ليخبرنا مشعان الجبوري "صاحب الوجوه المتعددة" بانه "سيكون حاضرا في البرلمان القادم وابنه يزن على يمينه وابنته هَوازن (الخاسرة في الانتخابات) على يساره" ليكمل إنجازاته التي تعجز كتب التاريخ عن وصفها، قد يكون مشعان وسليم مثالا للعديد من الساسة الذين يرفضون مغادرة المشهد ويصرون على الاستمرار بحجة "التوافقية" التي ستكون حاضرة في المرحلة المقبلة بدليل الحوارات واللقاءات التي عقدتها القوى السياسية "الفائزة والخاسرة" في الانتخابات خلال الايام الماضية.

الخلاصة.. ان التفكير بعودة هوشيار زيباري الى العملية السياسية ومنحه منصب رئيس الجمهورية كمكافأة على جهوده التي بذلها خلال توليه منصب وزير المالية الذي غادره "مُقالا" بقرار برلماني لإدانته "بهدر المال العام" يجعلنا نعيد الحسابات لالاف المرات بحقيقة التغيير الذي تتبناه القوى السياسية.. اخيراً السؤال الذي يبحث عن اجابة.. هل ستنجح حرب التغيير ام سيعود الجبوريان وزيباري الى الواجهة من جديد؟..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسن حامد سرداح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/05/25



كتابة تعليق لموضوع : عودة زيباري... ونزاهة المفوضية 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net