صفحة الكاتب : جنان الهلالي

الأسر المغتربة -  وهموم المهجر
جنان الهلالي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

فرضت الهجرة نفسها على واقع المرأة العراقية بسبب الظروف القسرية التي عاشها الرجال الذين هم في مقتبل العمر بسب الأضطهاد وحملة الاعدامات والاعتقالات التي طالتهم أبان الحكم البائد. 
ومن ثم فرض الحصار وتداعياته والظروف المعاشية
الأقتصادية الصعبة ، والعدوان الاوربي عام ٢٠٠٣ ....  
وكذالك بسبب الطائفية المقيته التي راح ضحيتها كثير من اللأشخاص . كل هذه الأسباب ادت الى تشجيع الهجرة لدى كثير من العوائل .
وقد دفع الشعب العراقي ثمناً باهضاً من أحلامه وأماله وطموحاته وحياته وشبابه ،نتيجة لعبة سياسية الحكم ومازالت مسرحاً للكثير من الأحداث الحبلى التي تلد كل ساعة حدثاً وليداً يزيد من مأساة العراق ويعقد قضيته ،ومازال الأنسان العراقي هو الضحية .
وأود أن اشير الى أننا ورغم ماقرأناه او شاهدناه  من هجرات عديدة لبعض الشعوب وهناك في هذا العالم الا لم نشهد اطلاقاً وعلى مر التآريخ هجرة كهجرة العراقين !
وقد تكون المرأة العراقية الاكثر تضرراً فهي الأم التي ثكلت والأبنة التي تيتمت  وهي الزوجة التي دخلت السجن لالشيء سوى ان أحد أفراد عائلتها كان رافض
للحكم في تللك ا لحقبة الماضية ،وهي التي تحملت اعباء تربية الأبناء  ،   وهي التي نفيت

من موطن الأحبة لتجوب الارض لاجئة
معترف بها او غير معترف بها ، تسعى لتكون مواطنة صالحة في ارض غريبة ،تنشأ جيلاًصالحاً تخشى عليه
من الأزدواجية في الثقافة ،والبيئة ، والهوية ،فكلما كبرت المراة المهجرة يكبر معها هم الاغتراب والحنين ،بسبب فراق احبتها ووطنها والمسؤلية الكبيرة الملقاة على عاتقها  .   
فهي متضررة في كلا الحالتين من الهجرة في حالة هجرة الاب فقط او عند سفر ها مع اولادها.ومع الأب 
                  فعند  هجرة الأب :-
تشكل تأثير هجرة  الأب على الزوجةأشكاليات متعددة --من ابرزها  عبء المسؤولية على الزوجة وصعوبة  تعويضها للأب ،
-هذا الى جانب تدهور اوضاع الأبناء السلوكية والتربوية
والتعليمية ، وتردي وضع الزوج في الخارج وشعوره
-انه مجرد مصدرمالي يمول أسرته .
أواتهام الزوجة من قبل الأهل بأرتكاب سلوكيات سيئة .
  - ضعف تربية ونتائج الأبناء المدرسية .
  -  أنحراف الأبناء وعدم سيطؤة الأم عليهم وتدخل الأهل في شؤون الأسرة .
  - تظهر البيانات بأن هجرة الأب تسبب لدى قسم من  الأسر في خلق أجواء صداعية تعيق الاداء الأ سري
  مما يفرز التفكك الأسري وفي حالات أخرى الطلاق .
           اما في حالة هجرة العائلة مع الأب
بالرغم من عناء السفر للعائلة يجب على المراة ان تتحمل
ديار الغربة عندما تكون بعيدة عن الأهل والاحبة ،
-فكثير من ا لنساء ُتصاب بالأمراض النفسية بسبب الازدواجية بين أفكار  مجتمعها
، والأفكار الجديدة في بلاد الغربة .
-وقد تواجه الأفكار العنصرية وكره المجتمع الغربي
للمسلمين والتزاماتهم الدينية ،ومنها الحجاب على سبيل
المثال
  - ومن المشاكل ايضاً التي تواجه الاسرة والمراة بشكل خاص الموضات الأوربية ولأمريكية وعكس تأثيرهاعلى
  -على الأولاد دون مراعاة تقاليد للأسرة .
ومن المواجهات التي تواجه الأسرة ضعف الترابط بين افرادها .
- وإستخدام الخط الساخن !وهو خط تلفون مباشر مع البوليس لحماية الأطفال فأذا عوقب  الطفل
يتصل فوراً بلبوليس ويؤخذ من اسرته .  

هنالك جملة من التوصيات لضمان دعم وأستقرار وتوازن الأسرة منها.
  - على الأسرة توجيه سلوك أفرادها الوجهة الأجتماعية
   السوية في بناء شخصية الأبناء وتحديد أتجاهاتهم
اذ يجب أن تظل حلقة الوصل بين الفرد ومجتمعه من جهة وبين المهاجر ووطنه الأصلي من جهة ،لكي نحافظ على عا دات وتقاليد وثقافة بلدهم الأصلي 
  - الحفاظ على التزامهم الديني من خلال احاديث الأم والأب معهم وممارساتهم االدينية ونقلها للأولاد منذ الصغر ،  وتعريفهم علىالقيم والمبادىء والتعاليم التي جاء بها الدين الاسلامي .
  - تكاتف العوائل المسلمة فيما بينهم في المهجر وأقامة علاقات أجتماعية من خلال المؤسسات الثقافية ، ،والدينية. 
  - دعمالمدارس العراقية بالدول الاجنبية لتثبيت القيم الدين واللغة والتربية الوطنية .
  - دغم المرأة المهاجرة في العمل الطوعي ولأستفادة من الخبرات العراقية المهاجرة . 
  اذن المرأة المهاجرة أو حتى اللاجئةهي الكأئن الاضعف
في المجتمعات الغربية فهي تعيش صراعاً لتربية أطفلها
مابين المجتمع الغربي والثقافة التي تحملها من بلدها .
وتقضي الام جل وقتها في الحفاظ علىطفلها وتقريبه
منها ومن ثقافة بلدها ، خصوصاُ انه يجد تشجيعاً على الاندماج في المجتمع الغربي من خلال المدرسة
والأصدقاء المقربين .
اذن هي حلقة الوصل العظيمة والمربية لسلوك الاسرة
التي تحرص على عدم أضمحلال ثقافة ولغة بلدها ،وتعاليم دينها  .
هذا ماأثبتته المرإة العراقية الصابرة من جدارة نادرة في تحمل المسؤوليات وأثبتت أنها اهلاً للشداد والتضحيات
من خلال ايمانها الراسخ وحفاظها على اولادها وعلى قيم ومبادئ وطنها الأم .
 

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جنان الهلالي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/05/19



كتابة تعليق لموضوع : الأسر المغتربة -  وهموم المهجر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net